رغم أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، صادق خلال الأسابيع الأخيرة على أجزاء كبيرة من الخطّط العملياتيّة لقصف المنشآت النووية الإيرانيّة، إلا أنّ التدريبات على هذه الخطط "لن تبدأ إلا بعد شهرين"، بحسب ما ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، مساء اليوم، الخميس.
وتعمل القوات المختلفة للجيش الإسرائيلي على وضع أكثر من خطّة واحدة لقصف المنشآت. وأبرز الجهات التي تضع الخطط هي: سلاح الجو، شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان") وقسم العمليات.
ووفق الموقع، صادق رئيس كوخافي لقائد سلاح الجو، عميكام نوركين، على الخطّة التدريبية لسلاح الجو والوحدات الأخرى التي ستبدأ التدريب قريبًا ضمن المسار الذي سيتمكن الجيش الإسرائيلي في نهايته من طرح خيار عسكري موثوق لقصف مواقع في إيران أمام المستوى السياسي.
ونقل الموقع عن الأجهزة الأمنية أنّ مسار التدريبات "مرتّب ومهني" وأن التخطيط يسير وفق جدول المواعيد الذي حدّد سلفًا.
ومن المقرّر أن يُجرى تدريب واسع في أيار/مايو المقبل لكافة أذرع الجيش الإسرائيلي للتدرب على سيناريو خرب متعدّدة الجبهات، بما في ذلك تهديدات من "الدائرة الثالثة"، التي تشمل إيران والعراق واليمن. وكان من المقرّر أن يجرى التدريب هذه العام، لكنّه تأجل بسبب العدوان على قطاع غزة.
كما تعتزم إسرائيل شراء كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة، بمبلغ 5 مليارات شيكل، بادعاء الاستعداد لشن هجوم محتمل في إيران، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، صباح الخميس.
وصادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التسلح، يوم الأحد الماضي، على شراء 12 مروحية عملاقة لنقل الجنود من طراز CH-53K وصواريخ اعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية"، إضافة لكمية كبيرة من هذه الصواريخ، بمبلغ مليار دولار، صادقت الإدارة الأميركية على تمويلها، ولكن الكونغرس لم يقر المصادقة النهائية عليها بعد.
كذلك أبرمت إسرائيل اتفاقا جديدا من أجل شراء قنابل وذخيرة دقيقة و"سرية" لسلاح الجو بكميات كبيرة، ومعظمها من صنع الصناعات الأمنية الإسرائيلية والقسم الآخر من الولايات المتحدة وبتمويل المساعدات الأمنية الأميركية السنوية. وحسب الصحيفة، فإن هذه الصفقات تشملها وثيقة مصنفة بأنها "سرية للغاية" بعنوان "الدائرة الثالثة"، في إشارة إلى إيران.
ويزور وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، الولايات المتحدة، يوم الخميس المقبل، حيث سيعقد سلسلة لقاءات "أمنية - سياسية"، وفي مركزها لقاء مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن" وفقا لبيان صادر عن مكتب غانتس.
واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن هذه الصفقات تدل على مدى جدية تعامل إسرائيل مع هجوم محتمل في إيران، وذلك إثر تحويل الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، موارد من الاستعدادات لهجوم كهذا لصالح سلاحي البرية والاستخبارات، "انطلاقا من تقديرات استخباراتية استندت إلى الاتفاق النووي (عام 2015)".
وتحاول إسرائيل، من خلال تسريب وثيقة "سرية للغاية" كهذه إلى الإعلام، التلويح بما تسميه "خيارًا عسكريًا" ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن ضباط "كبار جدا" في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية قولهم إن "العبرة استخلصت" وإنه حتى لو نجحت الولايات المتحدة بتحقيق اتفاق نووي جيد، فإنه لن يتم التراجع عن الاستعدادات لهجوم عسكري.