أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، ان جنين تريد من العمليات وحركات المقاومة الأخيرة فيها ان تثبت معادلات ردع جديدة (الارباك الليلي)، واستنزاف أمن الاحتلال لا سيما عند حاجز الجلمة، والقول بان هذا الاحتلال هشّ ويمكن مقاومته بالأدوات البسيطة كالعبوات محليّة الصنع، وبأنه جبان لا يدخل الا بمركبات عسكرية مدرّعة، كما تُعلي جنين صوت المقاومة على الرغم من قلّة الإمكانات.
حرب أدمغة مع الشاباك
وحول مواجهة المنظومات الأمنية للاحتلال سواء العملاء او الشاباك او المنظومة الالكترونية المعقّدة، يقول الشيخ عدنان نحن في حرب مع هذا الكيان وحرب الادمغة والعقول، المهم كسر المنظومة الأمنية للاحتلال وذلك يتجلّى بالسرية التامة بين المجاهدين وصولاً للفعل وحفاظ على العهد والوعد بعدم الثرثرة والحرص على الخطوة حتى النهاية وهذا ما حدث أيضا في عملية نفق الحرية.
وكان من عمليات حركة الجهاد الإسلامي في انتفاضة الأقصى، تلك التي نفذها الاستشهادي رائد أبو عسل من منطقة طولكرم والذي جنّده القائد إياد صوالحة "عميل مزدوج"، وأوهم الاحتلال انه يعمل معه وفي لحظة الصفر تم تفخيخ جسده وحمل المتفجرات وفجرها عندما ركب السيارة مع ضبّاط مخابرات الاحتلال، وسمّته سرايا القدس "مخترق الشاباك الصهيوني"
إعداد الأفراد تحسّباً للاعتقال
ويصف الشيخ عدنان الضفة الغربية وجنين بأنها تعيش حالة تداخل مع الاحتلال والمستعربين مما يصعّب العمل، وتتعرّض يوميا لحملات اعتقال أبنائها، لذلك هناك العديد من الكرّاسات و الدراسات التي عادةً ما يقرؤها الشباب عن السجون والتحقيق والصمود في التحقيق، والقاعدة عند الجهاد الإسلامي تقول "بأن تقطع أصابعنا وان تقطع ألسنتنا ولا نعترف بكلمة"، وهذا النًفس ورثته الحركة من القائد والمفكر الدكتور فتحي الشقاقي الذي لم يعترف في تحقيق "الجلمة" وهو للعلم ذات التحقيق وذات المكان حيث يتواجد فيه أسرى عملية نفق انتزاع الحرية الـ6 الآن للتحقيق معهم. عدم الاعتراف يجنّب أفراد الحركة مئات السنين من الأحكام المجنونة.
وعن التأسيس حركة الجهاد الإسلامي في جنين والضفة الغربية المحتلّة، يروي القيادي خضر عدنان العمليات الأولى للحركة وسرايا القدس والتنسيق مع الفصائل الأخرى.
حركة الجهاد من أوائل المؤسسين للمقاومة في جنين
قد تميزت جنين في انتفاضة الحجارة عام 1987 وفي انتفاضة الأقصى عام 2000 وبالعمل الفدائي والاستشهادي، والبعض يسأل لماذا جنين؟ الفارق، عن كل محافظات الضفة الغربية المحتلّة هو انها معقل حركة الجهاد الإسلامي وان وجود هذه الحركة وتجذّرها أعطى الحركة الوطنية برمّتها في جنين زخماً إضافيّاً وأعطى المقاومة نفساً أعظم وأعظم. والدليل ما كان في انتفاضة الأقصى من عمليات استشهادية حتى سمّاها الاحتلال "عش الدبابير"، وأطلق العديد من التسميات على مخيّم جنين، وخرجت الكثير من تقاريره عن حجم الجهاد الإسلامي والأيديولوجية التي يحملها أبناء هذه الحركة.
الأهم في جنين فيها ومنها كان مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي الأوائل الذين التقوا بالدكتور المعلم فتحي الشقاقي الذي زار جنين وبذر بذور الجهاد المقاوم مبكراً في الثمانينيات. وكان لأبناء الجهاد الإسلامي دور في العملية الكبرى لحركة الجهاد الإسلامي في "باب المغاربة" في الثمانينيات، وكان لجنين أيضاً العمل الفدائي المميز وتفجير العبوات عن بُعد وهي تُعد سابقة في الضفة المحتلّة على يد الشهيد القائد عصام براهمة، ومن الشهيد براهمة استلهمت الحركة العقيدة التي تقول "قتال حتّى النفس الأخير"، في لحظة الصفر عندما حوصر المجاهد ومعه سلاح لا يمكن في الجهاد الإسلامي أن نلقي السلاح وقتها، وكان براهمة في الحصار في قرية عنزة سنة 1992 والذي كان هناك أحد العملاء والبعض من الاهل قالوا له "هذا العميل اقتله" لكن الشهيد فضّل ان تكون رصاصاته الأخيرة في صدر المحتل قتل من ضباط الاحتلال ولم يرفع الراية حتّى سُمي "شهيد مع سبق الاصرار". وبعد ذلك أصبح بيتاً لكل مقاوم يحاصر، كما في حصار عرّابة ومجزة الاحتلال هناك وشهداء سرايا القدس وائل عساف، وأسعد دقة، وسفيان عارضة، والزهرة بلقيس. وأيضاً حتى لحظة الصفر الشهيد نعمان طحاينة قاتل الاحتلال وجهاً لوجه ولم يقبل بالاعتقال وبادر بإطلاق الرصاص على قوات المستعربين في جنين عام 2004.
تنسيق حركة الجهاد مع الفصائل الاخرى
وفي معركة مخيّم جنين (2002) التي تميّزت بوجود سرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي التي وضعت أيضاً كل الإمكانات في يد الفصائل الأخرى والاهم القائد أبو جندل من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومن حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى، الحركة معنيّة دوماً بكسر هذا الاحتلال، لا يهم من الذي كسر، من الذي فعل، من الذي قتل، الأهم ان توضع الإمكانات وتيسر الأمور، وهذا تجلّى بعبقرية القائد محمود العارضة، ان يكون معه في عملية انتزاع الحرية القائد من حركة فتح زكريا الزبيدي، وهذا التواصل جعل الكل في مواجهة الاحتلال.