هآرتس - بقلم: روغل الفر "تتضح تفاصيل الصفقة التي عرضها بينيت وشكيد وساعر وليبرمان، على المجتمع الإسرائيلي: نتنياهو مقابل “أفيتار”- هذه هي الصفقة. إبعاد نتنياهو مقابل تعميق الاحتلال والأبرتهايد. إما أن تقبلوها بالكامل أو ترفضوها. سيستمر مشروع الاستيطان بزخم جديد، وسيتعزز التعايش بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي، والله، و(أهلاً وسهلاً بالقادمين إلى مدرسة “أفيتار” الدينية)، سيتم تشجيع المستوطنون على مواصلة سرقة أراضي الفلسطينيين، وسيتعمق نظام الفصل العنصري.
كان معارضو نتنياهو يطمحون إلى رؤية إسرائيل وهي تؤكد أنها دولة قانون، قانون واحد للجميع، فقط واحد. قانون واحد لنتنياهو ولكل متهم بمخالفات جنائية. قانون واحد للمستوطنين والفلسطينيين. قانون واحد لجميع مواطني إسرائيل. ولكن في إسرائيل لا يوجد شعب واحد أو قانون واحد. المستوطنون يعيشون حسب نظام قوانين مختلف، وأحياناً بدون قانون على الإطلاق. بهذا المعنى، حكومة التغيير هي حكومة الوضع القائم والمزيد من الشيء نفسه.
إزاء أضرار نتنياهو، لم يكن لما يسمى “اليسار” في إسرائيل أي خيار عدا الموافقة على هذه الصفقة العفنة. صفقة نتنياهو – “أفيتار” هي الأقل ضرراً. قام نتنياهو بتعميق الاحتلال والأبرتهايد. وبماذا يهم من يقوم بتعميقهما؟ هذا غير مهم. هم يعمقون في جميع الأحوال، في كل دقيقة وفي كل يوم ومع كل طفل يولد في المستوطنات. في الوقت الحالي، سيواصلون التعميق بدون نتنياهو. وهذا مفضل في سلم الكوارث الإسرائيلي.
صفقة نتنياهو – “أفيتار” تدل على ضعف اليسار الإسرائيلي الصهيوني. قبل الانتخابات، أيدت اختفاءه المطلق من الكنيست. كان لهذا سبب. ها هما “ميرتس” و”العمل” في الائتلاف، و”أفيتار” قوية أيضاً في الائتلاف. هناك من سيقول إنه لو لم يكن “ميرتس” و”العمل” في الائتلاف لكان الوضع أكثر خطورة. يصعب فهم هذا الادعاء، كيف يمكن أن يكون الوضع أسوأ؟ في نهاية المطاف، دانييلا فايس دائماً تبتسم. المستوطنون هزموا اليسار الصهيوني منذ فترة طويلة. وبات يكتفي باحتجاجات رمزية وعاجزة ضد الأبرتهايد. وفي هذه الأثناء، سيتظاهر عزوز في الخندق، فما زال يمكنه التقدم متراً – مترين في حرب الاستنزاف المدنية التي تحرق أراضي الدولة؛ هو يقود معركة تغريدات في تويتر ضد تعيين مئور يحياي كناطق باسم الرئيس المنتخب إسحق هرتسوغ.
هرتسوغ يسار صهيوني، لا يعتبر “أفيتار” وصمة للدولة، بالعكس. كرئيس، سيتشرف بالحديث باسم إسرائيل الأبرتهايدية، مع أو بدون يحياي. ويهتم رئيس الحكومة البديل، يئير لبيد، في هذه الأثناء بسلامة عيديد سلمان أكثر من الفلسطينيين الذين يتلقون الرصاص المطاطي قرب “أفيتار”.
لحسن الحظ، لم يوقع بايدن على صفقة نتنياهو – “أفيتار”. والجناح التقدمي القوي في الحزب الديمقراطي والذي يطالب باشتراط استمرار المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل بحل نظام الأبرتهايد، يواصل كونه قوة سياسية مدربة ومثيرة للانطباع، التي مجبر بايدن على أخذها في الحسبان. إضافة إلى ذلك، تعاض الأغلبية الساحقة من يهود أمريكا بشكل قاطع صفقة نتنياهو – “أفيتار”. “أفيتار” تمثل القيم البغيضة على التقدميين وعلى بايدن ومستشاريه وعلى يهود أمريكا الليبراليين.
بينيت ولبيد وشكيد وساعر والكين وشركاؤهم، سيكونون مجبرين على الانحناء لبايدن إذا أرادوا البقاء. لن تتنازل إسرائيل عن الأبرتهايد طوعاً. ولكن عندما نفحص توجهات مستقبلية في الانتخابات الأمريكية، فهناك أمل أنه سيأتي يوم وستجبرها الولايات المتحدة، لأن إسرائيل الأبرتهايد الأبدية ستثير قرف الإدارة الأمريكية بدرجة يصعب تحملها. بعد ذلك، ستقول أمريكا لإسرائيل: عليك الاختيار بين “أفيتار” وأمريكا. وحتى ذلك الحين، احتلال لطيف بدون بيبي.