كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يوم السبت، عن 8 أولويات رئيسة لحركته خلال دورتها القيادية الجديدة عقب انتخاباتها الداخلية.
وقال هنية خلال لقاء مع قناة "الأقصى "الفضائية إن الأولوية الأولى للحركة هي الحفاظ على القضية الفلسطينية وثوابتها وحقوقها وعدم التفريط بأي منها وفي مقدمتها حق العودة.
وأوضح أن الأولوية الثانية هي الاستمرار في مشروع المقاومة وتوسيع رقعتها في الاتجاهات المتعددة، بينما الثالثة استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وأشار إلى أن الأولوية الرابعة هي بناء تحالفات الحركة السياسية وتوسيع دائرة العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي.
ووفق هنية، فإن الأولوية الخامسة مد جسور العلاقات مع المجتمع الدولي والاستفادة من الحراكات العالمية والتغيرات المهمة الطارئة على مواقف الشعوب تجاه القضية.
بينما الأولوية السادسة هي المحافظة على القدس وحمايتها من مخططات الاحتلال، بينما الأولوية السابعة تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية وانتزاع حريتهم وتكرار صفقة وفاء الأحرار مع الاحتلال.
وذكر أن الأولوية الثامنة هي المحافظة على علاقة وثيقة مع أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات والاهتمام بقضايا اللاجئين.
انتخابات حماس
وقال رئيس الحركة إن الانتخابات في حماس مبعث اعتزاز وفخر لكل من يعنيه أمر الحركة، خاصة أن حماس تلتزم بدورية هذه الانتخابات كل 4 سنوات.
وذكر أن انتخابات حماس حقيقية وليست صورية وقوتها تأتي في إجراء الانتخابات واحترام نتائجها.
وبين هنية أن الانتخابات فرصة للتداول القيادي وتكامل الأجيال، وتؤكد على حيوية حماس وقدرتها على استيعاب المتغيرات بما في ذلك التطورات الداخلية لها.
وأكد أن حماس حركة كبيرة ومتعاظمة وممتدة وانتشارها واسع داخل فلسطين وخارجها.
ونبه هنية إلى أن أحد أسانيد وحدة الحركة وقوتها هو إجراءها هذه الانتخابات والتزامها واحترامها لنتائجها في كل المناطق والمواقع، وأنها حركة متعاظمة وقوية وموحدة ومتماسكة.
ونوه إلى أن قيادة الحركة تركز كثيرًا في الدورة الحالية على بناء مشروع المقاومة في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وال48.
وكشف رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته لديها خطة جديدة في كيفية تفعيل موضوع الحصار الظالم على غزة على المستوى الشعبي والرسمي والعالمي من أجل كسره.
ملف المصالحة
وقال إن حماس منذ أن انطلقت وحتى هذه اللحظة قامت بكل ما يلزم من أجل المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.
وبين أن قرار الحركة المشاركة في الانتخابات عام 2006م منطلق من استراتيجية الحركة في المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني.
وأكد هنية أن المصالحة متعثرة ويعود ذلك إلى لموقف السلطة الفلسطينية غير المتجاوب مع المساعي الكثيرة لإتمامها.
ونبه إلى أن إلغاء الانتخابات من قبل السلطة لم يكن بسبب رفض الاحتلال إجراؤها في القدس، بل لربما بسبب خوفها من عدم الفوز بها، وفقدانهم لموقع قيادة المشروع الوطني الفلسطيني.
وشدد على أن حماس لا تشكل تهديدًا لأي من القوى والفصائل الفلسطينية.
وأوضح أن حماس لا تخشى الانتخابات ولا صناديق الاقتراع، وتثق بإرادة الشعب الفلسطيني وانحيازه لخيار الثوابت والمقاومة.
وكشف هنية عن تقديم حركته لرؤية مكتوبة لمصر في الأيام القليلة الماضية بشأن المصالحة الفلسطينية، مؤكدا ضرورة الاتفاق على برنامج كفاحي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وبين أنه من الضروري إعادة بناء منظمة التحرير عبر الانتخابات لاختيار مجلس وطني، وإلى حينه يمكن أن نشكل إطارًا قياديًا مؤقتًا للترتيب والتحضير للمرحلة القادمة.
وأكد أن حماس معنية بمبدأ الشراكة وترفض الإقصاء ولن تتفرد في إدارة الحكم، وتسعى لحكومة شراكة، لأننا في مرحلة تحرر وطني، ولسنا في مرحلة سلطة ذات سيادة.
وقال هنية: "أكدنا لمصر أن حماس إذا ما فازت في الانتخابات ستشكل حكومة وحدة وطنية ولن تتفرد في إدارة الحكم لأننا في مرحلة تحرر وطني".
ونبه إلى أن المصالحة لها مساراتها المعروفة، ولا تمر عبر الاشتراطات المسبقة، مثل اشتراط الرئيس محمود عباس بتوقيع ورقة بالالتزام بالشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة سابقًا.
وأكد أن المطالبة بالاعتراف بشروط الرباعية الدولية لا يفتح الأفق، وأن الفصائل الفلسطينية متفهمة لموقف حماس من المصالحة وإنهاء الانقسام.
وأشار هنية إلى أن المواقف الدولية والعربية التي استمعنا إليها بجولاتنا الأخيرة تعبر عن أصالة الشعوب، وهناك تعاطف هائل مع القضية الفلسطينية من الدول التي زرناها، وهي رافضة للاحتلال والتطبيع معه.
وبين أن شبكة العلاقات السياسية للحركة واسعة، وحماس معنية بالكل بدون استثناء، مع التركيز على أن هناك تيار مقاومة واسع في المنطقة، وهي ترتكز على هذا التيار لإسناد المقاومة في غزة والقدس.
علاقات حماس
وبشأن العلاقة مع مصر، قال هنية إنها استراتيجية وثابتة، ومعنيون بتطوير هذه العلاقة.
وأوضح أن قطر على تماس مباشر لما يجري في غزة والقضية الفلسطينية، ولها دور رئيسي في ملف إعادة الإعمار، وإعادة النهضة للبنية التحتية بغزة، ومساندة شعبنا في القدس.
كما قدر موقف تركيا الداعم والمتواصل للقضية الفلسطينية، مبينًا أن لأنقرة دور أساسي في الموقف السياسي الذي تعبر عنه في المحافل الدولية، وهو موقف مقدر من الشعب الفلسطيني.
وبين أن اتفاق مصر وقطر على توريد الوقود ومواد البناء الأساسية لصالح قطاع غزة، يؤكد حيوية التفاهم القطري المصري بما يخص غزة.
وأشار القيادي بحماس إلى أن إيران تقدم دعمًا ماليًا وسياسيًا وعسكريًا وتقنيًا للمقاومة، وتشكل القاعدة الصلبة لها، مقدما الشكر لها على دورها المحوري والمركزي الداعم للمقاومة.
وحول العلاقة مع الرياض، قال إن حماس كانت وما زالت حريصة على العلاقة التاريخية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
وأضاف: "للأسف الشديد إن هناك تغيرًا في السياسة السعودية تجاه حماس خلال السنوات القليلة الماضية، انعكس على بعض الفلسطينيين".
وشدد هنية على أن الأحكام السعودية بحق الفلسطينيين صادمة ومُستغربة، ولم نفقد الأمل في الإفراج عنهم من داخل السجون السعودية.
ووجه نداء لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده وللقيادة في السعودية بالإفراج عن المعتقلين.
العلاقات الخارجية
وقال هنية إن حماس لديها أصدقاء كثر في المجتمع الدولي، ولها علاقات واسعة مع عديد الدول، وهناك لقاءات معلنة وغير معلنة، والاتصالات لا تتوقف مع الشخصيات الرسمية وشبه الرسمية والأحزاب والهيئات.
ونبه إلى أنه "ثبت للجميع أن سياسة تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، أو سياسة حصارها وعزلها هي سياسة فاشلة".
وبين رئيس المكتب السياسي لحماس أن الكثير من الأطراف الدولية عبّرت أنه لا حلول للقضية الفلسطينية إذا تم تجاوز حماس.
وأكد أن حماس مستعدة وجاهزة ولا تمانع من فتح أي حوار مع أي دولة في العالم ما عدا الكيان الصهيوني.
معركة سيف القدس
في سياق آخر، أوضح هنية أن معركة سيف القدس أكدت أن القدس مركز الصراع، وأكدت وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وأن عوامل التعرية السياسية فشلت في عزل شعبنا في الداخل عن قضيته.
وأكد أنها "شكّلت انطلاقة مهمة في حسم الصراع مع العدو، وكانت مميزة تمكنّا فيها من استهداف كل شبر من أرضنا المحتلة، وفرضنا حظر التجوال على تل أبيب، وأفشلنا خطة قائد الأركان الإسرائيلي بتدمير شبكة أنفاق المقاومة".
وأشاد بالعائلات التي فقدت منازلها ومصانعها وأبناءها شهداء بفعل مجازر الاحتلال خلال معركة سيف القدس، مضيفًا: "نقوم وسنقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة الإعمار في غزة".
وبين هنية أن قطار الإعمار انطلق وسيواصل عمله.
حصار غزة
في ملف حصار غزة، قال إنه لا يمكن أن نصمت كثيرًا على استمرار حصار غزة، والعالم يجب أن يُدرك أنه قد بلغ السيل الزبى.
وكشف عن تشكيل طواقم في غزة والخارج لوضع خطة متكاملة لكسر الحصار، مضيفًا: "على الاحتلال أن يدرك أنه لا أحد في العالم سيتراجع عن هذا الموضوع، سواء المتضامنين أو قوافل كسر الحصار بأي طريقة".
وشدد على أن "المقاومة ستسند أي خطوة تقوم بها أي جهة من أجل كسر الحصار عن غزة، وستقطع ذراع الكيان الصهيوني إذا امتدت على أي جهة تريد كسر هذا الحصار الظالم".
وقال هنية إنه لا يمكن أن يستمر الحصار ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية، وسنواجه الاستيطان، ومحاولات تهجير حي الشيخ جراح، ومحاولات كسر إرادة أسرانا، أو أي محاولات للتفرد بأهلنا في الـ48.
وختم: "حماس لا يمكن أن تخلط بين المتغير والاستراتيجي، وقلت عندما استلمت رئاسة الوزراء قبل 15 عامًا لن نعترف بإسرائيل، ولم نعترف، ولن نعترف مستقبلًا".