أحيت جامعة الدول العربية، الإثنين، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم والتضامن الكامل مع شعبنا في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، ممثلا عن الأمين العام، إن هذه المناسبة تأتي اليوم لنقف فيه احتراما وتقديرا لإرادة ونضال هذا الشعب الصامد المُناضل ونبعث فيه برسالة تضامن وأمل لأبنائه.
وتابع: "إننا أمام حكومة إسرائيلية تجسد مفاهيم اليمين في أشد صورها عنصرية وصلفا لا تؤمن بحل الدولتين أو بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره برنامجها الرئيسي هو توسيع الاستيطان، والتهويد، وقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم".
وأشار إلى أنه من المؤسف أن الإجماع الدولي الكاسح على حل الدولتين كأساس وحيد للتسوية النهائية، يجد نفسه عاجزا عن تحويل هذا الاقتناع إلى واقع ملموس، ويترك الحكومة الإسرائيلية تواصل فرض تصوراتها المُشبعة بالتطرف اليميني والجموح الأيديولوجي.
وقال: "لقد حان وقت الانتقال من مرحلة إدارة الصراع والحلول المؤقتة إلى التسوية النهائية والحل الدائم، منوها بما جاء في كلمة الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المُتحدة في دورتها السادسة والسبعين، من تأكيد على تحقيق السلام بخارطة طريق نُحذر من تداعيات تجاهلها وإهمالها".
وأكد أن هذا الخطاب وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بضرورة إنفاذ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على ما تبقى من فرص حل الدولتين، وهنا فإن المُجتمع الدولي مدعو إلى تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لتستعيد الرباعية الدولية دورها، وتقوم بواجبها نحو هذه القضية التي تتعلق بالأمن والسلم الدوليين.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يجسد الإرادة الدولية والضمير العالمي الرافض لاستمرار آخر نظام استعماري في تاريخ البشر، وبما يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الدولية المُعتمدة وقرارات الأمم المُتحدة ومُبادرة السلام العربية.
بدوره، أكد السفير المناوب بمندوبية فلسطين بالجامعة العربية مهند العكلوك، في كلمة فلسطين التي ألقاها أمام الاحتفالية أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ينبغي أن يأخذ الأشكال العملية التي يفهم من خلالها الاحتلال الإسرائيلي بأن المجتمع الدولي لم يعد يطيقه أو يتسامح مع جرائمه، مطالبا الدول والبرلمانات والشعوب ومنظمات المجتمع المدني بأن تقاطع منظومة الاحتلال، ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
وقال: إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال أسست نظام فصل عنصريا ضد الشعب الفلسطيني، بشهادات خبراء في القانون الدولي ومؤسسات دولية مثل هيومان رايتس ووتش ومنظمة الإسكوا ولقد ارتكبت إسرائيل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية معروضة على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق فيها، وإنهاء حصانة المسؤولين الإسرائيليين وإنصاف الضحايا.
وأضاف العكلوك، أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني بفرض وقائع استعمارية عنصرية على الأرض، فإن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يجبُ أن يقتصر على الأقوال والخطابات والقرارات التي لا تجد آليات للتنفيذ، بل يجب أن يرتقي هذا التضامن إلى مستوى يمكن من خلاله وضع حد للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الإنسان الفلسطيني، ويجبر إسرائيل على إنهاء احتلالها لدولة فلسطين، ويمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.
من جانبه، جدد مندوب مصر بالجامعة السفير محمد أبو الخير التأكيد على موقف بلاده من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تتصدر أولويات سياستها الخارجية سعيا لتحقيق الحلم الفلسطينيين والعرب جميعا في إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف بموجب قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن ذلك يمثل ثابتا من الثوابت القومية.
وشدد على موقف مصر الدعم للقضية الفلسطينية والتي أكدت أنه لا يمكن أن يتحقق الاستقرار في المنطقة بدون الحل السلمي الشامل الذي يلبي الطموحات الفلسطينية المشروعة في الاستقلال.
وأكد الحضور أن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو شهادة واعتراف من المجموعة الدولية بحقوقه، التي دفع من أجلها تضحيات باهظة، ودافع عنها بكل المنابر الإقليمية والدولية.
وتخلل الاحتفالية عرض فيلم وثائقي لمناسبة اليوم العالمي للتضامن عن الشعب الفلسطيني ومعرض جداري ووثائق عن الاستيطان الاستعماري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.