كرَّمت الهيئة العامة للشباب والثقافة بغزة، المؤرخ الراحل الأستاذ الدكتور عصام سيسالم، وذلك ضمن مشروع "عاش هنا"، والذي تسعى من خلاله إلى تخليد ذكرى عدد من القامات والرموز والمبدعين الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية والفكرية في فلسطين.
جاء ذلك خلال حفل أقيم في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة، بحضور رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ومدير عام العمل الأهلي الأستاذ سامي أبو وطفة، ومدير عام الفنون الأستاذ عاطف عسقول، وعميد الكلية الأستاذ الدكتور نعيم بارود، ونائب العميد الدكتور أسامة حماد، ورئيس مركز التاريخ الشفوي الدكتور زكريا السنوار، ورئيس قسم التاريخ الدكتور غسان وشاح، بالإضافة إلى أعضاء الهيئة التدريسية وعدد من الطلبة.
وفي كلمة له، قال محيسن "إن مشروع عاش هنا يهدف إلى تكريم المبدعين الراحلين من أبناء الشعب الفلسطيني، تقديرًا لإسهاماتهم المؤثرة في العمل الوطني ودورهم الريادي في النهوض بالثقافة الفلسطينية ونشرها ونقلها إلى العالم"، مشيرًا إلى أنه تم من خلال المشروع تكريم نخبة من الشخصيات الثقافية، من شعراء وأدباء وفنانين ومفكرين ومؤرخين من قطاع غزة.
وأضاف: "نحتفي اليوم بتكريم أحد أعلام مدينة غزة، وأيقونة العلم والبحث التاريخي فيها المؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور عصام سيسالم، تقديرًا لدوره المهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ودحض الادعاءات الإسرائيلية الباطلة ودعم الرواية الفلسطينية، ودوره في حفظ ونشر تاريخ فلسطين والدول العربية والإسلامية".
من جانبه أكد بارود على أهمية مشروع "عاش هنا" والرسالة الحضارية التي يحملها من خلال تكريم رواد الثقافة والفكر الفلسطينيين الذين أفنوا أعمارهم لخدمة وطنهم، مشيدًا بالمسيرة العلمية والأكاديمية للراحل سيسالم.
من جهته تحدث السنوار حول العلاقة الخاصة التي جمعته بالراحل سيسالم، مستشهدًا بالعديد من المواقف خلال عملهما المشترك في تأليف عدد من الكتب التي تسلط الضوء على تاريخ غزة خلال فترة الحكم العثماني، لافتًا إلى أنه كان مُولعًا بقراءة الكتب ولم يمضِ عليه يوم دون قراءة كتاب كامل أو تقديم محاضرة علمية في المؤسسات والمراكز الثقافية، مؤكدًا أنه كان يتعامل مع طلابه معاملة مميزة وخاصة لزرع حب العلم في نفوسهم.
وتم في ختام الحفل إزاحة الستار عن لوحة مذهبة باسم "عاش هنا" تحمل اسم الأستاذ الدكتور عصام سيسالم وتاريخ ميلاده ووفاته، وضعت على أحد جدران قسم التاريخ بكلية الآداب تقديرًا لمسيرته العلمية والأكاديمية.
يذكر أن الأستاذ الدكتور عصام سيسالم ولد في مدينة غزة بتاريخ 03/02/1930، تربى ودرس في مدارسها، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة دمشق بسوريا عام 1955، ثم نال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة بيروت العربية في لبنان عام 1973، ثم الماجستير في التاريخ من جامعة الأزهر بمصر، ثم درجة الدكتوراه من ذات الجامعة عام 1982.
عمل محاضراً في التاريخ، وتنقل خلال مسيرة حياته العملية الطويلة بين عدة دول أبرزها المملكة العربية السعودية، والكويت، وسوريا، وإسبانيا، إلى أن استقر به الحال في مدينة غزة ليعمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية وجامعة الأقصى، ليشرف خلال رحلته العلمية على العديد من الدراسات العليا في التاريخ بالجامعات الفلسطينية.
للراحل مؤلفات عدة في التاريخ الإسلامي والعربي، والفلسطيني، ومن أهمها: جزر الأندلس المنسية (تاريخ جزر البليار الإسلامية)، تاريخ الدويلات الإسلامية، تاريخ بيت المقدس، لواء غزة في العهد العثماني، كما له العديد من الأبحاث المحكمة والمنشورة في مجلات علمية عربية وعشرات المقالات والندوات والمحاضرات في التاريخ الفلسطيني وتاريخ غزة على وجه الخصوص.
ويُعد سيسالم صاحب فكرة إنشاء مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية والذي يتم من خلاله تسجيل شهادات حية لمن عايشوا النكبة وما قبلها ممن هم على قيد الحياة.
توفي في مدينة غزة بتاريخ 20/04/2009 عن عمر يناهز 79 عاماً.