حسناء بغداد.. فتاة عراقيّة طُعِنَت في الشارع العام وتُركت حتى فارقت الحياة

الثلاثاء 31 أغسطس 2021 10:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حسناء بغداد.. فتاة عراقيّة طُعِنَت في الشارع العام وتُركت حتى فارقت الحياة



وكالات

لأيّامٍ طويلة، انصدم وانشغل العراقيّون بالجريمة الجديدة التي طالت الفتاة المعروفة بحسناء بغداد، الفتاة نورزان الشمري، حيث تباينت الآراء حول سبب مقتل الشابّة، وصدمة العراقيين سببها أنّ الجريمة وقعت في الشّارع العام، وأمام مرأى المارّة، فيما أخذت المنصّات بتقديم التّحليل والأسباب لمقتل الشمري، ذهب البعض فيها إلى القول بأنّ المجني عليها فقدت روحها لأسبابٍ أخلاقيّة، مع عدم تبيان الحقائق من قِبَل هؤلاء.

الأحد، أعلنت الأجهزة الأمنيّة العراقيّة، القبض على المُتّهم الرئيسي في القضيّة، مُوضحة أنّه شقيق الضحيّة، والذي كان تورّط في الجريمة أيضاً اثنين من أولاد عمّها، وقد تعرّضت المغدورة للطّعن ثلاث طعنات من قبل شقيقها، فيما لا يزال البحث جارياً عن أولاد عمّها.

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخليّة العراقيّة، اللواء سعد معن، بأنّ سبب الجريمة يعود لأسبابٍ عائليّة، وكان أفراد من عائلة الفتاة التي تعمل بمحل حلويّات، قد قالت بأنّ سبب الجريمة، عدم مُوافقة المقتولة الشمري على الزواج من ابن عمّها.
وسارعت الأجهزة الأمنيّة إلى القبض على الجاني، بعد جدل واسع على المنصّات العراقيّة، حول عدم قيام الأخيرة بدورها المنوط، وحماية المُواطنين، حيث وقعت الجريمة كما قال بعض النشطاء في منطقة الجادرية، التي هي أساساً مليئة، بعناصر الأمن، والشرطة.

وتتواصل قضايا مقتل النساء في العراق، على خلفيّات زعم الدّين، والشّرف، والأخلاق، ويبدو القانون والدولة عاجزان عن تقديم الحماية لهن، بحُجّة عدم قُدرة الأمن على التدخّل في قضايا العائلة، ومسائل تتعلّق بالشّرف.
وتبلغ نورزان التي تملك حساباً على “إنستغرام” من العمر 20 عاماً، يتيمة الأب، وتُعيل والدتها، وتعرّضت للإجبار على الزّواج مرّتين، قبل أن تتم 20 عاماً، كانت الأولى في عُمر 13 عاماً، وجرى الاعتداء عليها من قِبَل 3 أشخاص، وتُرِكَت على الأرض تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، بعد طعنها بآلةٍ حادّة.

وتصدّرت نورزان بعد مقتلها المنصّات، وانتشر وسم “هاشتاق”، “حق نورزان الشمري”، وعبّر الشارع العراقي عن تعاطفٍ كبير مع المغدورة، مُطالبين بإيقاع أقسى العُقوبات على الجُناة.
وكان قد راج على المنصّات بأنّ المغدورة الشمري، قد تعرّضت للتحرّش الجنسي قبل طعنها، لكن بعد تبيّن أن القاتل شقيقها، وأولاد عمها، أكّدت وزارة الداخليّة بأنّه لا يُوجَد أيّ اعتِداء جنسي عليها، وكون أنّ الجريمة جرى تنفيذها في الشّارع العام.

نورزان كانت قد نشرت على صفحاتها في وسائل التواصل مُؤخَّرًا، حول عدم شُعورها بالرّاحة أو بالأمان في طريقها إلى العمل، وهو الأمر التي تُعبّر عنه الكثير من النّساء العراقيّات، وحتى العربيّات، مع غِياب القوانين الرّادعة لتَطَفُّل الرّجال على النّساء في الأماكن العامّة، وصولاً للتحرّش، والاغتصاب، وفي مُجتمعات عربيّة إسلاميّة تعلو فيها الأنا الذُّكوريّة، وتخشى النساء العيب والحرام، وتشويه السُّمعة.