دانت فصائل المقاومة الفلسطينية يوم الأحد، القرار البريطاني اعتبار حركة "حماس" منظمة إرهابية، مؤكدةً أنه قرار سياسي واستمرار للعدوان السافر على شعبنا ومقاومته، "وارتهان واستجابة لإرادة المشروع الصهيوني وخدمة له".
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الفصائل صباح اليوم بمقر حركة الأحرار غربي مدينة غزة، لبحث تداعيات القرار البريطاني على الشأن الفلسطيني
وبارك الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال في كلمة ممثلة عن الفصائل، عملية القدس البطولية التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم، مؤكدًا أنها رد طبيعي على إجرام الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا.
وأوضح أبو هلال أن هذه العملية تؤكد حيوية شعبنا وتمسكه بخيار المقاومة، داعيًا لتصعيد العمليات البطولية في الضفة والقدس كأهم الخيارات للجم عدوانه.
وبيّن أن القرار البريطاني بحق حركة حماس هدفه نيل رضا اللوبي الصهيوني، "في ظل تصاعد وتنامي الدعم الشعبي في العديد من الدول الأوروبية لشعبنا الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال وهذا ما شاهدناه في معركة سيف القدس".
وقال أبو هلال "تُصر بريطانيا على أن تبقى منغمسة وملوثة بعار الاستعمار ودعم المستعمرين من خلال تنكرها لمعاناة وآلام شعبنا ولكل المجازر التي ارتكبها الاحتلال على مدار أكثر من 100 عام".
وأضاف "تتساوق بريطانيا اليوم مع الاحتلال في تجريم وتشويه نضال شعبنا، وبذلك تضع نفسها في خندق معادي لشعبنا وأمتنا، وعليها تحمل المسؤولية الكاملة عن جرائم الاحتلال، ولذلك فإننا نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار".
وشدد أبو هلال على أن القرار البريطاني هو قرار باطل لا يساوي الحبر الذي كتب به، "فالمقاومة حق كفلته كل الشرائع والقوانين الدولية ولن يؤثر على مسيرتها وأدائها وواجبها في الدفاع عن شعبنا وحقوقه على طريق تحرير أرضه وكنس الاحتلال".
وثمّن الموقف الفلسطيني الوطني والشعبي والفصائلي الواسع الرافض لهذا القرار، داعيًا للتوافق على آليات عمل ضمن منظومة موحدة ومشتركة لإسقاطه، "لما يمثل من ضوء أخضر للاحتلال لمواصلة عدوانه على شعبنا ومقاومته".
وقدّم أبو هلال التحية لكل الأحرار في العالم الذين عبروا عن رفضهم للقرار البريطاني، داعيًا إياهم لرفع صوتهم والتعبير عن رفضهم عبر حِراك جماهيري واسع أمام البرلمان البريطاني للضغط لعدم المصادقة على القرار.
ودعا السلطة لتحمل مسؤولياتها لبدء عمل دبلوماسي واسع لتحشيد الرأي العالمي لرفض هذا القرار باعتباره اعتداء على كل مكونات شعبنا ونضاله.
وأكد أن جريمة التطبيع وملاحقة واعتقال أبناء شعبنا في بعض العواصم العربية هو الذي شجع بريطانيا على اتخاذ مثل هذا القرار الخطير، "لذلك مطلوب وقف هذه الجريمة وتصويب البوصلة باتجاه دعم شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة عدو الأمة".
ودعا أبو هلال الأمة العربية والإسلامية إلى مقاطعة المنتجات البريطانية وصولًا إلى المقاطعة السياسية وسحب السفراء، مطالبًا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والعربية كافة الرسمية والشعبية والجامعة العربية لرفع دعاوى قضائية ضد بريطانيا رفضًا لقرارها والضغط عليها للتراجع عنه.
وأكد أن حركة حماس هي حركة تحرر وطني وجزء أصيل من مكونات شعبنا تمارس حقها مع كل فصائل المقاومة في مقاومة الاحتلال ضمن حدود فلسطين المحتلة، "ولن يؤثر هذا القرار على قوتها ومسيرتها أو يشوه من تاريخها المُشرف في مواجهة الاحتلال".
وأضاف "ستبقى المقاومة مستمرة والمستقبل لشعبنا ولا بقاء ولا مستقبل للاحتلال على أرضنا مهما بلغ حجم الدعم والانحياز له".
وبموجب القرار البريطاني فإنّه سيتمّ حظر أنشطة الحركة بموجب "قانون الإرهاب"، وقد يواجه أنصارها السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، ويعتبر أي شخص يعبّر عن دعمه لحماس أو يرفع علمها أو يرتب لقاءات لها مخالفًا للقانون.
وزعمت وزيرة الداخلية البريطانية أنّه ليس بالإمكان التفريق بين الجناح السياسي والعسكري للحركة، وأنّ القرار يستند إلى "معلومات واسعة النطاق والتي تدلل على قيام الحركة بنشاطات إرهابية"، مدّعية أنّ اليهود في بريطانيا يشعرون بـ"القلق" وسيسهم القرار في إعادة شعورهم بالأمان.