استنكرت وزارة السياحة والآثار شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أرض وقفية في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، والمباشرة بأعمال تجريف في ساحته كجزء من مشروع استيطاني يرمي تهويد الحرم ومحيطه وفرض السيطرة الكاملة عليه، من خلال إقامة مسارات ومصعد كهربائي لخدمة وصول المستوطنين للحرم.
واشارت الى ما يمثله ذلك من تشويه وتغير لمعالم الحرم التاريخية ومن مساس بقدسيته وبأصالته الحضارية، ومصادرة للحقوق الدينية والثقافية لأصحاب الأرض الأصلين وحرمانهم من ممارسة حقوقهم الدينية والوصول اليه بحرية وأمان.
ونوهت إلى انه يتم تنفيذ هذا المخطط رغم قرارات اليونسكو المتعاقبة التي طلبت من إسرائيل كقوة محتلة العدول عنه المشروع نظرا لما يتسبب به من اثر سلبي على القيم العالمية الاستثنائية وسلامة وأصالة الحرم الابراهيمي كأحد مواقع التراث العالمي في الخليل.
وقالت في بيان، إن هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة ممنهجة من الاعتداءات والأنشطة التهويدية الاستيطانية غير الشرعية للاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على البلدة القديمة في الخليل ومعالمها ومقدساتها وتهويد الحرم الابراهيمي الشريف ومحيطه وفرض السيطرة الكاملة عليه من خلال إقامة مشاريع وانشطة غير شرعية لخدمة أجندات سياسية استيطانية للاحتلال الإسرائيلي، وخلق واقع جديد على حساب الهوية والتراث الثقافي والديني الفلسطيني، وتدنيس للحرم وتعد على الأملاك الوقفية الإسلامية في محيطه وعلى الحقوق الثقافية والدينية الفلسطينية.
واعتبرت الوزارة هذه الممارسات خرقا فاضحا للقانون والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الحقوق الثقافية والدينية والمدنية، خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 واتفاقية لاهاي لسنة 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح.
وحملت وزارة السياحة والآثار في بيانها سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الحرم الابراهيمي الشريف ومحيطه، باعتبارها قوة الاحتلال الموجودة على الأرض بحكم الحال، معتبرة ما يجري تنفيذه، “قرصنة إسرائيلية غير شرعية للسيطرة على الحرم ومساس بالحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني، وخطوة استفزازية لمشاعر المسلمين، قد تقود الى تصعيد الوضع في البلدة القديمة بالخليل، المتوتر بطبيعته بسبب سياسات الاحتلال التهويدية وفرض سياسات عنصرية ضد السكان الأصليين ومصادرة املاكهم وحقوقهم الثقافية والدينية”.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي ومنظمة «اليونسكو» ولجنة التراث العالمي التابعة لها، والمنظمات الدولية ذات العلاقة للتدخل ووقف هذا الاعتداء، وناشدت مدير عام اليونسكو، للتحرك السريع لاتخاذ التدابير الفورية لوقف التعدي على موقع التراث العالمي هذا، وإلزام إسرائيل كقوة محتلة بتنفيذ كافة قرارات اليونسكو التي اتخذتها للحفاظ على سلامة وأصالة هذا المكان، وضرورة توفير حماية خاصة للحرم الابراهيمي الشريف والبلدة القديمة في الخليل في إطار القانون والمعاهدات الدولية بما يكفل حماية الأرض والتراث الفلسطيني والإنساني.
تجدر الاشارة الى أن فلسطين سجلت البلدة القديمة بالخليل، والحرم الابراهيمي الشريف على قائمة التراث العالمي، وعلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2017، بسبب السياسات الاستيطانية والمخاطر التي تتعرض لها البلدة القديمة في الخليل والحرم الابراهيمي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.