أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير نشرته، الأربعاء 11 يناير 2022، أن الانتحار شكّل السبب الرئيسي للوفاة في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي خلال عام 2021، حيث يُعتقد أن 11 جنديًا على الأقل قضوا منتحرين.
وأشارت الصحيفة أن ثلث الجنود الذين انتحروا العام الماضي كانوا من أصل إثيوبي، بحسب وثيقة نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله: إن 31 جنديًا ماتوا لأسباب مختلفة في عام 2021، بينهم 11 قضوا منتحرين، بينما فقد 28 جنديًا حياتهم في عام 2020.
ظل الانتحار السبب الرئيسي للوفاة في عام 2021، حيث يُعتقد أن 11 جنديًا على الأقل وضعوا حداً لحياتهم. وقد تم تسجيل حادثتين أخريين مؤخرًا على أنهما حادثي طرق ولكنهما ربما قد أقدما على الانتحار، وفق الصحيفة.
وقال عميد مديرية القوى العاملة يورام كنافو: إن ثلاثة من المنتحرين ينحدرون من الجالية الأثيوبية، وأحد الجنود المشتبه في وفاتهما بالانتحار كان أيضًا إثيوبيًا.
وبحسب الصحيفة، يتم تصنيف الجنود الذين ينتحرون رسمياً تحت بند انتحار مشتبه به حتى تنتهي الشرطة العسكرية من التحقيق في قضاياهم. وقد تراجعت حالات الانتحار في الجيش من ذروتها في عام 2005، عندما وضع 36 جنديًا حداً لحياتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تسعة جنود انتحروا في 2020، و12 في 2019، و9 في 2018، و16 في 2017، وانتحر 21 جنديًا في عام 2011، وهو أعلى معدل انتحار خلال العقد المنصرم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف كنافو: "على الرغم من ارتفاع عدد حالات الانتحار في عام 2021، إلا أن عدد حالات الانتحار في الجيش بشكل عام وصل إلى حوالي 10 حالات كل عام على مدار السنوات الأربع الماضية".
من ناحية أخرى، عزا الجيش الإسرائيلي الفضلَ في تراجع المنحنى العام لحالات الانتحار إلى تقييد الوصول إلى الأسلحة، كما عمل الجيش على منع الانتحار من خلال العديد من البرامج المصممة لتدريب القادة بشكل أفضل لمساعدتهم في تحديد الجنود الذين من المحتمل أنهم يحملون أفكارًا قد تدفعهم إلى الانتحار.
وأكد كنافو أنه تم منع حوالي 400 حالة انتحار خلال العام الماضي.
وأوردت الصحيفة في تقريرها أن من بين القتلى في عام 2021، توفي 10 جنود في حوادث طرق أثناء قضائهم الإجازة خارج المنزل، ستة منهم ماتوا جراء إصابتهم بأمراض معينة، رغم أن أياً منهم لم يصب بفيروس كورونا.
وتابعت قولها: إن الجندي عمر طبيب قُتل خلال عملية "حارس الأسوار" (الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مايو 2021)، وتوفي يوناتان غرانوت بعد أن أطلق جندي آخر رصاصة على رأسه زُعم أنه أطلق النار من سلاح على قاعدتهما في انتهاك للأوامر.
ونسبت وفاة العقيد في لواء الناحال العقيد شارون أسمان، الذي انهار وتوفي أثناء الركض، إلى حالة قلبية لم يتم تشخيصها، وأضافت أنه لم يمت أي جندي بسبب حوادث التدريب.
وأكدت الصحيفة أن قتيلين لم يشملهما الجيش هما القناص باريل شموئيلي، الذي قُتل بعد أن أطلق مسلح فلسطيني النار عليه في رأسه عند حدود غزة، وضابط مخابرات توفي في سجن عسكري أثناء انتظار محاكمته لارتكابه مخالفات أمنية خطيرة.
وقال عميد مديرية القوى العاملة يورام كنافو: إن شموئيلي لم يُسجَل ضمن الأرقام لأنه كان ضابطاً في حرس الحدود. مضيفًا أن ضابط المخابرات كان قد سُرح من الخدمة العسكرية قبل وفاته وبالتالي لم يتم تضمينه في الأرقام.
وكان السبب الرئيسي لوفاة الجنود في عام 2019 هو إقدامهم على الانتحار، وقد شهد ذلك العام أقل عدد من الحالات منذ تأسيس الجيش الإسرائيلي، حيث فقد 27 جنديًا حياتهم، وفقاً للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن من بين 43 جندياً قتلوا في 2018، فإن ثمانية تم الاشتباه بأنهم أقدموا على الانتحار، حيث توفي اثنان في حوادث تدريب وثمانية خلال المواجهات العسكرية و10 نتيجة لأسباب طبية و14 نتيجة حوادث سير، في حين أصيب 41 جندياً آخرون بجروح بليغة.
وختمت الصحيفة تقريرها بأن من بين 41 جندياً قتلوا في 2016، 15 اشتُبه بأنهم قضوا منتحرين وتسعة في حوادث عسكرية وسبعة في حوادث مرور مدنية وستة لأسباب طبية وأربعة خلال العمليات. بالإضافة إلى ذلك، أُصيب 43 جنديًا بجروح خطيرة على مدار العام.