تحت عنوان “شباب غزة يدافع عن أرضه بالغالي والنفيس حتى الموت”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن شباب غزة يواجه بصدور عارية نيران أسلحة الجنود الإسرائيليين على حدود قطاع غزة، رغم ما ينتج عن ذلك من إصابات خطيرة. وأضافت الصحيفة أن حركة حماس تستخدم هؤلاء المتظاهرين للضغط على إسرائيل وإجبار الجيش على تخفيف الحصار على قطاع غزة.
أنس حجاج مراهق عمره 16 سنة لديه هواية خطيرة تتمثل في استفزاز الجنود الإسرائيليين على حدود غزة، رغم أنه يخاطر بالتعرض لإطلاق النار وفقدان حياته في النهاية. ينظر إليه كأشجع شاب من بين أصدقائه، ويقول إنها الرصاصة السابعة التي دخلت جسمه، كانت المرة الأولى في عام 2016 وكان عمره 11 عاما، حينها تلقى رصاصتين اثنتين في عظام الساق وواحدة فوق الركبة.
بعد ست عمليات جراحية لا يستبعد الأطباء بتر ساق أنس حجاج، لذا يمني والده النفس بتمكن ابنه من الخروج من قطاع غزة الذي تحاصر فيه مصر وإسرائيل مليوني غزاوي منذ 2007.
يؤكد أنس أنه تمكن من التسلل إلى الجانب الإسرائيلي سبع عشرة مرة خلال خمس سنوات. العمليات كانت مضبوطة زمنيا بدقة إذ يستغرق اختراقهم للجانب الإسرائيلي في كل مرة 15 دقيقة قبل أن تتم مطاردتهم من طرف دورية للجيش الإسرائيلي وتجبرهم على الانسحاب.
يقول أنس إنه سرق كراسي بلاستيكية ومطرقة وثلاث قنابل يدوية في إسرائيل، صادرتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. كما اخترق إطار جرافة وحاول إشعال النار في برج مراقبة مهجور.
مضايقة أنس للجنود الإسرائيليين يعطي من خلالها رسالة أساسية وهي إثبات أن الفلسطينيين أشجع من الإسرائيليين ولا يخضعون لسيطرتهم. ويضيف أنس بأنه لا ينوي التوقف عن نشاطاته طالما لم ينعم بالشهادة.
وبحسب الصحيفة فإن المستفيد الأكبر من عمليات مثل هؤلاء الشباب على حدود قطاع غزة، هي حركة حماس من خلال الضغط على الدولة العبرية لتخفيف الحصار بعد إغلاق الجيب بالكامل خلال الحرب الأخيرة – الرابعة منذ عام 2007 – والتي انتهت في 21 مايو.
صفقة ساخرة يوافق من خلالها الجيش الإسرائيلي على تخفيف قبضته على قطاع غزة قليلا، ومنح بضع ساعات إضافية من الكهرباء في اليوم، وتصاريح قليلة لدخول إسرائيل، مقابل عودة الهدوء إلى إسرائيل.
لكن في شهر يونيو الماضي، وصلت حكومة إسرائيلية جديدة إلى السلطة، أقسمت أنها لن ترضخ لهذا الحوار اليائس. وبعد ستة أشهر يبدو أنها لم تتمكن من قلب المعادلة.
حسب باسم نعيم القيادي في حركة حماس فإن الإسرائيليين لا يرغبون في التنازل عن أي شيء بعد الحرب، لكن الحركة الإسلامية تواصل الضغط على الإسرائيليين.
وحسب نعيم وزير الصحة السابق في غزة، سمحت المظاهرات لقطر باستئناف عملها الخيري في القطاع.
منذ 15 سبتمبر / أيلول، تدفع الدوحة مجددا 100 دولار شهريا لحوالي 100000 أسرة.
منذ وقف إطلاق النار، أدت ثلاث جولات من الاحتجاجات، بين 15 و20 يونيو / حزيران، و21 و23 أغسطس / آب، و2 سبتمبر / أيلول، إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم قناص إسرائيلي.
الأمم المتحدة قالت إن ما لا يقل عن 50 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص. وفي نفس الوقت أطلقت حماس بالونات حارقة باتجاه مزارع إسرائيلية. الدولة العبرية ردت على كل إطلاق بالون بضربات جوية استهدفت في الغالب الكثبان الرملية. لكن قبل كل شيء، في 21 يونيو / حزيران، سمحت بتصدير محدود من المنتجات الزراعية والمنسوجات من قطاع غزة.
حسب غازي حمد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، فإن غزة عادت اليوم إلى الأوضاع العادية لما قبل الحرب.
في عام 2018، جمعت المظاهرات الحدودية الأولى عشرات الآلاف من الأشخاص. كانت “مسيرات العودة الكبرى” هذه لتذكير العالم بطريقة سلمية بحالة اللاجئين التي يعيشها غالبية سكان غزة، الذين طردوا من أراضيهم عندما قامت إسرائيل في عام 1948.
سهيل الهندي عضو المكتب السياسي لحركة حماس، يخشى تصعيدا خارج نطاق السيطرة مع إسرائيل. كان الخطر كبيرا في 23 آب، بعد مقتل جندي. تعرضت الحكومة الإسرائيلية لانتقادات شديدة بسبب افتقارها المفترض إلى الحزم، فيما زعمت حماس أن متهورا أخذ هذه المبادرة بمفرده.