شارك ما يزيد على 27 شاب وشابة في مسار بيئي في محمية واد القف الطبيعية في محافظة الخليل في جنوب الضفة الغربية ، حيث سار الشباب مشيا على الأقدام مسافة 6 كم في أجزاء هذه المحمية التي تعتتبر أكبر محمية طبيعية في الضفة الغربية، تصل مساحتها حوال 3500 دونم . يأتي تنظيم هذا المسار كجزء من أنشطة برنامج المجتمع المدني للوكالة الدنماركية للتنمية بالتنسيق مع سلطة جودة البيئة الفلسطينية ومديرية الزراعة في محافظة الخليل.كما يتزامن مع التحضيرات لعقد مؤتمر الأمم المتحدة (COP26) الذي سيقام في جلاسكو/ اسكوتلندا مطلع الشهر القادم بشأن تغير المناخ (المؤتمر السادس والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ).
هدف هذا المسار لتعزيز دور الشباب الفلسطيني في الإستجابة للأزمة المناخية و تنفيذ المبادرات البيئية الآمنة لعلاج المشاكل الناجمة عن تغيرات المناخ والممارسات والسياسات الإسرائيلية ضد الأرض الفلسطينية.
وتم إعطاء الشباب شرح مفصل عن المحميات الطبيعية في فلسطين والتحديات التي تؤثر على استداماتها وتوفر الآليات والمعدات الضرورية للحفاظ عليها، من قبل الخبير البيئي الفلسطيني في سلطة جودة البيئة الفلسطينية ، جمال طميزي الذي أكد على دور مؤسسة أكشن إيد فلسطين وعملها مع المؤسسات الحكومية وسلطة جودة البيئة لرفع وعي الشباب الفلسطيني حول أهم القضايا البيئية وأهمية الحفاظ على البئية الفلسطينية . والتأكيد على ضرورة التصدي للتغير المناخي كونه يشكل تهديدا قويا للجميع.
استطاع الشباب والشابات خلال المسار نقل رسائلهم إلى زعماء العالم المشاركون في قمة العمل المناخي لحثهم على الأخذ بعين الاعتبار ممارسات وسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تعيق الفلسطينين من التعامل مع أزمة المناخ ومطالبتهم تحدي نظام البناء والتصاريح الإسرائيلي وإنعدام العدالة في توفيرالمياه للفلسطينين وتوفير الحماية للبيئة الفلسطينية ومواردها الطبيعية، كما طالبوا هؤلاء الزعماء بزيادة الدعم المالي للتدخلات الخاصة للتكيف مع التغير المناخي.
تتمثل آثار تغير المناخ الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وتقلبات الطقس في قلة مصادرالمياه وانخفاض خصوبة التربة وقلة إنتاجية المحاصيل الزراعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن الفلسطينيون الذين يقطنون في " منطقة "ج" معاناتهم مضاعفة، حيث لا يعانون فقط من أزمة التغير المناخي، بل أن السياسات الإسرائيلية تعيق من إستعمالهم لوسائل التكيف مع هذه الأزمة ، على سبيل المثال، فالقيود الإسرائيلية في هذه المنطقة تحد من وصول الفلسطينين لمصادرالمياه ومؤخرا ، فإن تذبذب سقوط الأمطار وفترات الجفاف الطويلة وعدم تساقط الامطار يقلل من كمية مياه وفي الوقت ذاته ، تمنع السياسات الإسرائيلية السكان من بناء وتوسيع الخزانات والآبار والأنابيب، كما ان شرائها وتجهيزها هو مكلف بالنسبة للسكان الفلسطينين.
سيف سليمية (23 عاما ) شاب من مدينة الخليل يرى : " أن أزمة المناخ تؤثرعليه من خلال ارتفاع درجات الحرارة وقلة إنتاجية المحاصيل الزراعية وغلاء أسعار الخضروات والفواكه الفلسطينية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها ، كما أننا لا نستطيع زراعة بعض المناطق في منطقة "ج" ، سنكون مهمشين في قمة المناخ اذا لم يتم التطرق الى مناقشة دور واثر الاحتلال على مفاقمة هذه الازمة . إستطاع هذا المسار توصيل رسائلنا كشباب فلسطينين عن جوانب الأزمة المناخية في فلسطين. نطالب زعماء العالم وضع خطط عمل للسيطرة على آثار التطور التكنولوجي على المناخ وإعطاء إهتمام للبيئة الفلسطينية ".
أما الشابة جنان الجعبري من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية ترى : " أزمة المناخ والتغير المناخي يؤثر على حياتنا والاحتلال يضاعف معاناتنا الناجمة عن المناخ عندما يمنعنا من إدخال الأدوات اللازمة لمناطقنا للتطيف مع المناخ، كما أن تغير المناخ يقلل من دخل النساء التي تعتمد على الزراعة، حيث تقل إنتاجية المحاصيل الزراعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهذا يزيد من ارتفاع الفقر وغلاء الأسعار ".
إن سياسات الاحتلال الإسرائيلي تزيد من ضعوبات واعباء العمل على المرأة المزراعة في المناطق الريفية ، حيث ستبذل جهود مضتعفة في توفير الماء بسبب مع إسرائيل لحفر الابار الإرتوزاية في منطقة "ج".
أزمة التغير المناخي تقلل من فرص عمل النساء في مجال الزراعة بسبب تحديات المناخ. نشعر أننا مهمشين من قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي ، التي يجب ان تتخذ خطوات سياسية لحل أزمة المناخ في فلسطين. هذا المسار يساعدنا على إرسال رسائلنا إلى زعماء العالم المجتمعين في قمة غلاسكو ومطالبتهم الألتفات الى هذه الازمة في فلسطين
نطالب زعماء العالم بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لاحترام الاتفاقيات البيئية والسماح للفلسطينين بمعالجة أزمة المناح من خلال السماح لهم ببناء الآبار وزراعة الأشجار وإدخال المعدات اللزراعية لأراضيهم لنه من حقنا حماية بيئتنا والتغلب على هذه الأزمة
نبال العداربة ( 20 سنة ) هي فلسطينية شابة شاركت في هذا المساروتتحدث عن تأثير الأزمة المناخية عليها : " التغير المناخي يؤثر على الأشجار والمحاصيل الزراعية كما أن ارتفاع درجات الحرارة يهدد الامن الغذائي بسبب عدم قدرة الجميع على شراء الأنواع المتعددة للفواكه والخضروات بسبب ارتفاع أسعارها. التغير المناخي سيعيق الشباب الفلسطيني الذي لديهم ميول للعمل في الأراضي الزراعية من إيجاد فرص في مجال الزراعة لان التحديات في القطاع الزراعي الناجمة عن التغير المناخي لا يمكن مواجهتها بسبب القيود والسياسات الإسرائيلية المفروضة على استعمال التقنيات والوسائل للتكيف مع هذه الازمة وحل المشكلات الزراعية في منطقة "ج". يجب ان تطرح قمة المناخ القضية الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بأزمة المناخ. يشكل هذا المسار تضامن معنا ، كما نطالب قادة العالم ممارسة الضغط على إسرائيل لاحترام الحقوق البئية للشعب الفلسطيني لأن التمتع بحق معالجة المشاكل البيئية هو حق انساني "
ريناد علقم هي شابة فلسطينية ( 21 عاما ) من قرية بيت أمر شاركت في المسار البيئي . تتأثر ريناد بأزمة المناخ مثلها مثل بقية الشابات والنساء الفلسطينيات.
" التغير المناخي يسبب لنا الكثير من الفيروسات ونقص الاكسجين. لا نستطيع إيجاد جميع أنواع الأعشاب الطبيعية والأشجار التي كانت تنتشر في أنحاء فلسطين. لقد اختفت بفعل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة . كشابة فلسطينية تقطن في قرية، أزمة المناخ تؤثر على المحاصيل الزراعية وتقلل من انتاجيتها مثل أشجار الزيتون الذي شهد تناقص في المحصول لهذا العام بسبب الحر الشديد. الاحتلال الإسرائيلي يؤثر على قدرة المزراعين الفلسطينين في التغلب عل هذه الأزمة. فالإنحباس الحراري العالمي يؤثر على مصادر المياه، كما أن ندرة المياه تتطلب حفر آبار إرتوازية وشراء خزانات ماء لتجميع مياه الامطار الضرورية لري المحاصيل الزراعية، إلا أن السياسات الإسرائيلية تعيق حفر وبناء الآبار الإرتوازية في منطقة "ج" التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة. كما يتم منع الفلسطينين في هذه المنطقة من استعمال المعدات المختلفة للتعامل مع هذه الازمة".
نشعر أننا مهمشين من قمة المناخ ، يجب على البيان الختامي للقمة الاخذ بعين الاعتبار اثر الاحتلال الإسرائيلي على أزمة المناخ في فلسطين لان سياساته تعيق الفلسطينين من تنفيذ المبادرات للتغلب على هذه الأزمة. هذا المسار يساعدنا على رفع اصواتنا وإرسال رسائلنا من خلال اظهار أزمة المناخ في فلسطين وإخبار العالم عن جوانبها المختلفة وضرورة حلها على مستويات مختلفة ".
تطالب ريناد زعماء العالم " يجب على زعماء العالم إعطاء اهتمام اكبرلازمة المناخ في فلسطين ولمشاكل البيئة الفلسطينية الناجمة عن التغير المناخي وممارسات الحكومة الإسرائيلية . يجب عليهم ممارسة الضغط على إسرائيل لاجبارها على احترام حقوق المزراعين الفلسطينين خاصة الحق في الحركة وحق استعمال كافة الوسائل التي تساعدهم للتغلب على أزمة المناخ لأن أزمة المناخ هي أزمة عالمية تؤثر على العالم وللفلسطينين الحق في التمتع بمعالجة هذه الأزمة والعيش في بيئة سليمة".
نبذة عن أكشن إيد- فلسطين
مؤسسة أكشن إيد- فلسطين هي جزء من فدرالية عالمية تعمل في ما يزيد على 45 دولة حول العالم لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ووضع حد للفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهمهن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهمهن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.