تحت رعاية وبحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، أطلق اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا"، مساء اليوم الأربعاء، فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي "إكسبوتك 2021" للعام السابع عشر تحت شعار "التحول الرقمي"، بالشراكة مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية "الراعي الرسمي لإكسبوتك".
وانطلقت الفعاليات بحفل "العشاء والتشبيك"، الذي نظم بالتزامن في رام الله وغزة، وتضمن نقاشات مهمة حول سياسات وفوائد دمج التكنولوجيا في مختلف القطاعات الاقتصادية، التي يسعى "بيتا" جاهدة لتحقيقها مع مختلف اللاعبين في السوق الفلسطينية من أجل تطوير القطاع وتحسين نموه واستثماراته.
وفي هذا السياق، قال اشتية: إن عنوان إكسبوتك هذا العام هو التحول الرقمي، ونحن نعمل من أجل هذا الموضوع، ونفخر اليوم بأن رأس المال الفلسطيني هو المواطن الذي نستثمر به، وهذا أمر مهم جدًا للقطاعين العام والخاص.
وأضاف: "في القرن الـ21 مهن ستختفي وأيضُا مهن جديدة ستولد، علينا أن نكون جاهزين جديًا، وقد ندفع ثمنًا لمهن قد تموت، لذلك مطلوب منّا أن نحضّر أنفسنا لمهن ستولد".
وأشار إلى أنه يوجد 700 شركة تعمل في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، منها فقط 80 شركة تعمل في التكنولوجيا المعلوماتية والباقي في الاتصالات، مساهمتها كلها لا تتعدى 3% فقط في الاقتصاد الفلسطيني، مبينًا أن هنالك أفق هائلة جدًا لهذه الشركات ولهذا القطاع، كما أن جائحة "كورونا" فتحت أفاقًا لنتطور ونسير ضمن التكنولوجيا العالمية.
وأكد اشتية أن هذا القطاع للشباب وإذا كان علينا عمل شيء فهو الاستثمار بالشباب، والاستثمار في التكنولوجيا والريادة بشكل أكبر، وضرورة إدخال التكنولوجيا في قطاعات الزراعة والصناعة والصحة، وكل القطاعات الأساسية للنهوض في كافة قطاعات البلد.
وشدد على أن الحكومة شريك أساسي للقطاع التكنولوجي، "لذلك أخذنا قرارًا بطرح عطاء تنافسي متعلق بالبنية التحتية للفايبر لخدمة فلسطين، نحو التحول الرقمي، ومن أجل الوصول لذلك نحن بحاجة لفريق وبنية تحتية، والشيء المهم أيضًا ضرورة وجود برامج للتدريب".
ولفت اشتية إلى أن الحكومة ستنتقل آخر الشهر إلى الدفعات الالكترونية، وكل الدفعات الحكومية ستكون الكترونية.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة "بيتا" تامر برنسي: "هذا الحشد يؤكد الإدراك والاهتمام والحرص على قطاع التكنولوجيا في فلسطين، وإكسبوتك أهم حدث تكنولوجي في الوطن، ويشارك في هذا الحدث الكبير هذا العام عدد من الخبراء وأصحاب الكفاءات".
وأضاف أن التحول الرقمي يأتي في سياق ورؤية واستراتيجية "بيتا" للعمل على رقمنة جميع مفاصل الحياة في فلسطين، لرفع الكفاءة وزيادة الإنتاجية كركيزة أساسية للمجتمع، مشددًا على أن التحول الرقمي بحاجة إلى شراكة حقيقة بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح برانسي أن قطاع التكنولوجيا والاتصالات حجر أساس للرقمنة، ونحن مطالبون بتعزيز هذا القطاع، وبهذه المناسبة أعلن عن إطلاق مشروع بالشراكة مع "التمويل بهدف خلق فرص عمل (F4J)" بهدف مساعدة الشباب الخريجين لدخول سوق العمل.
وشدد على الحاجة الملحة لآلاف المبرمجين والمهندسين في العالم، ورفع الكفاءات، كما يجب العمل على تحصين السوق الفلسطينية من هجرة الأدمغة، عبر تقديم حوافز استثمارية للشركات لتشجيعها على العمل والاستثمار.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، إن "كل المستقبل في فلسطين يتمحور حول الرقمنة، ودورنا ليس فقط بناء البنية التحتية، أو محاربة الاحتلال للحصول على ترددات الجيلين الرابع والخامس رغم أنه حق فلسطيني، وكذلك محاربة الاحتلال لحصول غزة على حقوقها خاصة أنها ما زالت محرومة من ترددات الجيل الثالث، باعتقادي أن الإنجاز الحقيقي ودورنا يكمن في الشباب".
وأضاف أن "مجموعة الاتصالات هي شريكة للجميع، نحن نساهم مع جميع شرائح وفئات الشعب في بناء البلد، ومنافستنا تكمن في خدمة شعبنا ومجتمعنا".
من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لبنك القدس صلاح هدمي، إن انعقاد إكسبوتك لهذا العام في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت شعار" التحول الرقمي" من شأنه إفساح المجال للجهات التنظيمية والمهنيين والخبراء من أجل دراسة الإمكانات المحتملة للتكنولوجيا المالية في فلسطين.
وأكد أهمية التحرك الجماعي على المستوى الحكومي ومستوى القطاع الخاص في عمليات التحول الرقمي الشامل، وأهمية التعرف والاستخدام الأمثل لأدوات التطور التكنولوجي في القطاع المصرفي والقطاعات الأخرى المتمثلة بالثورة الصناعية المعتمدة على التكنولوجيا المالية وإدارة المعلومات، كما نصبو إلى تطوير قطاعنا المصرفي لتصبح البنوك ذكية وآمنة للعملاء.
وتابع: "ندرك في بنك القدس أن الاقتصاد الرقمي هو رحلة وليس محطة لأنها ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاقتصادية المستقبلية، لذا فإننا نحرص على انتهاز فرص النمو السانحة والتطور بالتحول الرقمي التي ستكشف عنها في المستقبل القريب".