افتتحت جمعية التنمية الزراعية- الإغاثة الزراعية- فعاليات أول سوق تضامني لدعم المزارعين في القطاع على أرض ساحة السرايا وسط غزة، لمساعدتهم على تخطي العراقيل التي تواجههم في تسويق منتجاتهم محليا وخارجيا، وبيع منتجاتهم بأسعار عادلة.
ويضم السوق أصناف مختلفة من الخضروات لمزارعين قدموا من مختلف محافظات القطاع.
ويقول مدير الإغاثة الزراعية بغزة، المهندس تيسير محيسن عقب الافتتاح ان المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة المزارعين لكافة المؤسسات لتعزيز مبدأ التكافل بين أطياف كتفة افراد المجتمع.
وأشار الى ان المعاناة مركبة ومستمرة جراء العدوان الإسرائيلي وتفشي جائحة كورونا إضافة الى الاغلاق والحصار لافتا الى انه من مظاهر هذه المعاناة فرض إجراءات معقدة في عملية التصدير اضافى الى ان التعويض الخسائر التي تكبدها المزارعين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع لم تتم حتى اللحظة.
وقال ان هذا السوق يستمد فكرته من القرية الفلسطينية “العونة” ويعمل على كشف حجم المعاناة امام الفلسطينيين ويتيح الفرصة أمام شرائح المجتمعية للشراء بحيث لا يتكبدون المزيد من الخسائر.
وأضاف اننا نعزز فكرة الاقتصاد المقاوم وعلينا جميعا دعم المزارعين لتعزيز صمودهم وعلى المؤسسات المحلية والدولية تقديم كافة الدعم للمزارعين إضافة الى تقديم مشاريع تساهم في تعزيز واقعهم وتسريع عجلة التنمية وتساهم في حل إشكالية التسويق.
واختتم بالقول دون مساعدة بعضنا البعض لا نستطيع ان نهزم العدوان وهو متعدد وتعد “البيدر” في إشارة الى مكان المعرض بانه المكان الذي يتضامن فيه أهل غزة مع أنفسهم امام العالم
وقالت منسقة الإعلام والمناصرة في الإغاثة الزراعية نهى الشريف، أن السوق التضامني هدفه تسليط الضوء على معاناة المزارعين الذين يتعرضون لأزمات متكررة وتأثيرها على ضعف القوة الشرائية والحصار الضارب على القطاع منذ ما يزيد عن 14عامًا.
وقالت تستمر فعاليات السوق على مدار يومين متتالين لتعزيز مبدأ التضامن من مختلف أطياف المجتمع وفئاته مع المزارعين وحثهم على شراء منتجاتهم داعية كافة المؤسسات المحلية والرسمية والدولية المانحة إلى تبني أفكار ريادية لدعم المزارعين ومساعدتهم على تخطي العقبات.
وأكدت أن مشكلات القطاع الزراعي تحتاج الى حلول استراتيجية وليست حلول آنية، قائلةً: “إن أزماتنا متكررة وطويلة الأمد وصعب التنبأ بها في ظل المتغيرات السياسية والمناخية وبحاجة لرؤية زراعية معمقة حول مستقبل القطاع الزراعي”.
وقالت ان الانتهاكات الاسرائيلية بدايةً من ازمة الكهرباء جزء أساسي في إحداث معيقات للقطاع الزراعي خاصة في عمليات الري بعد العدوان الأخير على قطاع غزة وأضراره التي لحقت الانتاج الحيواني والنباتي وقطاع الصيد، وأخيراً العقوبات التي فرضها الجانب الاسرائيلي فيما يتعلق بإغلاق معبر كرم أبو سالم ومن ثم المطالب الجديدة خاصة في عملية تقميع البندورة قبل تصديرها الذي يسبب تلفها سريعا.
وأشارت إلى أن جزء كبير من أراضي فئة المزارعين ومشاريعهم كانوا تحت استهداف الاحتلال، لافتةً إلى أن: “القطاع الزراعي كان يصدر 350 -400 طن خضار يومياً وهذا كله توقف حيث نلاحظ انخفاض الاسعار الهائل في السلة الغذائية ما يعد إيجابياً للمستهلك ويلحق بالضرر للمزارع، وذلك بسبب توقف التصدير للخارج، بالإضافة الى توقف المطاعم والمشاريع الصغيرة وضعف القدرة الشرائية”.
وقالت: “نحن في مؤسسة الاغاثة الزراعية نبحث في حل للازمات الحالية وأيضاً المتلاحقة، وبدأنا في دراسة ادارة الأزمات وليس التعامل مع الأزمة أثناء حدوثها مما ينقلنا نقلة نوعية في كيفية ىالتعامل مع القطاع الزراعي”،مردفةً: “وصلت العديد من المناشدات المتعلقة بانخفاض الاسعار بعد العدوان اطلقنا حملة “ايد بايد ندعم صمودنا” استهدفت العديد من الاراضي الزراعية المتضررة بتنظيف المخلفات”.
وطالبت “الشريف” الجهات المختصة بالوقوف لرؤية زراعية جديدة للقطاع الزارعي على أن تأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات سواء كانت الداخلية او الخارجية.
وعبرت “الشريف” عن أملها بأن يكون هذا السوق التضامني بشكل دائم لإيجاد مداخل للمزارع لتعويض جزء من التضرر الواقع على كاهله.
ووجهت رسالة إلى المسؤولين بأن: “يكون للقطاع الزراعي أولوية في كافة الأجندات السياسية وتفعيل صندوق درأ المخاطر في قطاع غزة كما هو مفعل في الضفة الغربية، ونتمنى ان تكون الجهات الفاعلة في القطاع الزراعي شريكة اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي لها القدرة في تطوير القطاع الزراعي”.
وأعربت الشريف عن تضامنها مع المزارعين والصيادين بالقول: “نحن معكم دائما وعدم تنفيذ جميع مطالبكم يرجع لكوننا مؤسسات خاصة وليست حكومية، مؤكدةً: “وأتوجه برسالة خاصة للصيادين انتم بحاجة لمزيد من الضغط والحراك بأنفسكم”.
يذكر ان خسائر القطاع الزراعي في العدوان الأخير قدرته وزارة الزراعة بنحو 204 مليون دولار في وقت يواجه فيه المزارعين أوضاعا اقتصادية صعبة ومعيقات إسرائيلية مشددة.