تطور الوضع الأمني في منطقة خلدة عصر الأحد بعد ساعات على مقتل أحد مسؤولي سرايا المقاومة علي شبلي في عملية ثأرية في خلال زفاف في الجية ليلة السبت انتقاما لقتله أحد شبان عرب خلدة قبل نحو سنة من دون أن يتم تسليمه إلى القضاء للمحاكمة.
وقد أقدم أحمد شقيق المغدور حسن غصن على إطلاق عدد من العيارات النارية نحو صدر علي شبلي في خلال الزفاف ما أدى إلى مقتله وإلى خلق حالة توتر بين منطقتي الضاحية الجنوبية وخلدة. وتم التداول بتسجيل صوتي لأحد مناصري حزب الله يتمنى فيه على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مهاجمة عرب خلدة للرد على مقتل القائد شبلي الذي عجزت إسرائيل عن قتله في بنت جبيل.
وخلال مرور موكب تشييع شبلي أمام منزله في خلدة في طريقه إلى الجنوب، حصل إطلاق نار كثيف مما سبب حالة توتر وهلع بين السكان في المحلة وتسبب بسقوط عدد من الإصابات بينها اثنان من حزب الله فيما قتل مواطن من آل حوري على الأوتوستراد. وتعددت الروايات حول أسباب الاشتباك بين قائل إن إطلاق النار تم فور وصول موكب القتيل علي شبلي إلى خلدة وقائل إن المشيعين حاولوا نزع صورة الفتى المغدور حسن غصن ما أدى إلى حصول الاشتباك. وتسبب إطلاق النار في محاصرة المشيعين ما أدى إلى تدخل الجيش وإخراج أفراد العائلة وعددهم حوالى 15 شخصا ضمن ملالات الجيش.
وكان الجيش تدخل على الفور، وأوضحت قيادة الجيش في بيان أنه “أثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة خلدة، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة”، وحذرت القيادة “بأنها سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر”.
وأوضح حزب الله أنه “أثناء تشييع الشهيد علي شبلي إلى مثواه الأخير في بلدة كونين الجنوبية وعند وصول موكب الجنازة إلى منزل العائلة في منطقة خلدة تعرض المشيعون إلى كمين مدبر وإلى إطلاق نار كثيف من قبل المسلحين في المنطقة مما أدى إلى استشهاد اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى”. ولفت البيان إلى أن “قيادة حزب الله تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية وتطالب الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة واعتقالهم تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة”.
في المقابل، علق رئيس مجلس الشورى للعشائر العربية في لبنان الشيخ كرم الضاهر على أحداث خلدة، فأهاب “بالجيش اللبناني والقوى الأمنية التدخل والسعي إلى التهدئة”، وتمنى “على القيادات السياسية المعنية العمل على احتواء الأزمة حتى لا تُستغل للتوسع إلى شكل يهدد السلم الأهلي”، داعيا “جميع أبناء العشائر العربية في لبنان إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن”.
كذلك، أعلن “تيار المستقبل” أن “القيادة تتابع تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الانجرار وراء أي فتنة”. وأجرت قيادة “المستقبل” اتصالات “مع قيادة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، للعمل على ضبط الوضع والحؤول دون تطور الأحداث”، معبرة “عن الأسف الشديد لسقوط قتلى وجرحى وفلتان زمام الأمور بالشكل الذي يحصل”، ودعت “وبتوجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري، جميع اللبنانيين إلى الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي”. وختم التيار “إن كل مواطن مسؤول في هذه الساعات الحرجة، وكل مواطن معني بالمشاركة في إطفاء الحريق ودرء الفتنة، والتعاون مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لوقف هذا التدهور”.
من جهته، أبدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عدم تخوفه من فتنة، وأعرب عن استعداده لعقد مصالحة بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، فيما أجرى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان اتصالات مع المعنيين لضبط الوضع وبسط سلطة الدولة، ومعتبرا أن “ما حصل يهدد السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة”.
وعلى الصعيد الرسمي، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من قيادة الجيش “اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية”. ورأى أن “الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف تحقيقا لهذا الهدف”. أما الرئيس المكلف نجيب ميقاتي فدعا أبناء المنطقة إلى “الوعي وضبط النفس حقنا للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه”.