عينت وزارة الخارجية الأميركية السفير الأسبق في تل أبيب، دان شابيرو، مسؤولا عن الاتصالات مع إسرائيل ضمن فريق المبعوث الخاص لشؤون إيران، روب مالي. ونقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الإثنين، عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قولهم إنه يتوقع أن يركز شابيرو على التنسيق مع إسرائيل في الموضوع الإيراني أيضا، وخاصة بما يتعلق بالأنشطة الإيرانية في المنطقة.
ويسود قلق في إسرائيل إثر توقف محادثات فيينا حول اتفاق نووي، وعدم معرفة موقف إيران حول ما إذا كانت ستعود إلى هذه المحادثات، في أعقاب تنصيب الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، طالب خلال لقائه مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، بوضع خطة بديلة في حال استمرار الجمود الدبلوماسي. وقال بايدن إنه إذا فشلت الدبلوماسية مقابل إيران فإنه سيتم التقدم في قنوات أخرى.
وحسب "واللا"، فإن هناك تفاهمات أميركية – إسرائيلية حول العمل على وضع خطة بديلة، وأنه في هذا السياق سيكون لشابيرو دورا هاما. وبدأ شابيرو الأسبوع الماضي العمل "بوظيفة جزئية" كمستشار رفيع لفريق إيران في وزارة الخارجية الأميركية.
وجرى رفع التصنيف الأمني لشابيرو، الذي شارك في عدة مداولات حول إيران، كما قدم استشارات لمسؤولين في البيت الأبيض قبيل لقاء بايدن مع بينيت، من دون أن يشارك في اللقاءات مع الوفد الإسرائيلي.
وسيقسم شابيرو وقته بين إسرائيل وواشنطن، وفي إسرائيل سيعمل من السفارة الأميركية. وإحدى مهماته المركزية في إسرائيل ستكون الاتصالات مع مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية وجهاز الأمن بشأن الموضوع الإيراني، وذلك من أجل رفع مستوى التنسيق والحوار السري بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعبر شابيرو، في نهاية العام الماضي وبعد فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، عن تأييده للعودة إلى الاتفاق النووي، لكنه أشار، في مقال نشره في صحيفة "واشنطن بوست" حينها، إلى أنه مطلع على أسباب القلق الإسرائيلي وأنه يعتقد أنه يتعين على إسرائيل والإدارة الأميركية الدخول إلى حوار سري وبلورة إستراتيجية مشتركة، بدلا من الوصول إلى مواجهة مثلما حدث في العام 2015، عندما عارض رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، بنيامين نتنياهو، علنا قرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التوصل إلى اتفاق نووي.
ونقل "واللا" عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله إن المبعوث مالي جنّد شابيرو إلى فريقه في إطار التزامه بأن يكون في عضوية الفريق الذي يعنى بالمفاوضات مع إيران خبراء يحملون افكارا متنوعة. وذكر "واللا" أن "شابيرو يعتبر متشدد في مواقفه تجاه إيران، وهو يحضر إلى فريق مالي وجهة نظر إسرائيل ودول الخليج".
وأضاف المسؤول في الخارجية الأميركية أنه "على ضوء خبرة شابيرو في المنطقة، فإنه سيساعدنا على التفكير في التبعات الإقليمية للمفاوضات مع إيران وبإمكانه الإسهام جدا بكل ما يتعلق بالتنسيق مع إسرائيل. وهو يعرف المنطقة. والمسؤولون في المنطقة يعرفونه وهو سيحضر وجهة نظر ستسهم في تفكيرنا".
يشار إلى أنه في السنتين الأولتين من ولاية أوباما، تولى شابيرو مسؤولية ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، وفي السنوات الست التالية تولى منصب السفير الأميركي في إسرائيل. ولشابيرو علاقات شخصية مع بينيت ومع وزير الخارجية، يائير لبيد، ووزير الأمن، بيني غانتس.
وبعد انتهاء ولايته كسفير بقي شابيرو في إسرائيل وعمل كباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل ابيب، الذي انهى عمله فيه في الاسابيع الماضية، وسيعمل في معهد أبحاث في واشنطن في موازاة عمله في فريق مالي.
وكان اسم شابيرو قد طُرح مؤخرا كمرشح لمنصب مبعوث خاص أميركي لدفع تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، إلا أن بايدن ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لم يقررا بعد في تعيين مبعوث خاص في هذه الناحية.