منذ أن بدأت أزمة سد النهضة وحتى يومنا هذا ومصر تحاول وبكل الطرق حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية ولم تدع طريقاً ألا وسلكته ،لأنها تدرك جيدا حجم المؤامرة التى اٌحيكت لها فى ليل حالك السواد
وهنا يتبادر إلى أذهاننا العديد من الأسئلة:
ماذا تملك أثيوبيا الدولة الأفريقية النامية حتى تغلق كل الطرق لحل الأزمة؟!!!
ولماذا اختارت هذا التوقيت ؟
ولماذا ألقت بكافة الاتفاقيات المبرمة مع دول حوض النيل على قارعة الطريق ؟!!!!
لا يختلف اثنان أن مصر تتبوأ مكانةً دوليةً ساميةً وموقعاً استراتيجياً وثقلاً حضارياً وتاريخياً وقوةً عسكريةً كبيرةً ولكنها تحاول بكل الطرق التوصل إلى اتفاق يضمن لها حقوقها المالية ، الرئيس السيسي قال لن نتسامح بنقطة ماء يحتجزها سد النهضة ،بالاضافة الى كلمة وزير خارجية مصر سامح شكري التي حملت في طياتها الكثير ، هذا من جانب ،
من جانب آخر ...تدرك مصر بأن افتعال الأزمة يكمن وراءه قوى إقليمية ودولية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتوريطها فى حرب ستؤدى إلى انهيار كل مقدراتها وانهاك جيشها ،خاصة وأن مصر عانت من تدخلها العسكرى فى اليمن فى عهد جمال عبد الناصر ،الأمر الذى جعلها تدفع الثمن باهظاً ،هذا ناهيك عن الحروب التى تكبدتها الغالى والنفيس (حرب 56 ...حرب 67...حرب 73) ...ولقد حاولت الولايات المتحدة ان تلعب دور الوسيط لا بعاد الشبهة عنها ،فجمعت وزراء الدول الثلاث فى وشنطن ،الشيء بالشيء يذكر مارست هذا الدور فى الحرب العراقية الإيرانية ،فكانت تدعم العراق وفى نفس الوقت تدعم ايران ،انها السياسة الامريكية (الاحتواء المزدوج dual containment policy، واليوم وبعد أن دمرت الدول العربية وتسعى الى تقسيمها الى دويلات لنهب خيراتها تحاول بكل الوسائل حصار مصر لتوريطها فى حرب ضروس كما حدث فى سوريا ،لكن مصر تعرف جيدا ماذا يدور من حولها
ولكن السؤال الذى يتبادر إلى الذهن ما العمل ؟
هل التدخل العسكرى وضرب سد النهضة هو الحل المطروح،
آخر الاخبار الواردة تتحدث ان ما تطرحه اثيوبيا لا يبشر بخير وأن خطاب مندوبها في مجلس الأمن كان خطاً مضللاً ،كل ذلك يحدث وعين مصر على الأحداث فى ليبيا وفى سيناء ، حيث أن مصر لن تسمح بوجود عسكرى أجنبى على حدودها الغربية فى ليبيا ومصر تدرك جيداً خطورة التغلغل الاسرائيلى فى افريقيا وأن هذا التغلغل سيمتد لها فى يوما ما
لقد تغيرت قواعد اللعبة وتبدل الحال وبات المشهد الاقليمى يعج بالتطورات الجديدة ،حيث أضحت اسرائيل الحليف الاستراتيجى لدول عربية وقطار التطبيع يسير بسرعة الرياح ولن يتوقف.وصياغة المشروع الصهيوامريكى بات قوسين او ادنى وصفقة القرن يتم تطبيقها وعلى نار هادئة ،وبالامس القريب كان وفد مغربى فى زيارة لاسرائيل
وهناك أكثر من أربعين شخصية سودانية تستعد لزيارة اسرائيل .
الأيام القادمة ستحمل الكثير ، وستعبر مصر إلى بر الأمان
حفظ الله مصر ...قلب العروبة النابض
وفى كل يوم نعيشه ندرك ادراكاً جيداً ان قواعد اللعبة تغيرت