أظهرت صور متداولة لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، اليوم، تأدية عدد منهم لطقوس تعرف باسم "السجود الملحمي".
وخلال طقس "السجود الملحمي" ينبطح المستوطن المتدين على وجهه ويعتبر هذا الطقس "أعظم درجات الخشوع في الطقوس التوراتية".
وتعمل الجماعات الاستيطانية منذ سنوات لفرض كامل الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال التي تقمع المرابطين وتمنع الفلسطينيين من الوصول للمسجد، خاصة خلال الاقتحامات، لتكريس واقع جديد في المسجد.
وحذرت مؤسسات فلسطينية وعربية من خطورة فرض الجماعات الاستيطانية ممارسة الطقوس التلمودية داخل الأقصى، بينها "السجود الملحمي" الذي بدأ المستوطنون به خلال الاقتحامات العام الماضي، في سياق مخطط مدروس وصولاً لهدم المسجد وإقامة "الهيكل" المزعوم.
وكانت مؤسسة القدس الدولية قالت في بيان أصدرته في شهر سبتمبر الماضي، أن فرض "السجود الملحمي" "خطوة خبيثة وخطيرة" للتأسيس لما يسمى العبادات القربانية، وتحويل الأقصى لمركز روحي لليهود في طريق سعيهم لهدم المسجد المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وخلال اقتحام اليوم، أدى المستوطنون نشيد دولة الاحتلال الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى، وهي خطوة خطيرة جديدة لاستباحة المسجد، في ظل القمع الذي تعرض له المرابطون والمرابطات، والتقصير العربي والإسلامي كما يؤكد أهالي القدس المحتلة.
وتستغل الجماعات الاستيطانية التي تؤمن بمزاعم وجود "الهيكل"، ويقارب عددها 80 جماعة، مختلف المناسبات الدينية في اليهودية لتنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، وآخرها اقتحام اليوم الذي يأتي في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، حيث عملت على حشد أكبر عدد من المستوطنين خاصة بعد فشلها بتنظيم "مسيرة الأعلام" هذا العام عدة مرات، جراء معركة "سيف القدس" والهبة الشعبية.
ومنذ بداية الاحتلال فشلت الجماعات الاستيطانية المدعومة من الحكومة الإسرائيلية بإثبات أحقيتها في المسجد الأقصى ومدينة القدس، رغم الحفريات الواسعة التي نفذتها والمحاولات المنظمة لتزوير الأثار والمواقع التاريخية العربية والإسلامية، وتحريف أسمائها.