قال موقع أكسيوس الأمريكي، مساء اليوم الأربعاء، إن زيارة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى رام الله يوم الأحد الماضي ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثبتت مدى الحساسية السياسية لأي خطوات لتحسين العلاقات مع الفلسطينيين في إسرائيل.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن زيارة وزير الجيش غانتس تعد أول زيارة من نوعها لوزير في الحكومة الإسرائيلية منذ 12 عامًا.
وأشار إلى أن العلاقات مع السلطة الفلسطينية تم تجميدها بالكامل تقريبًا في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وبيّن الموقع الأمريكي أن زيارة الوزير غانتس كانت في طور الإعداد منذ أشهر ووافق عليها رئيس الوزراء نفتالي بينيت، لكنها تسببت في توترات داخل الحكومة الإسرائيلية.
من جهته، أصدر الجانب الفلسطيني بيانًا سريعًا بعد انتهاء الاجتماع، قال فيه إنه تناول "العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من جميع الجوانب"، ثم تبعه غانتس ببيانه الخاص قائلًا إنه ناقش مع عباس القضايا السياسية والعسكرية والمدنية والاقتصادية.
كما أعلن غانتس عن مجموعة من إجراءات بناء الثقة لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، بما في ذلك قرض بقيمة نصف مليار شيكل.
وأوضح الموقع الأمريكي أن أخبار الاجتماع واستخدام كلمة "سياسي" أدت إلى انتقادات وتساؤلات من اليمين الإسرائيلي لبينيت حول ما إذا كان قد وافق على الاجتماع وما تمت مناقشته.
وتابع: حاول بينيت، الذي كان يتوقع اجتماعًا أقل أهمية، التقليل من أهمية "القرض"، مطالباً وزارة الجيش بإصدار توضيح بأنه لن يأتي من أموال إسرائيلية ولكن كدفعة مقدمة من عائدات الضرائب الفلسطينية.
وذهب بينيت خطوة أبعد من ذلك بقوله: "لا توجد محادثات سياسية مع الفلسطينيين ولن تكون هناك محادثات سياسية مع الفلسطينيين".
ولفت الموقع الأمريكي إلى أن بينيت قال في إحاطة لمجلس الوزراء الأمني يوم الثلاثاء بعد اجتماعه مع بايدن، "أنا رئيس الوزراء الوحيد منذ ثلاثة عقود الذي أخبر رئيس الولايات المتحدة أنني لن أجري محادثات سلام مع الفلسطينيين. لكنني قلت لبايدن إنني جاد في نواياي لتحسين الاقتصاد الفلسطيني وحياة الفلسطينيين".
وفقًا للموقع فإن بينيت أظهر حاجته إلى طمأنة الأعضاء اليمينيين في ائتلافه بأنه لا يقدم أي تنازلات سياسية للفلسطينيين.
من ناحية أخرى، يسمح بينيت للأعضاء اليساريين في ائتلافه باتخاذ خطوات لتحسين الأجواء مع الفلسطينيين وتعزيز المبادرات المدنية والاقتصادية في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لمزيد من الخطوات في المستقبل القريب لتقوية السلطة الفلسطينية، لكن بينيت سيواصل هذا التوازن لأطول فترة ممكنة من أجل الحفاظ على استقرار الحكومة.
ووفقًا للمعلومات، فإن غانتس أراد في البداية مقابلة عباس مباشرة بعد حرب غزة في مايو، لكنه كان قلقًا من أن مثل هذا الاجتماع قد يقوض مفاوضات الائتلاف بين بينيت ولبيد.
وأوضح أن غانتس طلب من بينيت الموافقة على الاجتماع مباشرة بعد تشكيل الحكومة، لكن بينيت طلب منه الانتظار.
وسأل غانتس مرة أخرى مؤخرًا، مؤكدًا أن هناك قضايا أمنية ملحة للمناقشة، وأعطى بينيت الضوء الأخضر لعقد اجتماع بعد عودته من واشنطن.
ومساء الأحد، بعد عدة ساعات من وصول بينيت إلى تل أبيب عائدًا من واشنطن، التقى غانتس بعباس في منزله في رام الله.