كيف يبدو انتخاب رئيسي إحباطاً لأمريكا وفرصة إسرائيلية لتعطيل "اتفاق فيينا"؟

الجمعة 02 يوليو 2021 06:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف يبدو انتخاب رئيسي إحباطاً لأمريكا وفرصة إسرائيلية لتعطيل "اتفاق فيينا"؟



القدس المحتلة /سما/

إسرائيل اليوم - بقلم: يعقوب نيجل         "مر أسبوعان على انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، ومن المهم تحليل آثار انتخابه المحتملة على السياسة الإيرانية وتقرير ما إن كانت “جيدة لليهود”. يتضمن التأثير تغيرات كبرى في السياسة، وتغيرات عملانية ستؤثر فوراً، مع التركيز على المفاوضات الجارية في فيينا حول العودة للاتفاق النووي القديم والمختل، وعلى تنفيذ الالتزامات الإيرانية لوكالة الطاقة النووية العالمية على المشروع النووي.

رافائيل غروسي، مدير عام وكالة الطاقة النووية، نشر في بداية الشهر تقريراً حاداً، وادعى أن إيران لم ترد على أسئلة الوكالة ولم تنجح في توضيح آثار اليورانيوم التي اكتشفت في ثلاثة مواقع. بعد نشر التقرير وانتخاب رئيسي، نشر في هذا الأسبوع تقرير آخر، طالب فيه غروسي بإعادة الرقابة للمواقع النووية، وفقاً لاتفاق التسوية الذي انتهى سريانه نهاية الأسبوع الماضي.

هذا قبل أن يقدم على التوجه لمجلس المحافظين بعقد اجتماع خاص لهم للبت في القضية.

التقارير التي تصدرها الوكالة تصدر في توقيت حاسم، حيث تجري مفاوضات للعودة للعمل بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في العام 2015. يندفع الأمريكيون نحو التوقيع على الاتفاق بأي ثمن رغم تصريحات غروسي بأن الاتفاق النووي غير ذي صلة.

انتخاب رئيسي يحبط همم الأمريكيين.كانت المفاوضات تجري حتى الآن بسيطرة إيرانية كاملة، حيث كان الأمريكيون يوزعون بها جزراً بلا عصيّ أو ثمن مقابل من الإيرانيين الذين يطلبون المزيد فالمزيد ويحصلون على كل ما يريدونه تقريباً. تشير المعلومات المتسربة من فيينا على سبيل المثال بأن الأمريكيين طالبوا إضافة وثيقة جانبية حول تقييد تطوير الصواريخ القادرة على حل الرؤوس النووية، وافق روحاني على البحث في هذه المسألة إلا أن رئيسي رفض الفكرة.

هذه بشائر خير لمن يعتقدون أن العودة للاتفاق النووي القديم خطأ شديد وربما يكون السبب الرئيسي للاعتقاد بأن انتخاب رئيسي ربما “جيد لليهود”.

يرتكز السبب الثاني على طبع رئيسي وشخصيته، ماضيه المضرج بالدماء وآرائه حول الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر؛ أي إسرائيل وأمريكا. مثلما كان الحال عليه إبان حكم أحمدي نجاد، ليس هناك مجال مع رئيسي لتمثيليات الابتسامات الزائفة للغرب، ولا أوهام، هو يصرح عن مواقفه الواضحة وسيكون من الصعب الادعاء بأن من الواجب التعامل مع إيران وأفعالها بتسامح.

السبب الثالث ليس مؤكداً. كثيرون من الذين يسعون لوقف المشروع النووي الإيراني على قناعة بأن الطريق الوحيد لذلك هو تبديل النظام. ومع قدوم رئيسي، تتوقف الإصلاحات التي بدأها روحاني وسيصبح وضع الشعب أسوأ وربما سيصحو ويستبدل النظام. من الناحية الأخرى، القسوة التي أبداها رئيسي في قمع معارضي النظام تضع علامة استفهام كبيرة حول هذه الإمكانية إلا أنها تبقى قائمة.

فكرة الدخول في مفاوضات حول اتفاق نووي أطول وأقوى وهم وسراب. على إسرائيل ألا تدخل في صيرورة مرحلة العودة للاتفاق القديم، إلا إذا فاجأ الإيرانيون ووافقوا على الدخول في مفاوضات حول اتفاق جديد – الأمر الذي يبدو بعيداً بوجود رئيسي – حينئذ فقط، سيكون هناك مكان للتوضيح كيف يتوجب أن يكون عليه الاتفاق من وجهة نظر إسرائيل، مع توضيح إيراني لخروقات الماضي.