غزة: الدعليس يعلن جملة قرارات دعمًا للقطاع الإعلامي

الخميس 30 ديسمبر 2021 12:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة: الدعليس يعلن جملة قرارات دعمًا للقطاع الإعلامي



غزة/ سما /

أحيّت وزارة الإعلام - المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الخميس، يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني الذي يصادف في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام، خلال حفل أقامته في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة.  

وحضر الحفل رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وشخصيات حكومية، وعدد من نواب المجلس التشريعي وممثلي الفصائل، ولفيفٌ كبير من الصحفيين ورؤساء وممثلي المؤسسات الإعلامية.

وأعرب الدعليس في مستهل كلمته، عن تقديره وامتنانه لجموع الصحفيين في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني على جهودهم العظيمة وتضحياتهم الجسام.  

وقال: "إن الصحفيين هم أسودَ المرحلة، رُهبانَ الليلِ في ترقُّبِهم، فُرسانَ النهارِ في رصدِهم، يا مَن لا يعرفون الغسقَ من الضياء، فهم على مدارِ الأربعةِ وعشرين ساعةً كخليةِ النحل، مستمرين في نقلِ الحقائقِ وفضحِ جرائمِ الاحتلال، رغم ما يعانون من استهدافٍ مباشرٍ من الاحتلالِ وأعوانِه، حيثُ التضييقُ والملاحقةُ والقتلُ والاعتقالُ وحذفُ الصفحاتِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ومنعِ إدخالِ المعداتِ وقصفِ المقرات".

وأضاف الدعليس، أن الصحافة عززت في الآونةِ مشيرًا إلى أن "ذلك تجلّى عبرَ تصدُّرِ السلطة الرابعةِ وأعمدةِ البناء الأساسيةِ الشابة، للشاشاتِ العربيةِ والعالميةِ والأجنبيةِ وهي تتغنى بأحقيّةِ وعدالةِ قضيتِنا، وتنشرُ وتفضحُ جرائمَ الاحتلالِ بكلِ لغاتِ العالم، مما أفضى إلى كيِّ السياساتِ العالميةِ في تغييبِ القضيةِ الفلسطينيةِ عن المشهدِ وإعادةِ توجيهِ الأنظارِ عليها وإليها، وكسبِ التعاطف الدولي تجاهها".

وأكد أن الصحفيين والإعلاميين ساهموا في دعمِ صمودِ أبناءِ شعبِنا وتعزيزِ جبهتِنا الداخلية، أثناءَ ممارسةِ المحتلِ الغاشمِ غطرستَه وهمجيتَه تجاهَ أطفالِنا ونسائِنا وشيوخِنا ومِدنيّينا، وقد دفعوا من أرواحِهم وأطرافِهم ومقراتِهم ثمناً في سبيل ذلك، رغم ما يكابدون من انتهاكاتٍ وغطرسةٍ صهيونيةٍ لحقوقِهم التي كفِلَتها المواثيقُ الدولية.

وأشار إلى أن تم تسجيل العام المنصرم 1200 انتهاكا صُهيونيا بحقِّ الصحفيين، وكان أبرزُها وأشدُّها وطأةً وإجراماً، تلك الجرائمَ المُروّعةَ المُرتكبةَ خلالَ مسيراتِ العودةِ الكُبرى، وكذلك خلالَ العدوانِ الأخيرِ على قطاعِ غزة، حيثُ تمَ فقدُ العديدِ من أبناءِ الأسرةِ الإعلاميةِ وإصابةِ العشراتِ منهُم على مرأى ومسمعِ العالمِ بأسرِه، وعلى سبيلِ الذكرِ لا الحصر، نستذكرُ هنا شهيديّ الصورةِ الشهيدِ الصحفيِّ ياسر مرتجى والشهيدِ الصحفيّ/ أحمد أبو حسين والذي تم ارتقاؤهُما أثناءَ تغطيتِهما لانتهاكاتِ جرائمِ الاحتلالِ بحقِ أبناءِ شعبِهم، وكذلك الشهيد الصحفيّ يوسف أبو حسين الذي اغتالته طائراتُ العدوِ بشكلٍ مباشر، وكذلك شهيدَ الصورةِ الذي ذهب ليوثقَ مجازرَ الاحتلال بحقِ المدنيين والأطفالِ والعُزّل، فكان إحدى ضحايا تلك الجرائمَ وهو الشهيدُ الصحفيّ فضل شناعة، فكما ساهموا في تعزيزِ جبهتِنا الداخليةِ دفعوا أثمانَ أغلى وأثمنِ لأجل ذلك.

وأوضح الدعليس، أن الرؤية الحكوميةُ اتجهتْ من خلالِ المكتبِ الإعلاميِ الحكوميِ الحاضنِ للعملِ الصحفيِّ في قطاعِ غزة، إلى تعزيزِ حريةِ الرأيِ والتعبير، وتذليلِ كافةِ العقباتِ الممكنةِ من أجلِ تسهيلِ عملِ الصحفيين، وكذلك الرقابةِ على المحتوى الصحفيِّ الذي قد يُسيءُ لقضيتِنا وعروبتِنا، فبرغمِ قلةِ الإمكانيات، وجملةِ العقباتِ والصعابِ والتحديات.

وأشار إلى أن تم تحقيق العديد من الإنجازات الملموسة على أرض الواقع من أبرزها: توفيرُ بيئةً مناسبةً للعملِ الصحفيّ، حيث أنهُ لم تُسجلْ أيُ مُحاكمةِ أو أمرِ حبسٍ على خلفيةِ قضيةِ نشر، وإدراجُ تعويضاتِ المؤسساتِ الإعلاميةِ المتضررةِ خلالَ العدوانِ الأخير، وإعفاءُ كافةِ الإذاعاتِ المحليةِ من الرسومِ لعامٍ كامل، وإعفاءُ الأجهزةِ والمعداتِ الإعلاميةِ من رسومِ الجمارك، وتكثيفُ الدوراتِ التدريبيةِ للصحفيين، بالإضافةِ للحثِ على توحيدِ لغةِ الخطابِ والنشرِ في حالاتِ الحروبِ والكوارث، من أجلِ تعزيزِ الجبهةِ الداخلية، كما في العدوانِ الأخيرِ وأزمةِ كورونا وغيرِها.

وأعلن الدعليس عن جملة من القرارات في إطار الجهودِ والمساعي الحكوميةِ الدائمةِ والمستمرةِ في دعمِ القطاعِ الإعلامي، وهي كالتالي:

1- الموافقةُ على تخصيصِ قطعةِ أرضٍ لصالحِ المكتبِ الإعلاميِّ الحكومي، وذلك لإنشاءِ نادٍ اجتماعيٍّ للصحفيين، ليكونَ الأولَ على مستوى الوطن، وتكليفُ المكتبِ الإعلاميِّ الحكوميِ بالتعاونِ مع اللجنةِ الحكوميةِ للمشاريع، بالسعيِ نحو إيجادِ تمويلٍ لبناءِ مرافقِ النادي.

2- الموافقةُ على تمويلِ واعتمادِ جائزةً تشجيعيةً سنويةً تحت إشرافِ المكتبِ الإعلاميِّ الحكوميِ بـ "شيك مالي مفتوح"، وفقاً لمعاييرَ موضوعةٍ من قِبلِه وبالتنسيقِ الكاملِ مع الأمانةِ العامةِ لمجلسِ الوزراء.

وقال الدعليس: "نحتفي في نهاية كل عام بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني حيث مسك الختام لكل عام في حضرةِ جهابذةِ الكلمةِ وفرسانِ الصورة، ونواةِ التغييرِ ونقطةِ الانطلاقِ للتحسينِ والتطوير؛ بل إحدى لبناتِ البناء في المجتمع، فكيف لا نحتفي بناقلِ الخبر، وناقدِ الفساد، ومُبرِزِ الجمال، وشاحذِ الهمم، ومُقويّ العزائمِ في وقتِ الأزماتِ والمِحن، والداعي للفضائلِ عبرَ منبرِه، والناقمِ على الرذائلِ وأهلِها، والناصرِ للحقِ والكاشفِ للباطلِ وأهلِه، والمُضحي بنفسِه ومالِه ووقتِه وعمرِه، في سبيلِ إيصالِ الرسالةِ وضمانِ استمرارِ الصورة".

وأضاف: "أن يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني قد أُقِرّ في عهدِ الحكومةِ العاشرةِ عام 2009م، كلمسةِ وفاءٍ وتقديرٍ لجهودِ فرُسانِ الأسرةِ الإعلاميةِ الفلسطينية، ويتم في كل عام تحديدُ عنوانٍ جديدٍ لإحياءِ هذه المناسبة، باجتهادٍ كريمٍ من المكتبِ الإعلاميِ الحكومي، وقد ارتأى هذا العامَ لتكريمِ إعلاميينا النُجباءِ المتألقين، ممَن حصدوا جوائزَ دوليّةً بتميزِهم في تمثيلِ قضيتِهم العادلةِ أمامَ العالم".

في ختام كلمته، دعا الدعليس، كافةِ الصُحفيين والوكالاتِ العاملةِ في الميدان، حولَ ضرورةِ تكثيفِ الجهودِ الحثيثةِ لدعمِ وإسنادِ قضيتِنا العادلة، وإيصالِ صوتِ شعبِنا المحاصرِ في كافةِ المحافل، متمنيًا الرحمة لشهداء الحقيقة والشفاءَ العاجلَ لمصابيهم الذين لا زالوا لمراحلِ العلاجِ يخضعون، والفرجَ القريبَ للأسرى جميعاً والصحفيين منهم خاصة، والتوفيق لكافةِ الصحفيين الأبطالِ فرسانِ الميادين، معاولِ البناءِ في مجتمعِنا بقوةِ تأثيرِهم.