يديعوت - بقلم: بن – درور يميني "يظهر استطلاع جديد نشر يوم 14 يوليو الماضي بأن 25 في المئة من يهود الولايات المتحدة يعتقدون بأن إسرائيل دولة أبرتهايد (52 في المئة فقط يرفضون هذا الادعاء تماماً)، و 22 في المئة يعتقدون بأن إسرائيل تنفذ قتل شعب بحق الفلسطينيين (و 62 في المئة يرفضون هذا الادعاء تماماً). إذا خيل لنا بأن غسل العقول المناهض لإسرائيل لا ينجح فيجدر بنا أن نعيد التفكير في ذلك.
ثمة من يفهم في هذا المجال أفضل منا بكثير. “الضغط الذي يمارس على إسرائيل في الرأي العام الدولي أقوى من أي سلاح لدى محور المقاومة”، قال حسن نصر الله قبل بضعة أيام. صحيح أن حزب الله قد يسمح لنفسه بأن يقيم مخزن صواريخ بعيد المدى، كما انكشف أمس، على مسافة 25 متراً من مدرسة، وصحيح أن لبنان ينهار، وصحيح أن حكم حماس هو الذي يؤدي إلى الدمار والخراب، ولكن هذا ليس مهماً، لأنه مسموح لهم. وعليه، من ناحيتهم، فإن المواجهة الأخيرة انتهت بـ “انتصار” حماس، وصور الخراب تمثل صور النصر. الاستطلاع الذي أجري في الولايات المتحدة جاء في التوقيت المناسب ليثبت بأن أقوال نصرالله ليست تبجحاً. هذا هو الواقع.
حتى العاطفين البارزين على إسرائيل مثل السيناتور بوب مننتاز رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تبنى موقفاً نقدياً وغير مسبوق تجاه إسرائيل – بعد بضعة أيام من بدء حملة “حارس الأسوار”. هكذا حان الوقت لأن يفهم أصحاب القرار بأن الدعاية تلعب دوراً مركزياً في المواجهة. ويصنع نصرالله جميلاً لنا عندما يعرض الأمور كما هي. وهكذا أيضاً الاستطلاع المقلق. السؤال هو: هل سنقبل التحدي أم نوهم أنفسنا بأن الـ اف – 16 هي التي ستحسم المعركة؟
من الصعب التصدي لصور المباني التي أصبحت خراباً، ولصور الأطفال الذين قتلوا. ولا يمكن لأي دعاية “هسبرا” في لحظة الفعل أن تجدي نفعاً. ففي العصر الحالي، مع الشبكات الاجتماعية، حين يكون كل هاتف خلوي محطة بث، فإن خسارة إسرائيل في هذا المجال معروفة مسبقاً. وإذا كان هذا هو ما حصل في “حارس الأسوار” فماذا سيحصل في المواجهة التالية؟ وهذا أصعب بكثير، أنه لو كان قصف الحلفاء في ألمانيا قد غطي إعلامياً، في الحرب العالمية الثانية، كما تُغطى أعمال قصف إسرائيل على حماس وحزب الله إعلامياً، لامست النتيجة المؤكدة هو وجوب التظاهر من أجل ألمانيا، واتهام الولايات المتحدة وبريطانيا بجرائم حرب. بات نصرالله يفهم هذا، وكذا حماس. وهم يستخدمونه. أما إسرائيل؟ فتتخلف إلى الوراء.
هل تبشر الحكومة الجديدة بتغيير؟ من السابق لأوانه الإجابة. فمراجعة لما قاله وزير الخارجية يئير لبيد أمام منتدى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، تظهر لغة قد تخلق تغييراً إيجابياً. ولكن الطريق طويل حتى التغيير في الرأي العام. لا يجدر بنا أن نستخف بهذا الرأي العام، كما يقترح بعض الأغبياء. لأن هذا الرأي العام سبق أن أثر مثلاً على عمال الموانئ في الولايات المتحدة وأوروبا. فقد رفضوا شحن أو تفريغ سفن إسرائيلية. في المواجهة التالية، قد يكون هذا أسوأ بكثير. ولم تعد هذه مجرد مظاهرات، ولا مقالات أو تصريحات، إنها مقاطعات قد توقف أو تعيق شحنات حيوية بما في ذلك الذخيرة. وقد سبق أن حصل هذا.
ما العمل؟ في المرة المئة وواحد أطرح فكرة تقول بأن تبادر إسرائيل إلى اقتراح دراماتيكي، وعلني، لـ “مشروع مارشل” في قطاع غزة يقوم على أساس صيغة بسيطة: الإعمار مقابل التجريد. حماس سترفض، وهذا لن يغير رأي كارهي إسرائيل المهنيين، ولكنه سيتغير شيئاً ما لدى كثيرين آخرين. ما كان ينبغي لنا أن ننتظر خطاب نصر الله كي نعرف بوجود سلاح شديد القوة يعمل ضد إسرائيل. ولكن يجدر بنا الإنصات إلى هذا الاعتراف كي نستيقظ ونتصدى. لأننا سنكون متأخرين إذا انتظرنا المواجهة التالية.