قال المفوض السياسي العام والمتحدث باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء طلال دويكات، “إننا في المؤسسة الأمنية نتحمل مسؤولية وفاة نزار بنات لأنها حدثت أثناء عملية الاعتقال، ونمضي في الإجراءات القانونية حتى يصل الحق لأصحابه”، رافضا ما يشاع أن ما حدث مع بنات يندرج ضمن إطار “الاغتيال”.
وتابع خلال حديثه لشبكة وطن الإعلامية، انه ومنذ اللحظة الأولى التي توفي فيها بنات بعد اعتقاله لدى المؤسسة الأمنية كان هناك قرار بتشكيل لجنة تحقيق من قبل رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، واستكملت اللجنة عملها لمدة 3 أيام وقامت بتسليم تقريرها لرئيس الوزراء.
وقال: أوقفنا 14 عسكريا هم أفراد الدورية التي ذهبت لاعتقال نزار بنات، والتحقيق يعمل بشكل مكثف حتى نصل الى توجيه لوائح اتهام لمن تثبت إدانته في هذه القضية، ثم محاكمة عادلة، لأن القضاء العسكري معني بأن يصل الى نتيجة في أسرع وقت ممكن، كي نقول لكل مواطن فلسطيني أن حياته على سلم أولويات السلطة الفلسطينية.
لست مخولا للحديث..
وتعقيبا على سؤال وطن حول أحقية كل مواطن معرفة نتائج لجنة التحقيق لأنها قضية رأي عام، قال دويكات: بالتأكيد ولكن النتائج النهائية غير مستكملة، والمخول في الحديث عن تفاصيل القضية فقط الجهة القضائية وهي القضاء العسكري، والقضاء العسكري يستكمل التحقيق، كما أن كل الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الأن، تصب في صالح طمأنة المواطن بأننا نسير في الطريق الصحيح، لذلك لا نريد أن نستبق الأحداث، وأنا لست مخولاً للحديث عما جرى.
وردا على سؤال، هل ستقتصر المساءلة والمحاسبة على أفراد الدورية، قال دويكات: لا يوجد أحد في السلطة أصدر قرارا بالقتل، وهذا الأمر والأسلوب غير موجود في أجندة السلطة الفلسطينية، ولكن إذا أثبت التحقيق أن هناك من أخذ قرارا بما حدث، من المؤكد أنه سينال العقوبة، والعقوبة الرادعة.
ورداً على سؤال وطن، حول قانونية اعتقال مواطنا لا يشكل خطرا على أحد الساعة الثالثة فجرا، قال دويكات: اعتقال نزار بنات جاء على خلفية قرار من النيابة، والأجهزة الأمنية هي جهة تنفيذ، لذلك ذهبت لاعتقال نزار، علما أن الأمن وقبل ليلة اعتقاله ووقوع الحادثة قام بالاتصال مع نزار، لكنه تعامل بطريقة فظة لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، فكان واضحاً تماماً أن بنات لن يحضر للاستجواب، ما اضطر الأجهزة الأمنية للتوجه نحو المنزل الذي كان متواجدا فيه.
وتابع: ظروف منطقة الخليل الأمنية فيها تعقيدات كثيرة، وأؤكد على أن الأجهزة الأمنية توجهت الى المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل دون اتصال او طلب من الاحتلال، لذلك توجه الأمن هناك بدون سلاح، وحاول أن ينهي هذه القضية ” قضية الاعتقال” بأسرع وقت ممكن، وطالما أن نزار بنات توفي لدى اعتقاله لدى المؤسسة الأمنية نحن نتحمل المسؤولية وجاهزون لأخذ الإجراءات حتى نصل لنتيجة نهائية تعيد الحقوق لأصحابها.
ورداً على سؤال وطن، حول توثيق الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في عام 2020، 31 وفاة في ظروف غامضة منها 9 في مراكز الاحتجاز، 5 في الضفة الغربية، و4 في قطاع غزة، قال دويكات: لا يوجد تفاصيل عن وفيات قطاع غزة باستثناء الصحفي عصام السعدي الصحفي الذي قتل في سجون حماس، أما فيما يتعلق بوفيات الضفة الغربية الخمسة، فتنوعت ما بين حالة انتحار واحدة والمرض الشديد وبالامكان مراجعة تقارير المؤسسات الحقوقية التي تؤكد ذلك.
وتعقيبا على قضايا قمع الحريات العامة مثل حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي، قال دويكات: فيما يتعلق بالحريات.. بالتأكيد هي مصانة، ودائماً ما يتم التركيز عليها، فرغم استخدام الألفاظ النابية والتكفير والتخوين في مسيرة السبت الماضي، تصرف الأمن مع هذه الأمور بقدر كبير من ضبط النفس.
وقال دويكات: أما بخصوص ما حدث قبل أسبوع، وما أشيع بأن الأمن كان بلباس مدني واعتدى على المواطنين، فهذه المعلومات غير صحيحة، فالأمن كان يتواجد في زيه الرسمي، لكن ما حدث وجود مواطنين غاضبين بسبب استخدام الألفاظ النابية في المسيرات، وكان هناك اشتباك ما بينهم وبين المواطنين المشاركين في المسيرة، والأمن بذل جهود كبيرة في محاولة لمنع الاحتكاك، وهو ما أدى الى قوع العديد من الإصابات بين رجال الأمن.
تقديم شكاوى..
وتابع: وأما فيما يتعلق بالاعتداء على الصحافة، فيجب بالبداية تحديد من هو الصحفي، لأنه للأسف لا يوجد قانون ينظم العمل الصحفي، ورغم كل ذلك نعتبر الإعلاميين الفلسطينيين مكون رئيسي من مكونات الحالة النضالية الفلسطينية، وإذا كان هناك صحفي تعرض للاعتداء فإن يمكنه أن يقدم شكوى رسمية لدى النقابة ولدى جهاز الشرطة الفلسطينية، ونحن جاهزون للتحقيق من أجل ايصال الحقوق لأصحابها، وإن حصل تجاوز من رجل أمن بحق صحفي فأنا أقدم اعتذار سمي لكل المؤسسة الصحفية.
دورنا ليس بوليسيا..
وشدد دويكات أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية تعمل في ظل الظروف الصعبة التي يفرضها الاحتلال والواقع الاقتصادي الصعب، وبالتالي دورنا ليس بوليسيا ولا يمكن أن نقبل ان يكون لنا هذا الدور لا في الحاضر ولا في المستقبل، لذلك نناضل من خلال عملنا في المؤسسة الأمنية من أجل تحقيق كل ما هو مطلوب لشعبنا الفلسطيني.
وأكد دويكات أن الانقسام له تأثيرات كبيرة على مجتمعنا، داعيا الى ضرورة الإسراع في طي هذه الصفحة من تاريخ الشعب الفلسطيني، مردفا: واعتقد أن كل الضغط الممارس علينا من قبل الاحتلال يجبرنا على العمل سوياً للنضال ضد الاحتلال حتى نصل لتحقيق مطالب شعبنا بالحرية.
وختم دويكات برسالة لعائلة بنات قالا: نحن نترحم على نزار بنات وهو ابن شعبنا ومسؤولية وفاته عندنا والحق سيصل لأصحابه من خلال محاسبة من يثبت أن له علاقة بوفاته، أقدر مشاعر زوجة المرحوم وكلنا نتألم في الحقيقة، لأنه لا أحد يريد الوصول لهذه النتيجة، ليس فقط مع نزار بل مع أي مواطن فلسطيني.