يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة للمضي قدماً في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ ما يثير التساؤلات حول إمكانية أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الآمال المتعلقة بوقف الحرب في غزة.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن نتنياهو يرفض المضي بالمرحلة الثانية بوجود قادة حماس بالقطاع، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء يرفض انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادليفيا بهذه الحالة.
وأوضحت الصحيفة، أنه من المرجح أن يلجأ نتنياهو للعودة إلى الحرب، أو تمديد المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار، متابعة "إسرائيل ستنسحب من محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة، إذا وافقت حماس على نفي قادتها وكل من يرتبط بالحركة".
وقال أستاذ العلوم السياسية، علي الجرباوي، إن "الهدف من الشروط الجديدة لنتنياهو تعقيد مهمة الوسطاء في التوصل لاتفاق بشأن المرحلة الثانية من التهدئة، وإجبار حماس على تقديم المزيد من التنازلات لإسرائيل".
وأوضح الجرباوي، أن "ذلك يعزز فرص بقاء ائتلاف نتنياهو الحكومي، خاصة وأن انسحاب أي حزب من حكومته سيؤدي في الوقت الحالي لانهيار الائتلاف، وهو الأمر الذي يبذل رئيس الوزراء جهودا استثنائية لمنعه".
وبين أن "شروط نتنياهو الجديدة تخالف الاتفاق مع حماس والذي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه على إثره، كما أنه يأتي في إطار رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة"، مبينا أن خطة ترامب ستكون سببا في مواجهة غير معلنة بين واشنطن وتل أبيب.
ولفت إلى أن "الحركة سترفض تلك الشروط وستطالب الوسطاء بالالتزام بالتعهدات التي قطوعها من أجل ضمان إتمام اتفاق التهدئة"، مشيرا إلى أن ذلك سيدفع نحو تمديد المرحلة الأولى للاتفاق لحين حل المسائل العالقة.
مستقبل نتنياهو
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، امطانس شحادة، أن "نتنياهو يعمل بشكل أساسي على إطالة أمد التوتر الأمني والعسكري مع قطاع غزة، وهو الأمر الذي يعتبر الضامن الأساسي لبقائه في السلطة واستمرار مستقبله السياسي".
وقال شحادة، إن "نتنياهو مستعد لاستئناف القتال مقابل منع انهيار ائتلافه الحكومي، كما أن الشروط الجديدة تأتي لدفع حماس للتنازل في ملفات أخرى، خاصة أسماء الأسرى، والانسحاب العسكري، والمناطق الآمنة بغزة".
وأشار إلى أن "حماس قد تبدي تجاوبا مع إبعاد عدد من قادتها السياسيين والعسكريين لخارج القطاع؛ إلا أن ذلك سيكون في إطار اتفاق غير معلن وبترتيبات ترعاها الولايات المتحدة، وتضمن استمرار سيطرة حماس على غزة".
وأضاف: "هذه الشروط غير قابلة للتحقق ولن تؤدي للتوصل لاتفاق بشأن المرحلة الثانية، وتأتي لإرضاء الأحزاب اليمينية في حكومة نتنياهو، وللضغط على واشنطن من أجل البدء الفعلي في تنفيذ مخطط الرئيس دونالد ترامب".
وتابع "الوسطاء سيضغطون من أجل تمديد المرحلة الأولى من التهدئة؛ وهو الأمر الذي سيكون في إطار تفاهمات وتنازلات من قبل الجانبين، حيث يتم التوصل لصفقة مصغرة للتبادل ترضي طرفي القتال في غزة"، حسب تقديره.