كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن الفصائل في القطاع غزة وعلى رأسهم حركتي “حماس والجهاد الإسلامي” مستاؤون من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، المماطلة بتنفيذ تفاهمات رفع الحصار عن القطاع والبدء بتنفيذ مراحل اعادة الإعمار دون عقبات وعراقيل.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أنه في الساعات الماضية أجرى مسؤولون من جهاز المخابرات المصرية، اتصالات منفصلة مع قادة الفصائل في غزة، من بينهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ناقشوا خلالها بشكل رئيسي الأوضاع المتدهورة في القطاع، وحالة الاحتقان الحاصلة والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة.
وأوضحت المصادر أن الفصائل كانت مُتفقة بشكل كبير على إمهال إسرائيل حتى الخميس المقبل ( 13/يناير) كأبعد تقدير، لاتخاذ خطوات عملية وجادة على الأرض تُخفف من الحصار المفروض على القطاع، وتزيل كل العقبات التي تضعها لإعاقة اعمار ما خلفته جولات التصعيد العسكري الماضية.
وذكرت أن الفصائل تحدثت صراحة للوسيط المصري، بان صبرها على الاحتلال وممارسته في القدس والضفة وغزة وما يجري داخل السجون، بدأ ينفذ بالفعل، وانه إذا واصل في سياسة الاستفزاز والتماطل فسيكون ما بعد تاريخ (13/ينار) ليس كقبله، وكافة الخيارات ستكون مفتوحة.
ولفتت المصادر المصرية ذاتها، إلى أن الوسيط المصري قد أبلغ فعليًا الجانب الإسرائيلي برسالة الفصائل في غزة “الغاضبة” وناقش معه جملة من التسهيلات والإجراءات لسكان غزة، تجنبًا لأي جولة تصعيد قادمة.
وفي السابق هددت فصائل فلسطينية، بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الواقع الحالي، وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن “معركة سيف القدس الذي أشهرته غزة لم يغمد”، وإن فصول المواجهة مع المحتلين تتواصل، ولن تتوقف إلا بتحقيق الحرية والعودة.
بينما اكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس عدوانه على الشعب الفلسطيني ويتلكأ في رفع الحصار الظالم على قطاع غزة، متهماً إسرائيل بتشديد الحصار على القطاع، ومؤكداً أن “المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك، ولن تسمح باستمرار سياسة المماطلة والمراوغة”.
ويشهد قطاع غزة بين الفينة والأخرى تصعيد إسرائيلي متكرر من خلال إغلاق المعابر وتقييد حرية الصيد في عرض البحر، إضافة لقصفه المقرات والمواقع الخاصة بالمقاومة في القطاع.
وكان الاحتلال الإسرائيلي شن لمدة 11 يوما عدوانا على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار في 21 مايو/أيار الماضي. وتسبب الهجوم بتدمير 1335 منشأة سكنية بشكل كامل، في حين لحق الضرر المتوسط والجزئي بحوالي 12 ألفا و886 منزلا، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.