نشرت صحيفة الغارديان مراجعة لكتاب “سلام ترامب: اتفاقات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط” للكاتب الاسرائيلي باراك رافيد.
ويقدم كتاب رافيد جردة حساب للسنوات الأربع التي أمضاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض ورعى خلالها اتفاقيات أبراهام لتطبيع علاقات إسرائيل مع أربع دول عربية غير مجاورة لها.
ويقول الكتاب إن اتفاقيات أبراهام التي أعلن عنها عبر بيان مشترك وقعته الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين، “تمثل عمليا أول اختراق رئيسي في السلام في الشرق الأوسط منذ معاهدة أكتوبر/ تشرين الأول 1994 بين إسرائيل والأردن. ولكن على عكس المملكة الهاشمية، لا تقع الإمارات والبحرين على الحدود مع إسرائيل، وتنعمان باحتياطيات نفطية، وتنظران إلى إيران عبر الخليج الفارسي”.
وبحسب رافيد، فإن “التهديد النووي الذي تشكله طهران والاضطرابات التي أعقبت الربيع العربي أعادا صياغة السياسات والتفكير في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما لم يعد الفلسطينيون يحتلون مركز الصدارة”.
وأفاد رافيد في كتابه بحسب تقرير الغارديان، بأن “نتنياهو تراجع عن التزامه بضم جزء من الضفة الغربية بعد تعرضه لضغوط أمريكية”.
وأضاف أن “إدارة ترامب أوضحت على ما يبدو أنها ستستمر في حماية إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لكنها لن تفعل ذلك في المحكمة الجنائية الدولية.
وقد وصلت الرسالة إلى نتنياهو. وجاء ذلك في إطار إنذار الإمارات: المستوطنات أم السلام”.
ويعتبر رافيد محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، “البطل المجهول”. ويقارنه بالرئيس المصري الأسبق أنور السادات “الذي صنع السلام مع إسرائيل ثم دفع حياته ثمناً لذلك”.
وبحسب الكتاب إن اتفاقيات أبراهام وبالأرقام، “تؤتي ثمارها”. حيث “أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار في قطاعات اقتصادية إسرائيلية رئيسية ويتوقع أن تزيد قيمة التجارة بين البلدين على تريليون دولار على مدى عقد من الزمان. السعودية تنظر إلى البحرين كقناة للاستثمار في إسرائيل وإدارة بايدن تميل إلى الاتفاقات، بعد ترددها في البداية”.
يصور رافيد ترامب ونتنياهو على أنهما “زعيمان مثيران للانقسام هددا المراسي الديمقراطية لبلديهما”.
أما عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، فيقول الكاتب إن قرار ترامب بالانسحاب “لم يكن نتيجة لحث إسرائيل على ذلك. لكن الصفقة كانت معيبة وتستحق الغاءها”.
يؤكد رافيد أيضا أن جاريد كوشنر “لم يكن أيديولوجيا ولا مثاليا. كان في جوهره رجل أعمال، متعاطفا مع إسرائيل لكنه لا يرى الضم كقضية شخصية. كما يقول رافيد، لم يكن كوشنر مدفوعا بالمشاعر الدينية – مثلما كان مايك بومبيو، وزير خارجية ترامب”.
وتابع رافيد “بعكس كوشنر، أعتبر ديفيد فريدمان، محامي ترامب بشأن الإفلاس والسفير لدى إسرائيل، أن حل الدولتين هو وهم. وقبل أن يتولى منصبه، سخر من اليهود اليساريين ووصفهم بأنهم أسوأ من كابوس”.


