أبرز المسارات المستقبلية في مجال التكنولوجيا سنة 2022

الأربعاء 29 ديسمبر 2021 01:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
أبرز المسارات المستقبلية في مجال التكنولوجيا سنة 2022



وكالات / سما /

تستمر “وايمو” التابعة لـ”غوغل” في اختبار مركباتها الذاتية القيادة في مدن أميركية مختلفة خلال سنة 2022، فيما تضيف مجموعة “فيسبوك” التي بات اسمها “ميتا”، لبنة جديدة إلى مشروعها “ميتافيرس”، وهو عالم مواز يمكن الوصول إليه عبر تقنيتي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.


وإذا كان عالم التكنولوجيا حافلا بالوعود، من السيارات الذاتية القيادة إلى عالم ميتافيرس الموازي، فإن هذه الرؤى والمسارات المستقبلية لن تصبح ملموسة في الحياة اليومية إلا بعد وقت طويل. وتقدم وكالة فرانس برس لمحة عن أبرز المسارات المستقبلية التي ستتواصل الجهود في إطارها خلال سنة 2022.

يتوقع رئيس شركة الاستشارات في الولايات المتحدة Fabernovel ديفيد بشيري، أن تكون 2022 “سنة ظهور الأطعمة المصنّعة من البروتينات النباتية”.


فمن نيويورك إلى سان فرانسيسكو ، أصبحت بدائل اللحوم من العناصر الأساسية في الكثير من الأسر، وخصوصاً بفضل Beyond Meat وImpossible Food اللتين أصبحت أغذيتهما النباتية أقرب من حيث الملمس والنكهة والسعر إلى شريحة لحم البقر المفرومك.


وتستجيب منتجات الشركتين خصوصاً لمطالبات دعاة حماية البيئة، إذ أن تربية الماشية لأغراض صناعية تشكّل مصدرا لما نسبته 14 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ، وفقاً للأمم المتحدة.


ويتوقع أن يبلغ حجم سوق اللحوم النباتية العالمية 35 مليار دولار بحلول عام 2027، بعدما كان يقتصر على 13,5 مليار دولار عام 2020. ويعود الفضل الأساسي في ذلك إلى التوسع خارج الولايات المتحدة ، بحسب تقرير صادر عن Research and Markets.


ويؤكد ديفيد بشيري أن “المنتجات ناضجة وجيدة”. ورأى أن المجموعات العاملة في قطاع الأغذية الزراعية ستستحوذ على علامات تجارية بدأت تبرز، مرجّحاً “الانتقال من مرحلة الابتكار إلى مرحلة التصنيع”.


وهذا المنحى يشمل أيضاً الأجبان، إذأطلقت علامة Babybel التجارية هذه السنة منتجات نباتية.

شهدت المرحلة الأولى من تاريخ شبكة الإنترنت إنشاء المدونات والمواقع الإلكترونية ، مثل “ياهو” أو إي باي” أو “أمازون”. أما مرحلة الويب 2.0 ، أي الحالية، فتطغى عليها الشبكات الاجتماعية ومشاركة المحتوى.


ويلاحظ المحلل المستقل المتخصص في سيليكون فالي بنديكت إيفانز أن المنصات من مثل “فيسبوك” و”يوتيوب” هي التي تتحكم بهذه المواقع و”تحصّل العائدات الإعلانية”.
أما في مرحلة الويب 3.0 ، “فالمستخدمون والمبتكرون والمطورون يمتلكون حصصاً (في الموقع) ويمكنهم التصويت” كما هي الحال في الجمعيات العمومية للمساهمين في التعاونيات، على ما أوضح إيفانز أخيرا في مدونته الصوتية (بودكاست).


وتقوم هذه المرحلة الجديدة على تقنية “بلوك تشين” التي أتاحت بروز العملات المشفرة (كالبيتكوين والإيثيريوم وسواهما) واتساع مبيعات شهادات الأصالة لمواد رقمية (“ان اف تي”).


ويرى ديفيد بشيري سنة 2022 ستشهد مزيدا من حالات “التمويل اللامركزي” الذي سيصبح جزءاً “من الحياة اليومية”.


وجمعت مدينة ميامي بولاية فلوريدا أكثر من 20 مليون دولار من خلال عملتها المشفرة التي ابتُكرت بالتعاون مع CityCoins ، وهو بروتوكول مفتوح المصدر مصمم خصيصاً للبلديات التي تبحث عن طرق بديلة لجمع الأموال. واعتمدت نيويورك أيضاً هذه التقنية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.


لكنّ لهذه التقنيات أثراً بيئياً سلبياً كبيراً، نظراً إلى الاحتياجات الكهربائية الهائلة لشبكات الكمبيوتر ومراكز البيانات التي تشكّل وصلات “بلوك تشين”.

 

أثارت القوة الهائلة لشركات التكنولوجيا العملاقة المعروفة بـGAFA (أي “غوغل: و”آبل” و”فيسبوك” و”أمازون”) غضب السلطات لسنوات. فأوروبا تتخذ إجراءات ، وروسيا والصين تعملان على تأطير أنشطتها أو فرض الرقابة عليها، وفي عام 2021 ، أصبحت الولايات المتحدة تملك ما يلزم لخوض المعركة.


وترتكز السلطات الأميركية في ذلك على قانون المنافسة. ويجري النظر في عدد كبير من التحقيقات والدعاوى القضائية في حق هذه الشركات المتهمة بإساءة استخدام مركز مهيمن.


وترى هيئة المنافسة الأميركية مثلاً أن “فيسبوك” اشترت “إنستغرام” و”واتساب” لسحق أي خطر منافسة في المستقبل.


وتواجه مجموعة مارك زاكربرغ موقفاً صعباً جداً بعد تسريب مسؤولة سابقة وثائق داخلية تبيّن أن المديرين التنفيذيين للشركة يعلمون بالضرر الذي تسببه تطبيقاتها للصغار وللديمقراطية.


أما النواب الأميركيون فوافقوا بدورهم على مستوى اللجان على مشاريع قوانين تحدّ من هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى.


كما أن الاتساع الكبير في استخدام العملات المشفرة يقلق الجهات المشرّعة والناظمة. ففي أيلول/سبتمبر ، اعتبر البنك المركزي الصيني أن كل المعاملات المالية التي تنطوي على العملات المشفرة غير قانونية.


من المتوقع أن تستمر هجمات برامج الفدية وسرقة البيانات السرية على نطاق واسع في عام 2022.


ويساهم ارتفاع قيمة العملات المشفرة والصعوبة التي تواجهها السلطات في مواجهة قراصنة الكمبيوتر، في ازدهار الابتزاز الرقمي، وهو عبارة عن اختراق شبكة كمبيوتر مؤسسة ما وطلب فدية بالعملة المشفرة في مقابل تزويدها الرمز الذي يمكّنها من التحكم مجدداً باجهزتها.


وتشير شركة SonicWall للأمن السيبراني إلى “تسجيل 495 مليون هجوم فدية” حتى تشرين الأول/أكتوبر، مما جعل 2021 قبل شهرين من نهايتها “السنة الأكثر تكلفة والأكثر خطورة” في هذا المجال.


وكتبت كبيرة مسؤولي الاستعلام في شركة “مانديانت” للأمن السيبراني ساندرا جويس “في العام 2022، سيكون الموضوع الرئيسي بالنسبة لي ولزملائي هو برنامج الفدية. إنه أمر مربح للغاية”.


وتتوقع منظمة Identity Theft Resource Center الأميركية غير الحكومية أن تسجّل أرقام قياسية في مجال تسرّب البيانات.