كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل تسعى لأن تكون قوة عظمى في نقل وتخزين النفط عبر خط أنبوب دولي، لكن صواريخ غزة تشكل مخاوف أمنية أمام هذا المشروع.
وقالت الصحيفة: إنه "في الوقت الذي يشجع فيه العالم على الانتقال إلى الطاقة المتجددة بدلًا من الوقود الملوث، فإن شركة ’خط أنابيب أوروبا-آسيا‘ تريد تحويل إسرائيل إلى دولة عظمى في نقل وتخزين النفط".
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن شركة "خط أنابيب أوروبا-آسيا" وقعت اتفاقًا مع شركة "ميد ريد لاندبريدج" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي يُشارك فيها رجال أعمال من الإمارات.
حيث يسمح هذا الاتفاق لناقلات نفط أجنبية بتفريغ حمولتها على أرصفة شركة "خط أنابيب أوروبا-آسيا" في إيلات أو في أحد الروابط البحرية، وهي المنشآت التي تنافس أنبوب النفط البري القريب من عسقلان.
وقال مدير عام شركة "خط أنابيب أوروبا-آسيا" إتسيك ليفي: إنه "في السنوات الأخيرة وصل إلى إسرائيل المزيد من ناقلات النفط من دول توجد على حدود آسيا-أوروبا مثل أذربيجان، ومن هناك يواصل النفط الطريق إلى الشرق الأقصى، وهذا يُتوقع أن يكون الخط الرئيسي لنقل النفط في الاتفاق الجديد".
وأوضح ليفي أن الاتفاق الجديد يمكن أن يُضاعف بثلاث مرات كمية النفط التي تمر في خليج إيلات وشواطئ عسقلان، معربًا عن استهجانه من الذين يعارضون هذا الاتفاق.
لكن ثمة أخطار وتهديدات تُثير مخاوف إسرائيل من هذا المشروع، لا سيما بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة وما حدث فيها من استهداف لمنشأة عسقلان النفطية.
وأشارت الصحيفة، أن الخطر الأمني الذي يهدد هذا المشروع هو صواريخ غزة التي استهدفت منشأة النفط في عسقلان خلال الحرب الأخيرة، "حيث أن حركة حماس تعتبر منشآت البنى التحتية أهدافًا استراتيجية، كما أن الأسقف الطافية لصهاريج الوقود تحولها إلى هدف قابل للإصابة".
وكانت قناة "كان" العبرية، كشفت في وقت سابق أن صواريخ أطلقت من قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع، استهدفت منشآت البنية التحتية في مدينة عسقلان، في إشارة منها إلى الصاروخ الذي أصاب خزان الوقود في عسقلان، الأمر الذي تسبب في إصابة العديد من المستوطنين بصعوبة في التنفس وتهيج الحلق وحرقان العينين.
وتابعت الصحيفة، أن منظمات البيئة الإسرائيلية وبلدية إيلات تعارض الاتفاق بين شركتي "خط أنابيب أوروبا-آسيا" و"ميد ريد لاندبريدج"، لكونه يشكل خطرًا بيئيًا ينبع من زيادة حجم النشاطات، وعبّرت منظمات البيئة عن مخاوفها من وضع الأنبوب البري الخاص بالشركة الإسرائيلية "لأنه قديم ومتآكل".
وبيّنت الصحيفة أن مخاوف المهنيين ومؤسسات البيئة ليست فقط من تسرب كبير للنفط، بل من الأضرار المزمنة التي ستؤدي إلى زيادة حجم نقل المادة الملوثة، مشيرةً إلى أن "الخوف الأساسي في خليج إيلات هو من الدمار الشامل للشُعب المرجانية والبنية التحتية السياحية في المدينة في حالة حدوث تسرب كبير، وأيضًا لمنشآت تحلية المياه قرب عسقلان".
وأشارت الصحيفة إلى أن المنشأة التي تُشغلها شركة "خط أنابيب أوروبا-آسيا" في عسقلان، يوجد فيها نحو 30 صهريجًا ضخمًا بسعة 2,3 مليون متر مكعب من النفط، إضافة إلى السولار والنفط الخام اللذان يخدمان الاقتصاد الإسرائيلي، ونصف المخزون في عسقلان يتم احتجازه لصالح شركات أجنبية.
وكان الربع الأخير من العام الماضي قد شهد توقيع أبو ظبي وتل أبيب اتفاقا يستهدف نقل نفط الخليج إلى أوروبا، وذلك عبر خط أنابيب يربط بين ميناءي إيلات على البحر الأحمر وعسقلان على البحر المتوسط، علما أن معظم هذا النفط يمر حاليا عبر قناة السويس، وفق موقع "الجزيرة نت".
ويرجع تأسيس هذا الخط إلى ستينيات القرن الماضي؛ حيث استهدفت به إسرائيل نقل النفط الإيراني من البحر الأحمر إلى المتوسط، عقب تقييد مصر المرور في قناة السويس إثر العدوان الثلاثي (فرنسا وإسرائيل وبريطانيا عام 1956)، لضمان إمدادات الطاقة.