قالت مصادر أمنيّة في حكومة الاحتلال، أن الـ”جبهة الفلسطينيّة” هي الأكثر قابليّة للاشتعال، وذلك استنادًا على معلوماتٍ استخباريّةٍ من جميع أذرع الأمن في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، التي حذّرت من اندلاع مواجهاتٍ عنيفةٍ بين الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة وبين الاحتلال خلال الأشهر القريبة القادمة، ولا تستبعد في الوقت عينه انتشار هذه المُواجهات في جميع محافظات الضفّة الغربيّة، لتُشكّل تحديًا خطيرًا للأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرها.
وفي هذا السياق، وصف المحلل العسكري في موقع "والا" العبريّ، أمير بوحبوط، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وعسكريّة قال إنّها رفيعة المُستوى، وصف مدينة الخليل بأنّها عاصمة حماس في الضفّة الغربيّة، مُحذّرًا من انفجارٍ وشيكٍ قد تشهده في ظلّ نشر المزيد من المواقع العسكريّة الإسرائيليّة، والإجراءات الأمنيّة المتلاحقة، والكمائن الميدانية المنتشرة، فضلاً عن زيادة أعداد القوات العسكرية في أرجاء المدينة.
ونقل بوحبوط، عن أوساطٍ أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ قولها، إنّه لا توجد مدينة في الضفّة الغربيّة ليس فيها نوايا للقيام بهجماتٍ مسلحةٍ، وأنّها تنتظر الفرصة المناسبة للتنفيذ المباشر، في ظلّ حالة اليأس التي تعم الشارع الفلسطينيّ، والخشية من أنْ تخرج الأمور عن سيطرة السلطة الفلسطينيّة، بحيث تتحيّن حركة حماس اللحظة الفارقة للسيطرة على الضفّة الغربيّة، وهي محاولات نجحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في كشفها خلال السنوات الماضية، على حد زعمه
وتابع المُحلّل العسكريّ الإسرائيليّ، المُرتبط بالمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، تابع قائلاً إنّ مدينة الخليل أخرجت 56 مهاجمًا نفذّوا عمليات طعن خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وقتلت العمليات التي نفذها مسلحون 25 إسرائيليًا خلال السنوات العشرين الماضية، واصفًا المدينة التي يقطنها مائتي ألف فلسطيني، بأنّها من أكثر المدن التي تشمل قرى وبلدات ومخيمات معروفة بولائها الشديد لحماس، بحسب تعبيره.
وأشار المُحلّل بوحبوط، إلى أنّ حماس وحكومة الاحتلال تخوضان صراع أدمغة، ففي حين تسعى الأولى لتنفيذ عمليات عبر التنسيق بين قيادة الحركة المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج، تنشغل الثانية بإطفاء الحرائق المتوقعة، من خلال عمليات إحباط الخلايا والبنى التحتية لها، بما فيها الهجمات الانفرادية غير المرتبطة بحماس تنظيميًا، كما أكّد في تحليله، الذي يعتمد على تسريباتٍ مقصودةٍ من القيادة العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب.
إلى ذلك، حذّرت محافل أمنيّة رفيعة جدًا في تل أبيب من أنّ المُواجهات المُستمرّة في النقب، داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، قد تتحوّل إلى التهديد الأمنيّ الأخطر، منذ العدوان البربريّ والهمجيّ على قطاع غزّة في أيّار (مايو) المُنصرِم.
وقال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ المُواجهات بين السُكّان العرب المحليين وقوّات الأمن الإسرائيليّة خطيرة جدًا، وأنّه إذا لم تتوصّل حكومة الاحتلال لاتفاقٍ طويل الأمد ستندلِع الانتفاضة الثالثة، كما اندلعت الثانية عام 2000 عقب اقتحام شارون للمسجد الأقصى، كما نقل عن مصادره.