▪عم عشم، الكاتب الساخر الجميل ، بتقول ايه .. يا عم عشم ؟ بقول: اذا كنت مثلي مجبر رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه مئات من - اشباه- المسؤولين، تستطيع أن تُطلق عليهم، وأنت مرتاح الضمير، صفة "الفضائيين" فهم يتقاضون رواتب "فضائية" ويتقاسمونها بالعدل والقسطاس، فالضرائب هنا متوحشة. على المستورين. المحشورين ، بين جابي شرس وصلف المسؤولين!!
والحكم أصعب من القتال ، كما تقول خبرات وتجارب السنين . يروي السبكي في "طبقات الشافعية" حين خرج صلاح الدين لقتال الصليبيين في إحدى المعارك جاءه الصوفي والفقيه الشافعي نجم الدين الخبوشاني (توفي587هـ – 1191م) لوداعه، وليلتمس منه إسقاط بعض المكوس (نوع من الضرائب) من على الناس، فرفض صلاح الدين، ونتيجة لذلك وكزه الشيخ بعصاه حتى وقعت قلنسوة السلطان على الأرض، وقال له الشيخ: قم لا نصرك الله! وخرج صلاح الدين إلى الحرب وانهزم، فاعتقد أن سبب هزيمته عصيانه لشيخه، فعاد من الحرب إلى العراق وقبَّل يد الخبوشاني، راجيًا إياه أن يسامحه.
و كان الدعاء على الحكام أحد وسائل المصريين في مسيرتهم الاحتجاجية قبل التصعيد النهائي إلى العنف، ساعد على ذلك ما حظي به التصوف وأهله في العصر المملوكي من مكانة رفيعة سمحت بها الدولة كأحد طرق التعبير عن الذات. وقعت المساجد في القلب من الساحات الاحتجاجية، فقد كانت مكانًا لتعالي أصوات الدعاء على اشباه المسؤولين، واتخذ الدعاء شكلًا احتجاجيًّا مهمًّا بعد واقعة ذكرها شرف الدين الأنصاري في كتابه نزهة الخاطر وبهجة الناظر، حين ذكر الجند القادمين من القاهرة إلى الشام، أن والي المدينة سقط ميتًا صبيحة ما اجتمع أهل المظالم في المسجد للدعاء عليه... قول يارب.
- على كل حال.. كله كلام! و المقال هو مساحة حرية الكاتب كي يقول مايريد بكل دقة ووضوح ، بدون شروط مسبقة ولا رقابة سوي ضميره وعقله ؛ لكن.. عم عشم ، لم يتمالك نفسه عند سماع تصريحات القوم ، لذلك لأ ينتمي الى فصيلة العقلاء ولا الحكماء الذين ذبحوا الشعب بحكمتهم وعقلانيتهم وانقسامهم وانقلابهم ، ويقول: اننا لا نملك اى شئ نخاف عليه وظهورنا الى الحائط، وبعد كل محرقة اصبحنا نأكل طعاما ملوثا ونشرب مياه غير صالحة ملوثة ، وليس لدينا من حطام الدنيا الفاني سوى - اشباه مسؤولين - ممثلين درجة ثالثة، ومجموعة اخرى من "الكومبارس". لا تقل روعة عنهم . فهل نخشي من اى عدوان .. او محرقة نازية جديدة؟ .. أنا الغريق فما خوفى من البلل؟!
- وايه كمان .. يا عم عشم ؟!
= هناك اشياء تضايقني وتزعجني وتثير حفيظتي ، بل وقل تنكد على حياتي ، ومع هذا اجد صعوبة في الكتابة عنها اخشي ان اكون وحدي المهموم بها ، اخجل ان احكى للقراء عن منغصات قد لا تكون لها اولوية في اجندة حياتهم المتخمة بالهموم من كل صنف ولون، لكن لأنني اشعر بان قيثارتي ملئت بانات الجوي، واصبحت كالمكبوت يخشي من الفيضان قررت ان اصارحكم بها.
فالقضية لا تحتمل ديكتاتورية ولا عنصرية حزبية فى شبه حكم ، ولا تحتمل انقلاباً جديداً ، ولا تحتمل اقتتال داخلي جديد ، ولا تحتمل تدمير ما بقي من مناعة لها ،بالمزيد من الاختراق الأجنبي ، عربيا كان أم إقليمياً أم دولياً؛ الطريق الأصعب هو الكفاح والمقاومة وحكم الديمقراطي، يكون هو الواعي بذاته ، والواثق من عدالة قضيته ، والقادر علي التواصل مع كل مكونات الشعب خارجيا و داخليا. دون إقصاء أو تمييز ، والمؤهل لبناء بديل واقعي يترجم طموحات الشعب الي دولة مؤسسات تعمل في خدمة المواطن ، ويتمكن فيها المواطنون من مراقبة الحاكم ، ومحاسبته ، ومساءلته ، ومحاكمته ، وعزله ، عندما وكلما / تقتضي المصلحة العامة ذلك ، دون لجوء الي انقلابات دموية ، ودون اضطرار الي اقتتال داخليا/ بناء على مخطط صهيوني و هو المفضل للبعض/ ودون لجوء الي أي شكل من أشكال التغيير التي تنطوي علي العنف والمباغتة. او "إلهأ"
فبتغير الحال، يتغير مدلول الكثير من الكلمات والعبارات، بل ويتغير منطوقها ولفظها أيضا. فكلمة "إلهاء" التي باتت تستخدم في الوقت الراهن على نطاق واسع، ويقصد بها السياسات والجهود الرامية لإلهاء الناس عن واقعهم من خلال شغلهم بأحداث مفتعلة يتم تدبيرها من وقت لآخر، لم تكن مستخدمة في الماضي، وكان المستخدم بدلا منها عبارة طريفة تؤدي نفس المعنى وهو عبارة"شوف العصفورة" والتي كانت تؤدي نفس المعنى!! في ظل الأزمات والمشكلات الداخلية تلجأ إلى تحويل الأنظار عن هذه الأزمات، وافتعال أزمات ثانوية بهدف التغطية على الأزمات الحقيقية وحرف الأنظار عن جوهر هذه الأزمات. و هذا الأمر يتكرر في الآونة الاخيرة بدافع الإثارة والحصول على أكبر عدد من المعجبين. هل ترى الخدعة أيها القارئ العزيز؟ ألا تشعر بأن عقلك قد أهُين عندما تقرأ هذه الكلمات؟.. عبادك كذابين قوى يارب ..كلام عم عشم بريخت.