يديعوت - بقلم: عفيف أبو مخ "“منذ 1967 اقتلعت إسرائيل ملايين الأشجار وبينها 800 ألف شجرة زيتون. والمستوطنات الإسرائيلية، والمحاجر، والمزابل، ومكبات القمامة الكيميائية والإلكترونية، هي الملوث الأساس للبيئة في فلسطين” – هكذا أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد اشتية، في مؤتمر المناخ في غلاسكو. وعملياً، اتهم إسرائيل والاحتلال الإسرائيلي بالمشاكل البيئية في الضفة الغربية وقطاع غزة. رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، الذي صعد للخطابة بعده بقليل، تجاهل أقواله تماماً وتعهد بأن تقلص إسرائيل انبعاث غاز الدفيئة إلى الصفر حتى 2050 وتتوقف بالتدريج عن استخدام الفحم حتى العام 2025.
ينبغي الأمل في أن تفعل حكومات إسرائيل الحالية والتالية بعدها كل شيء كي تحقق الهدف الذي وضعه بينيت، ولكن من الصعب أن نمر مرور الكرام على تجاهله الشامل لأقوال المندوب الفلسطيني في المؤتمر. فهذا استمرار للسياسة التي تبناها سلفه في المنصب في السنوات الأخيرة في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية. ثمة افتراض بأن بينيت لم يرغب في أن يدرج كلمات مثل “فلسطين”، أو “السلطة الفلسطينية” في خطابه قبل لحظة من التصويت الحرج على الميزانية، التي إذا نجحت ستضمن أغلب الظن استمرار ولايته حتى موعد التناوب. ومع ذلك، كان من الأفضل لو تبنى رئيس الوزراء وحاشيته نهجاً آخر وتناولوا الادعاءات الفلسطينية – في النهاية من يعاني من الأزمة البيئية هو كلنا، إسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء. وبدلاً من التجاهل، كان يجدر الإعلان أمام زعماء العالم: “يا د. اشتية، استمعت لما قلته – هيا نتعاون ونكافح أزمة المناخ معاً”.
يمكنكم أن تتصوروا ماذا ستكون عليه ردود الفعل في مؤتمر المناخ وفي أرجاء العالم لو قال هذه الجملة القصيرة.
نعم، رد فعل كهذا كان سيؤدي ربما إلى شجب من جانب بعض من اليمين المتطرف، ولكنها الأماكن التي تختبر فيها الزعامة. الزعامة ليست محاكاة للآخرين، بل إبداع وخط طريق جديد – طريق قد يسهم في تخفيض مستوى اللهيب في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني الذي لا ينتهي، ولعله يساعده أيضاً في ميل التمركز كي يحقق تأييد ناخبين جدد.
وأخيراً يجب أن نفهم: الكفاح ضد أزمة المناخ هو كفاحنا جميعاً، وأي علاقات عامة فارغة من المضمون ومفعمة بالاعتبارات السياسية لن تحل شيئاً، بل ستؤدي إلى تخليدها. وكما علمتنا كورونا بأن لا يمكن الفصل بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فالحال ذاتها أيضاً في أزمة المناخ.