كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"سما" ان الرئيس عباس رفض بشدة ضغوطا امريكية لاستبعاد حركة حماس من تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية مؤكدا ان حكومة الوحدة الفلسطينية ستضم كافة الاطياف الفلسطينية وعلى راسها حركة حماس.
وقالت المصادر ان الرئيس عباس قال حرفيا "ساشكل حكومة وحدة وطنية ولو كان الزهار بها" في اشارة الى عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار .
وأوضحت المصادر ان الاتحاد الاوروبي يدفع باتجاه تشكيل حكومة وحدة فلسطينية لانهاء الانقسام بشخصيات مقربة من حماس بعيدا عن الشخصيات المعروفة لتسهيل اعادة اعمار قطاع غزة حيث يضعه الاوروبيون شرطا اساسيا لاعادة الاعمار ورفع حصار غزة .
وكان مسؤول بارز في حركة “فتح” بالضفة الغربية المحتلة، كشف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعطى الضوء الأخضر لقيادة حركة “فتح” لإعادة تفعيل ملف المصالحة المُجمد منذ شهور طويلة، وعقد لقاءات جديدة مع حركة “حماس” للتباحث في نقاط الخلاف التي تعطل التوصل لاتفاق يُنهي حالة الانقسام القائمة.
وأكد القيادي الفتحاوي في تصريحات اعلامية أن الرئيس عباس لم يكن أبدًا معارضًا لإجراء أي لقاءات مع حركة “حماس” سواءً داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها، ولكن طبيعة مواقف “حماس” التي أسماها بـ”المتناقضة والمتعنتة” في ملفات المصالحة كان السبب للتعطيل.
وأضاف “هناك عدة تحركات أمريكية وعربية بملف المصالحة الداخلية، في محاولة منهم لإعادة حركتي “فتح” و”حماس” لطاولة الحوار من جديد، والتباحث في الملفات التي تشكل عقبة أمام الوحدة ومحاولة إيجاد أرضية واتفاق واضح وصريح يزيل كل العقبات التي تعترض الطريق.
وتابع القيادي الفتحاوي، حديثه قائلاً: “هناك تعليمات واضحة من الرئيس عباس لتشكيل وفد من قيادة الحركة سيكون على الأرجح تحت قيادة عزام الأحمد، للبد بإجراء لقاءات جديدة مع قيادة حركة حماس في جمهورية مصر العربية، بناءًا على دعوة من جهاز المخابرات المصرية”.
وتابع حديثه: “على الأرجح سنشهد خلال أيام قليلة تحرك مصري جاد بهذا الملف، وتبدأ بإرسال دعوات لقيادات فتح وحماس لزيارة القاهرة، للتباحث في ملفي المصالحة الداخلية بشكل أساسي، تمهيدًا لعقد لقاء ثنائي قريب”، مشيرًا إلى وجود ضغوطات أمريكية كبيرة تمارس على الفلسطينيين بهذا الجانب، وتوقعات ببان تجهز مصر مبادرة جديدة لإطلاقها في حال نجحت بإحداث اختراق في جدار الثقة بين فتح وحماس.
وكانت صحيفة “هارتس” العبرية كشفت في وقت سابق أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، هادي عمر، طرح على الرئيس عباس تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها ممثلون من حماس أو حكومة خبراء “تكنوقراط” يتفق عليها الطرفان، شريطة الالتزام بجميع الاتفاقيات السياسية التي وقعتها السلطة ومنظمة التحرير ونبذ العنف.
يأتي الكشف عن هذا الطرح بعد أيام قليلة فقط من إجراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بالرئيس عباس أكد خلاله أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لتوحيد البيت الفلسطيني، وأنها ستواصل تحركاتها وجهودها من أجل عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة.
من جانبه قال عبد اللطيف قانوع المتحدث باسم حركة “حماس”، إن “رؤية حماس للواقع الفلسطيني والحالة الوطنية الراهنة تستلزم إعادة النظر بآليات العمل والحلول المؤقتة التي كانت تطرح في السابق للخروج من حالة الانقسام، الحركة ترفض مبدأ تشكيل حكومة تنتهج ذات السياسية في التعامل مع قطاع غزة وتفرض حصاراً عليه، رؤيتنا في الحركة هو استكمال ما تم التوافق عليه مع حركة فتح لمنح الشارع حقه في اختيار ممثليه”.
وأضاف: “نرفض أي اشتراطات تقدمها إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ربط ملف الإعمار بأي ملف سياسي آخر، فحتى وقت قريب ربطت إسرائيل ملف الإعمار بالجنود الإسرائيليين ولكنها فشلت وانتزعنا حقنا في دخول مواد الإعمار، والآن نرفض مجدداً ربط ملف الإعمار بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولدينا من الأدوات ما يمكننا توظيفها لإجبار إسرائيل لإعادة الوضع لما كان عليه قبل حرب مايو”.