ذكر رئيس حكومة اسرائيل السابق، إيهود أولمرت، اليوم الإثنين، أن "إسرائيل" لا تملك عملياً قدرة عسكرية تقليدية تمكنها من ضرب المشروع النووي الإيراني والقضاء عليه بشكل نهائي، كما فعلت في العراق عام 1981 وفي سورية عام 2007.
وقال أولمرت في مقال نشره في صحيفة "هآرتس"، إن سياسة نتنياهو في السنوات الأخيرة والتهديدات المتكررة من أن إيران على وشك أن تصبح دولة "حافة نووية" غير صحيحة، لأن "تخصيب اليورانيوم المكثف والمسرع لا يحول إيران بالضرورة إلى دولة حافة نووية بالضرورة".
وأضاف أولمرت الذي انتقد ما سمّاه نهج خلق الخوف والهلع الذي لا لزوم له، إن إيران كانت في كل نقطة زمنية قادرة خلال أشهر معدودة على إنتاج كميات اليورانيوم المخصب اللازمة لها، لتحويلها لدولة حافة نووية، لذلك فإن السؤال الذي يجب طرحه ليس ما الذي يقرب إيران من مكانة دولة حافة نووية، فكميات اليورانيوم المخصب هي ضرورية، وذلك في حال توفر شروط أخرى إضافية غير متوفرة اليوم لإيران. وستحتاج إيران لوقت طويل كي تتحول إلى دولة ذات قدرات نووية".
وأقر أولمرت بأن ما نشره أخيراً رئيس الحكومة السابق أيضاً إيهود باراك بشأن عدم جاهزية إيران للوصول إلى دولة حافة نووية، صحيح للغاية، مشيراً إلى أن باراك، الذي كان رئيس حكومة ووزيراً للأمن في حكومة نتنياهو الثانية، يعرف شيئاً أو اثنين عن الموضوع، وما "أعلنه أخيراً أن إسرائيل لا تملك خياراً عسكرياً تقليدياً للقضاء على الخطر الإيراني النووي صحيح، وأنا أتفق معه في ذلك، هكذا فكرت قبل سنوات عندما كان باراك في حكومة نتنياهو وتحدث بلهجة مغايرة".
ورداً على سؤال ما العمل، قال أولمرت إنه "في المسافة القائمة بين التصريحات الاستفزازية التي لا تغطيها قدرات عسكرية حقيقية قادرة على القضاء على المشروع النووي الإيراني بشكل تام، كما فعلنا في العراق وسورية، وبين محاولة الاستعداد لمواجهة عسكرية شاملة، لا يمكن التكهن كيف ستنتهي، هناك مكان لشبكة معقدة من العمليات التي يمكنها زعزعة الاستقرار الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي في إيران".
مثل هاتين الشبكة والمنظومة من العمليات تلزمان تعاوناً وثقة وضبط نفس من قبل إسرائيل، ونمط عمل مبنياً على التعاون أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة. وقد كانت مثل هذه المنظومة من علاقات التعاون موجودة في الماضي في عهد جورج بوش وأوباما، إلى أن جاء نتنياهو وهدمها، وأدمن على التصريحات النارية والتهديدات المنفوخة والعمليات السرية التي كان بعضها ناجحاً يستحق التقدير وكثير منها كان مجرد عمليات استعراضية لا لزوم لها".