أطلقت لجنة التنسیق الفصائلي، في محافظة بیت لحم، وتجمع النقابات المھنیة، حوارا تحت شعار “حمایة ثقافتنا الدیمقراطیة وھویتنا الوطنیة واجب وطني وأخلاقي” بھدف الحفاظ وتعزیز وحمایة الروایة الفلسطینیة ومؤسسات المجتمع المدني ومواقع التراث الثقافية في المحافظة، ومنع العبث ومخاطر التضلیل والتعصب الفكري والاجتماعي والمذھبي.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي نظمته لجنة التنسیق وتجمع النقابات، في قاعة قصر المؤتمرات في موقع البرك السلیمانیة التاریخیة، بحضور ما یزید عن 70 مؤسسة من الهيئات المحلیة واللجان الشعبیة والنقابات المھنیة والجامعات والأندیة والمراكز والجمعیات وعشرات الشخصیات والفعالیات الفصائلیة والدینیة والأكادیمیة والثقافیة والمجتمعیة والإعلامیة.
وفي بدایة الاجتماع ألقیت كلمة فصائل منظمة التحریر الفلسطینیة، والتي أكدت على أھمیة الحفاظ على الھویة الوطنیة والحضاریة للشعب الفلسطیني، والعمل على بناء رؤیة ثقافیة ومجتمعیة لمجتمعنا المدني، تشكل حاضنة لموروثنا الثقافي والمواقع التاریخیة، ورافعة لقیمنا الأخلاقیة الوطنیة والقومیة والإنسانیة استنادا لوثیقة الاستقلال، وحمایتھا من التضلیل والفلتان والتزویر والتعصب الفكري والاجتماعي والمذھبي.
وتخلل الاجتماع عشرات المداخلات والكلمات القصیرة والھادفة، من مختلف الشخصیات والفعالیات وممثلي المؤسسات المشاركة، والتي أكدت على أھمیة تشكیل لجنة متابعة تستند إلى الشراكة والتعددیة، من أھم أولویاتھا حمایة الطابع الثقافي الدیمقراطي في المحافظة، وحمایة الثقافة الوطنیة والأجیال القادمة من مخاطر حملات التعصب الفكري والاجتماعي والمذھبي التي تھدد مستقبل مجتمعنا ووحدتنا الوطنیة.
وأكد المجتمعون: “أننا في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فیھ للوحدة الوطنیة والتماسك والتضامن والتكافل الاجتماعي، وتعزیز الوعي والثقافة الدیمقراطیة، لمواجھة ھذه المخاطر الاحتلالیة، یطل علینا بین الفینة والأخرى البعض، مستغلا الظروف الصعبة لشعبنا والھجمة الاحتلالیة لتصفیة وجودنا، لإثارة مظاھر التعصب الفكري والاجتماعي والمذھبي، في محاولة لخلط الأوراق والأولویات الوطنیة، وضرب الوحدة الداخلیة للمجتمع الفلسطیني، وتشویھ معالمھ الاجتماعیة والثقافیة، والعودة بھ إلى المربعات الأولى للتعصب الأعمى”.
واعتبر المجتمعون:”إن أھمیة ھذا الاجتماع الثقافي والمجتمعي، یكمن في النقاش والحوار الموضوعي والمعمق، وضرورة إیجاد حالة ثقافیة اجتماعیة جامعة تشكل حاضنة مجتمعیة تستند إلى وثیقة الاستقلال، وتھدف الى تعزیز وحمایة مؤسسات المجتمع المدني ومواقع التراث الثقافي وھویتنا الثقافیة الوطنیة الدیمقراطیة”.
وفي ختام الاجتماع اجمع المشاركون على العديد من التوصيات من بينها صیاغة رؤیة ثقافیة ومجتمعیة متحررة من مفاھیم وقیم التعصب الأعمى تستند إلى الشراكة والتعددیة ومبادئ الدیمقراطیة وفق وثیقة الاستقلال. ووفق قیمنا العربیة الفلسطینیة النبیلة، وتشكیل إطار ثقافي مجتمعي یستند إلى التنوع الفكري والاجتماعي والسیاسي، من ذوي الاختصاص والتجربة والخبرة والقدرة على المتابعة، یعمل على نشر وتعمیم الوعي بما یعزز تعمیق قیم الوحدة والدیمقراطیة في مجتمعنا المحلي، في مواجھة كل ما یھددھا والعمل على حمایة المواقع السیاحیة التاریخیة ومواقع التراث الثقافي، من اعتداءات الاحتلال والمستوطنین وتھدید مكانتھا التاریخیة والحضاریة، والتصدي لحملات التشویه والعبث والتزویر الظلامیة التي تستھدف المؤسسات الثقافیة والمجتمعیة توظیفھا لأغراض حزبیة ضیقة، والمس بمكانتھا ودورھا الثقافي والوطني والحضاریة.
ووجهوا دعوة للمؤسسات الأكادیمیة والتعلیمیة والمجتمعیة لوضع برامج توعیة لطلبة الجامعات والمدارس والمؤسسات بمختلف المواقع التاریخیة ومواقع التراث الثقافي، وتنظیم زیارات ھادفة للتعریف بأھمیتھا التاریخیة والثقافیة والدینیة.
ودعوا المؤسسات والفعالیات ومؤسسات المجتمع المدني جمیع الجھات الرسمیة والأھلیة والشعبیة الفلسطینیة، بضرورة التصدي لمحاولات تفكیك وتفتیت المجتمع الفلسطیني وتشویھ ثقافته وتراثه، وكذلك الكل الفلسطیني إلى استنھاض الھمم لحمایة أماكننا التاریخیة والتراثیة والدینیة من التطھیر العرقي، والھجمة الاستیطانیة الاحتلالیة التي یتعرض لھا شعبنا وتراثنا الثقافي الفلسطیني الملموس، والى ضرورة رعایة وحمایة الاستثمارات في فلسطین، حتى تتمكن من النھوض من عملیة التنمیة، وباقتصادنا الوطني.
وأكدوا على أھمیة دعم جمیع القطاعات الوطنیة لتفعیل دورھا في الحفاظ على الأرض الفلسطینیة وحمایتھا من الاستیطان والمصادرة من قبل الاحتلال، وحمایتھا من التصحر، والعمل على تطویرھا. كما دعوا إلى النھوض بالحیاة الاجتماعیة والثقافیة في المجتمع الفلسطیني لبناء مجتمع مدني متحضر متمسك بھویتھ الفلسطینیة، وكرامته الإنسانیة، وارثھ التاریخي وثقافتھ الوطنیة.
وادار الحوار الصحفي حسن عبد الجواد ومحمد الجعفري ممثل فصائل منظمة التحرير في محافظة بيت لحم.