كان اغتيال القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني 2020، يبدو بمثابة ذروة التعاون الأمريكي الإسرائيلي، لكنه أصبح في الواقع نقطة توتر رئيسية بينهما.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب، قوله إن الرئيس السابق، كان مستاء من تقاعس إسرائيل عن القيام بدورها في عملية اغتيال سليماني.
وأضاف أن ترامب توقع أن تلعب إسرائيل دورا أكثر نشاطا في عملية سليماني، ولكنها تقاعست عن القيام به.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي السابق استنتج أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، يفضل أن تحارب أمريكا كل المعارك بالنيابة عنهم وأيضا نفس الحال بالنسبة لدول "الناتو".
ونقل المسؤول عن ترامب قوله إن "نتنياهو يرغب في محاربة إيران حتى آخر جندي أمريكي".
ووفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض، حاول نتنياهو إصلاح الأمور عندما زار البيت الأبيض في سبتمبر 2020 لتوقيع اتفاقات إبراهام، لكن ترامب لم يكن مقتنعًا واستمر في الاعتقاد بأن نتنياهو قد استخدمه لتنفيذ هدفه.
في حين قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، أن بلاده أرادت "دوراً أكثر نشاطاً في اغتيال سليماني، لكن واشنطن أصرت على تنفيذ الهجوم بنفسها".
وكان موقع "ياهو نيوز" قد نشر تقريرا، في مايو/آيار الماضي، يوضح كيف ساعدت إسرائيل الولايات المتحدة في قتل سليماني، من خلال مشاركة 3 أرقام هواتف خلوية، استخدمها في اتصالاته.
وكشف التقرير أن مسؤولي الاتصالات في قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، عملوا مع نظرائهم الإسرائيليين، للمساعدة في تتبع أنماط الهواتف المحمولة لسليماني. وقام الإسرائيليون، الذين تمكنوا من الوصول إلى أرقام سليماني، بنقلها إلى الأمريكيين، الذين تتبعوا سليماني وهاتفه إلى بغداد.
وأوضح التقرير أنه بينما كانت 3 فرق قناصة تابعة لقوة "دلتا" الأمريكية، تراقب تحرك سليماني على الأرض، كانت 3 طائرات مُسيرة أمريكية تراقبه جواً، مضيفاً أن إسرائيل تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع الجيش الأمريكي حينها.
يذكر أنه في 3 يناير 2020 استهدف صاروخان من طراز "هيل فاير"، سليماني الذي كان معه أبو مهدي المهندس، نائب قائد "الحشد الشعبي" في العراق، بعد وقت قصير من مغادرتهم المطار في بغداد.