أدانت جهات فلسطينية وإسلامية ودولية الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، اليوم، لتأمين اقتحام الجماعات الاستيطانية للمسجد.
وقالت وزارة الأوقاف، إن هذه الاقتحامات اليومية تستهدف "استقلالية المسجد الأقصى، خاصة في ظل ممارسات أصبحت تتجاوز الانتهاكات اليومية الاستفزازية إلى انتهاكات ممنهجة ومدروسة بغية السيطرة عليه وتهويده".
وأضافت الأوقاف، في بيان لوكيل الوزارة حسام أبو الرب، أن "الحملة الإسرائيلية القديمة الجديدة والقائمة على تزوير الحقائق وفرض سياسة الأمر الواقع لشاهد على العنصرية البغيضة التي يمارسها الاحتلال على المقدسات".
وتابع: ما يجري الآن تجاه المقدسات والمواقع الإسلامية يتطلب دورا عربيا وإسلاميا استثنائيا، للتحرك العاجل من أجل حماية المسجد الأقصى وباقي المقدسات.
وفي السياق، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، إنها "قلقة إزاء التوتر في محيط المسجد الأقصى وندعو السلطات الإسرائيلية لتهدئة الأمور"، حسب وصفها.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحفي صباح اليوم، أن الاعتداءات والاقتحامات تندرج في "إطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين".
وقالت إن الاستهداف المتواصل للأقصى يندرج ضمن "محاولات اسرائيلية ممنهجة لاستبدال الصراع السياسي بصراع ديني لإخفاء طابع وصفة الاحتلال عن إسرائيل"، حسب وصفها.
وأكدت أن "محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى لن يمر بهمة وصمود المقدسيين المرابطين الذين يدافعون عن القدس ومقدساتها نيابة عن الأمتين العربية والاسلامية".
وقال النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، الشيخ يوسف سلامة، إن اقتحام المستوطنين اليوم سيكون "سبباً لإشعال النار في المنطقة"، وقال إن "شعبنا لن يفرط في الثوابت الفلسطينية وحقوقه الدينية مهما عظمت التهديدات".
وأضاف: القدس هي القضية المركزية لشعبنا والأمة العربية والإسلامية، التي نأمل منها أن تبادر الى إعلان موقف واضح، بأن المساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى حرب لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنتائجها.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، أن اقتحام المسجد الاقصى هو "قرار سياسي إسرائيلي لتثبيت أمر واقع احتلالي".
وتابع: "اقتحام المسجد الأقصى تحد للإرادة الدولية، ويعطي مؤشرات خطيرة عن توجهات الحكومة الجديدة في إسرائيل".
وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، أن ما جرى اليوم هو "استباحة لحرمة المسجد الأقصى من قبل الجماعات الاستيطانية التي تهدف للمساس بالمسجد وفرض واقع جديد فيه، يؤدي لهدمه وبناء الهيكل المزعوم".
وأضاف، أن "إصرار المرابطين على الصمود سيفشل كل هذه المخططات، وكل ما يجري هو عدوان على الأقصى والمصلين فيه".
ووجهت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس دعوات للفلسطينيين للزحف، نحو المسجد الأقصى، للرباط فيه والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صحفي عن "إدانتها لاستمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين"، واعتبرت ذلك "تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين.
ووصفت ما أسمتها الاستفزازات الإسرائيلية بأنها "تشكل تحدياً للمطالب الاميركية التي دعت للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس".
واعتبر المجلس الوطني تحويل قوات الاحتلال الأقصى إلى ساحة حرب في هذه الأيام المباركة، "جريمة مكتملة الأركان، وتحدٍ سافر لكل القيم والمواثيق الدولية، التي تمنع المساس بأماكن العبادة، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كافة التداعيات الخطيرة لهذه الاقتحامات".
وأضاف: كل الاقتحامات المتكررة والممنهجة للمسجد الأقصى، تعكس جنونا أعمى أصاب غلاة المتطرفين وحكومة المستوطنين، في استفزاز سافر للمشاعر الدينية والوطنية لأبناء شعبنا ولحوالي ملياري مسلم.
وقالت وزارة الأوقاف الأردنية، في بيان صحفي ظهر اليوم، إنها ترى بممارسات الاحتلال في الأقصى "قمعاً للحرية الدينية للمسلمين في العبادة في المسجد، واعتداء على الحق الإسلامي في هذه البقعة المباركة بنص القرآن الكريم"، واعتبرت أن "قوى الاحتلال لن تستطيع أن تغيّر من الوضع القائم فيه".
وأضافت: المسلمون لا ينسون لحظة أن المسجد الأقصى المبارك حق مقدس لهم، فهو مسرى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأحد أقدس ثلاثة مساجد للمسلمين وأن قدسية معراج الرسول لا يقل قدسية عن مهبط الوحي وأن حمايته فريضة.
فيما دانت جمهورية مصر العربية تجدد الانتهاكات الإسرائيلية لـ المسجد الأقصى، وحملت القاهرة السلطات الإسرائيلية مسؤولية توفير الحماية للمصلين في الأقصى.
أدانت وزارة الخارجية التركية، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على حرم المسجد الأقصى و"اعتقال عدد من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، على نحو يسيء إلى الكرامة الإنسانية".
وأوضحت "الخارجية التركية"، في بيان لها، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال انتهكت قدسية المسجد الأقصى مجددا صباح اليوم، وأطلقت فيه قنابل صوتية.
وأضافت أن "الأمن الإسرائيلي سمح مجددا للمجموعات اليهودية العنصرية بانتهاك حرمة المسجد الأقصى"، مشيرة إلى أن "اعتداءات القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين خلال شهر رمضان الماضي، ما زالت حاضرة في الأذهان".
وأكدت "الخارجية التركية" أن "استمرار مثل هذه التصرفات الاستفزازية، أمر خطير جدا"، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على وقف هذه الاستفزازات والاعتداءات.
فيما دعت لجنة فلسطين النيابية في البرلمان الأردني، اليوم الأحد، برلمانات الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية، إلى توفير حماية دولية فورية للقدس والمقدسات ووقف الممارسات العنصرية واعتداءات واقتحامات المستوطنين.
وقالت اللجنة في بيان صحفي، إنها تتابع عن كثب تداعيات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وإخلائهم بالقوة من باحاته، بدعوات من قبل "اتحاد منظمات جبل الهيكل".
وشدد رئيس اللجنة، النائب محمد الظهراوي، على ضرورة التحرك سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا على المستويات كافة، وحشد موقف دولي فاعل يجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف هذه الاقتحامات.
ووصف الظهراوي اقتحامات القدس بـ"الإرهاب المنظم"، محذرا من نتائجها وتداعياتها على الأوضاع برمتها، مشيرا إلى أن الاستهداف المتواصل للمقدسات يندرج ضمن محاولات إسرائيلية ممنهجة لاستبدال الصراع السياسي بصراع ديني.
كما حملت جامعة الدول العربية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن التصعيد الجاري المتمثل باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وعن تبعاته وتداعياته، مؤكدة ضرورة توفير الضمانات اللازمة لحماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية، وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس بشأن الحرم القدسي والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
ودعت الأمانة العامة للجامعة، في بيان لها، اليوم الأحد، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى ضرورة التدخل الفوري وتحمل مسؤولياته لوقف التصعيد الجاري المتمثل باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين، وضرورة وضع حد لهذه السياسات والانتهاكات الإسرائيلية.
وأدانت الأمانة العامة، في بيانها، بأشد العبارات هذا التصعيد الإسرائيلي البالغ الخطورة وهذه الهجمة الشرسة على الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية ومقدساتهم، وما يتعرض له الحرم القدسي الشريف في هذا الوقت من استباحة وتدنيس بقرار رسمي إسرائيلي معلن.
وأضافت ان مواصلة المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وبأعداد كبيرة ودعم معلن من رئيس الحكومة الإسرائيلية وتحت حماية الجيش والشرطة الإسرائيلية، تؤكد تجاوز هذه الانتهاكات الجسيمة لأمر أداء الطقوس الدينية المرفوضة والمدانة إلى استمرار محاولات فرض السيطرة السياسية على الحرم القدسي ومحاولات تقسيمه وتهويده في هذه الأيام الفضيلة للمسلمين قبيل عيد الأضحى المبارك، وإمعان في استفزاز مشاعر المسلمين والاستهتار بعقيدتهم ومقدساتهم وإصرار على دفع المنطقة برمتها إلى حرب دينية.