أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، أن طهران جادة في محادثاتها النووية التي تجريها مع القوى الدولية في فيينا، وذلك في ظل الحديث عن تفاؤل أوروبي حذر إثر ما وصف بـ"تقدّم" في مسار المفاوضات.
وخلال لقاء مع رؤساء البعثات الإيرانية في دول الجوار، أكد رئيسي أن البعض كان يظن حكومته غير جدية ولن تتفاوض وليس لديها إستراتيجية، مشددا على أن طهران ستتخذ خطوات جدية ليتم رفع جميع العقوبات.
وأشار رئيسي إلى المحادثات النووية في فيينا، وقال: "من خلال تقديم إيران نص مقترح في المحادثات، تبين للأطراف المتفاوضة أننا جادون في المفاوضات".
وشدد رئيسي على إمكانية التوصل إلى اتفاق جيد في المفاوضات "إذا كانت الأطراف الأخرى مصممة على إلغاء الحظر عن الشعب الإيراني"، في إشارة إلى رفع العقوبات.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أجرى "محادثات بناءة" مع ثلاثة من نظرائه الأوروبيين بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت متحدث باسم الوزارة إن "الوزير بلينكن أجرى اجتماعا مثمرا مع نظرائه من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة في ليفربول أمس، بحثوا خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم مع إيران) وما سنتخده في الفترة المقبلة".
في المقابل، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم، إلى أنه "ستكون هناك أنباء إيجابية خلال أيام بشأن إفشال أثر العقوبات" المفروضة على بلاده إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أوروبي، قوله إن تقدما حاصلا في مسار المفاوضات على أساس ما تم التوصل إليه في حزيران/ يونيو الماضي خلال الجولة السادسة.
وقال المسؤول إن المحادثات الرامية لإنقاذ اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015، "تمضي قدما"، مضيفا أن "قضايا كبرى عديدة ما زالت مفتوحة من أجل التوصل إلى اتفاق على نص نهائي".
وحول موقف الاتحاد الأوروبي الذي يرأس المحادثات، من موقف فريق التفاوض الإيراني الجديد، قال المسؤول "انطباعي هو أننا نتقدم ببساطة على النحو المنطقي تماما للتفاوض".
ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن مصدر مقرب من الفريق الإيراني المفاوض نفيَه ما أوردته وكالة "رويترز" بشأن القبول بمواصلة المفاوضات على قاعدة مسوّدة محادثات شهر حزيران/ يونيو الماضي.
وفي تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم"، شدد مصدر من الوفد الإيراني المفاوض على أن المقترحات التي قدمها الوفد الإيراني "لا تزال على طاولة البحث مع الأطراف الغربية ولم يُعَد النظرُ فيها".
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إن طهران جادّة في المفاوضات ودخلتها بحسن نية، مشيرا إلى أن إيران هي من أبقت الاتفاق النووي حيا.
ونقل التلفزيون الإيراني عن باقري كني قوله، مساء الجمعة، إن "سلوك إيران المسؤول أبقى الاتفاق النووي"، معتبرا أن "خلق جو زائف خارج غرفة المفاوضات لا يمكن أن يقوض جدية المفاوضين في التوصل إلى اتفاق يحمي حقوق ومصالح الشعب الإيراني".
وشدد كبير المفاوضين الإيرانيين على أنه "نحن جادون في المفاوضات ودخلناها بحسن نية وسنستمر كذلك".
بدوره، قال السفير الإيراني محسن بهارواند، إن المفاوضات أزالت "سوء الفهم" بشأن مراجعات طهران لمسودات النصوص المتعلقة بكيفية إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، الذي يفرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات.
وتستضيف فيينا الجولة السابعة من المفاوضات برعاية الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني في ظل انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018.
وجرت المفاوضات رسميا بين إيران من جهة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، فيما تشارك الولايات المتحدة في الحوار دون خوضها أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني.
وترفض طهران التفاوض المباشر مع إدارة بايدن قبل رفع العقوبات التي أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب السابقة، فرضها على طهران، في حين تصر واشنطن على ضرورة التقدم بمبدأ خطوة مقابل خطوة.