الطيبي يصفه بـ”الصوص” ويأمر بإخراجه.. بن غبير: لن أدعو مستشار عرفات بـ “سيدي”

الخميس 29 يوليو 2021 05:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
 الطيبي يصفه بـ”الصوص” ويأمر بإخراجه.. بن غبير: لن أدعو مستشار عرفات بـ “سيدي”



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: أوريت لفي نسيئيل                 "قد يشتبه بالنائب أحمد الطيبي أنه يتمتع بإزعاج النائب ايتمار بن غبير، فهو يعلّم بن غبير درساً في “الصمود”، ناهيك عن ضرر بنحو 20 ألف شيكل تسبب به سابقاً بمنصة الخطابة عندما صب الماء احتجاجاً على مسودة مشروع قانون “برافر” لتسوية أراضي البدو في النقب. باختصار، الطيبي ليس رجل المجاملات من مدرسة حنا بابلي، ولسانه حاد وسليط بقدر لا يقل عن لسان بن غبير. يمكن التخمين بأنه مطالبة بن غبير بالتوجه إليه بلقب “سيدي” لا تنبع من الضغط على غدة الكرامة، بل يستهدف ترسيم الحدود.

من أنت؟ سأله بن غبير فيما توجه إليه بحركة يد التوائية. لم يكن ينقص سوى الصيغة الإسرائيلية المهددة والمستخفة والمعروفة: “لماذا، من أنت؟”. ولم ينتظر بن غبير الجواب، وأجاب نفسه: “مخرب. عليك أن تكون في كنيست بسوريا”. أخلت المفارقة مكانها عندما أمر الطيبي بإنزال بن غبير عن منصة الخطابة. كانت هذه لحظة عنيفة. فقد احمر وجه بن غبير، واضطر رجال النظام لاستخدام القوة لقطعه عن منصة الخطابة. في الوقت الذي غط فيه معظم مواطني إسرائيل في نومهم، سجلت في تاريخ الكنيست لحظة حضيض أخرى.

أعلن بن غبير أنه لن يدعو من كان مستشار عرفات بـ”سيدي”، واتهم الطيبي بأنه استغل قوته كي يكم فاه، وأصر على إنزاله من المنصة كأنه خرج عن قواعد الكياسة غير المكتوبة في أي مكان. بن غبير ليس دقيقاً. فالصور تشهد بأن الطيبي لم يدعُ رجال النظام إلا بعد أن وصفه بين غبير بـ”المخرب”. “قولوا لهذا الصوص الذي يمجد غولدشتاين أن المرء حين يصعد إلى منصة الخطابة في الكنيست، يتوجه باحترام لرئيس الجلسة”، كتب الطيبي في حسابه على تويتر. “نعم، حتى عندما يكون الرئيس عربياً… فلا يلعب معي. لست رمز سيارة. والتشبيه لمن نسي، كان يقصد الحدث الذي سرق فيه بن غبير رمز سيارة رئيس الوزراء إسحق رابين، وتبجح بأنه سيصل إلى رابين نفسه أيضاً. ورداً على ذلك، كتب بن غبير: “أبلغوه أنه ليس رمز سيارة، بل رمز إرهاب، وسنفعل كل شيء كي نطيره ونطير رفاقه مؤيدي الإرهاب من الكنيست”. الفصل المتعلق بالحقائق يمكّن من الخوض في بحث إجراءات نظام الكنيست وفي واجب التوجه إلى رئيس الجلسة بلقب “سيدي”.

يمكن التقرب للقواعد الأخلاقية التي تلزم النائب بالحفاظ على كرامة الكنيست وكرامة أعضائها والتصرف بالشكل الذي يناسب مكانته وواجباته. يمكن الانشغال أيضاً بحرية التعبير وبحصانة النواب. ولكن إذا كنا نريد أن نسمي الولد باسمه، فيجب أن نتحدث عن العنصرية. بن غبير ليس أول من وصف الطيبي مخرباً. على مدى سنوات والنواب العرب يتلقون جملة من الشتائم والأوصاف التي تشكك بولائهم للدولة. ما الذي لم يقل عنهم: طابور خامس، مؤيدو إرهاب، مخربون، ممجدو شهداء وغيرهم. يمكنه ان يواصل بن غبير التساذج والصراخ كالقوزاقي السليب عن كم الأفواه، ولكنه عملياً يشكل هنا للكثير من الإسرائيليين ممن لم يستوعبوا بأن هناك حداً لحرية التعبير. مع كل الاحترام لمكانته الجديدة، فإن حصانة النواب لم تأت لتكون سترة واقية للزعرنة البرلمانية، للتحريض، وللإساءة والتشهير. أقواله الفظة والجديرة بالشجب ليس بسبب المس بالطيبي الذي يعرف كيف يتدبر بنفسه، بل بسبب التحريض الدائم ضد ممثلي المجتمع العربي في الكنيست ونزع الشرعية عن المجتمع العربي كله.

من منح بن غبير بطاقة الدخول إلى المجلس التشريعي لاعتبارات سياسية وانتخابية وتهكمية، وكل من صوت لقائمة “الصهيونية الدينية” التي حملته إلى كتفيها كل الطريق إلى مجلس النواب الإسرائيلي، فإنه فعل هذا بعيون مفتوحة. خيراً تفعل لجنة الأخلاق (عندما تتشكل) إذا ما أبعدت بن غبير عن منصة الخطابة لعدة أشهر. لا يدور الحديث عن سمعة أحمد الطيبي الطيبة، بل عن سمعة طيبة للأقلية العربية التي يمثلها، وعن السمعة السيئة التي ينتجها بن غبير للأغلبية اليهودية المتسامحة.