في ظل الحديث عن إجراءات بناء الثقة مع الاحتلال ،ومنح بعض التسهيلات الاقتصادية التي هي في الأساس مصلحة إسرائيلية هدفها الحفاظ على الهدوء والأمن في الضفة الغربية ، يستمر العدوان على شعبنا بما في ذلك محاولات سرقة الأرض الفلسطينية في ظل موافقة وضوء أخضر أمريكي كما اتضح في لقاء بايدن – بينيت في واشنطن.
في الوقت الذي تستمر فيه مراهنة البعض في قيادة السلطة الفلسطينية على النوايا الإسرائيلية والأمريكية ، تدخل بلدة " بيتا" البطلة شهرها الرابع في مقومة الاستيطان ، ومقارعة المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يحاولون بشتى السبل ، الاستيلاء على جبل أبو صبيح، وما زال أهالي البلدة يسطرون أروع ملاحم الصمود بالرغم من حملات القمع المستمرة ، التي ذهب ضحيتها سبعة شهداء وأكثر من ألف جريح منهم حوالي مائتي إصابة خلفت عشرات الإعاقات الحركية، وأكثر من 20 مواطناً ما زالو رهن الاعتقال.
إن سياسة العقاب الجماعي التي فرضتها سلطات الاحتلال على أهالي بلدة "بيتا" البطلة، لم تثنيهم عن استمرار المواجهة ، بل وبالعكس فإنها زادتها تماسكا ومواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه ، بل ودفعتها الى منع الآليات الإسرائيلية من مواصلة العمل في الشارع الالتفافي الذ يخترق أراضي وبلدة بيتا.
إن مشاركة أهل بيتا الجماهيرية الواسعة وإصرارهم على المواجهة للشهر الرابع على التوالي ، تشكّل أحد أهم السمات والعوامل التي ستقود حتما إلى الانتصار في هذه المعركة ، التي من المفترض أن تكون درسا يستفاد منه في المواجهات الجارية مع قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة ، مثلها في ذلك مثل المواجهة ضد إخلاء البيوت الفلسطينية في حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة.
إن استمرار المواجهة مع المستوطنين وجيش الاحتلال يوميا، وإلحاق المزيد من الخسائر المادية والسياسية به، من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على التراجع ، بالرغم من استمرار تذرعها بالانهيار والسقوط في حال أخلت تماما البؤرة الاستيطانية في جبل أبو صبيح.