قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، إن الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، أفنى حياته خدمة لوطنه مدافعا عن جميع القضايا العادلة في العالم.
وأضاف منصور في خطاب تأبين الرئيس الجزائري بوتفليقة، باسم المجموعة العربية في نيويورك، "لا يزال التاريخ شاهدا على مآثر هذا الرجل المجاهد وعطاءاته خلال الثورة الجزائرية وبعدها؛ لاسيما توليه حقيبة وزارة الخارجية الجزائرية لنحو 15 عاما؛ احتلت فيها الدبلوماسية الجزائرية مكانة مرموقة جعلت منها المتحدث الرسمي باسم الدول النامية ونصيرة الشعوب المضطهدة في مختلف المحافل الدولية".
وتابع "كانت هذه الفترة زاخرة للراحل، دفع خلالها بقوة من أجل إعادة النظر في النظام الاقتصادي العالمي وجعله أكثر عدالةً ومواءمة لاحتياجات الدول، خاصة الأقل نموا منها، كما عمل على تكريس سيادة الشعوب على ثرواتها المخزونة في مختلف القرارات الدولية وجعلها واقعا ملموسا من أجل اتباع الاستقلال السياسي بآخر اقتصادي يراه ضروريا لاستكمال السيادة الوطنية".
وأشار إلى أن المغفور ترأس الدورة الـــ29 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي كانت بحق علامة مميزة في تاريخ الأمم المتحدة، حيث تم خلالها دعوة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، للتحدث لأول مرة، من على منصتنا هذه، باعتباره الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ليعرض قضية شعبه المضطهد ويرافع لحقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستلقة وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لما تكفله القوانين والشرائع، كما تم خلالها طرد ممثل نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا خارج منظمتنا نظير سياسات النظام الذي كان ممثلا له مشكِّلا بذلك قطيعة دولية معه.
واستذكر منصور الإسهامات الجليلة للدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة الفقيد، كوزير أو كرئيس للجمهورية، ودورها البارز من خلال ترقية قيم السلام والتعايش المشترك؛ حيث كللت فيها الوساطة الجزائرية بوقف الحرب بين إيران والعراق سنة 1975، وبين إريتريا وإثيوبيا سنة 2000، إضافة إلى اتفاق الجزائر الذي وضع حدا للنزاع بمالي سنة 2015 بما يعكس حنكة الرجل وقدرته على إيجاد حلول بين الفرقاء.
وأشاد بسياسة المصالحة الوطنية التي عمل الرئيس الراحل بوتفليقة على إرسائها، عقب تسلمه رئاسة الشقيقة الجزائر سنة 1999، التي أصبحت مثالا تستمد منه العديد من الدول خارطة طريقها بغية الخروج من أزماتهها الداخلية بحلول سلمية تكفل استمرارية الدول واستقرارها.
ـــ