هآرتس - بقلم: عكيفا نوفيك "من يجلس في الأعلى يشاهد موجة من الإبداع. هذا المساء سيأتي أعضاء من الليكود إلى بؤرة “أفيتار” الاستيطانية في السامرة من أجل التضامن معها وتأييدها إزاء الخطر الذي يتهددها من حكومة بينيت. مستوى الخطر غير واضح، ولم يتم تحديد موعد للإخلاء، لكن البؤرة تمر بعملية متسارعة من “الخحمرة” (أن تصبح مثل قرية الخان الأحمر).
في الدليل الكامل على التفاف السياسة الإسرائيلية من اليمين، تعدّ “الخان الأحمر”، وهي قرية بدوية صغيرة قرب مستوطنة “كفار أدوميم،” ذات قيمة مهمة. وعد نتنياهو بهدمها مرات كثيرة. وقام نفتالي بينيت واييلت شكيد بوضعها على رأس سلم اهتماماتهما. وقد انتقدا نتنياهو كثيراً بسببها وحولا مجمع الصفيح الموجود على طريق البحر الميت إلى موقع أكبر بكثير من وزنه الحقيقي. “أصبحت القرية الآن مدينة صغيرة”، هكذا انتقد بينيت بصورة لاذعة قبل الانتخابات الأخيرة بأسبوع.
هذا النمر يعود إلينا الآن من اليمين. يمكن أن تصبح “أفيتار”، الخان الأحمر خاصته، خطوة أولى في حقول الألغام التي يزرعها بسعادة سابقيه. يجدر ببينيت أن يفحص حالة “أفيتار”، فهي لن تكون الأخيرة.
نموذج بينيت السياسي منذ تشكيل الحكومة يقف الآن أمام امتحان. انفصل بينيت عن القاعدة السياسية التي رافقته مدة ثماني سنوات عندما اجتاز عتبة مكتب رئيس الحكومة. والآن يتلمس طريقه بحثاً عن قاعدة “إسرائيلية عامة” (أي وسط – يمين). ولكنه الآن في نقطة خسارة – خسارة. إذا قام بهدم البؤرة فلن يكسب أي نقاط بوسط الخارطة السياسية، ربما لأنه سيفعل ذلك كشخص مسه الشيطان. في المقابل، لا يمكنه أن يكسب نقاطاً من اليمين في قضية “أفيتار”. وحتى لو نجح في هندسة “خطة” تمكن من إبقاء المستوطنة على حالها فلن يكون هذا نهاية المطاف.
أعضاء “ميرتس” وأعضاء “راعم” سيستمرون بالنضال من داخل الحكومة لهدم الموقع (أشخاص انتظروا عشرين سنة من أجل العودة إلى الحكومة لا يخافون من طريق طويلة). من الجهة الأخرى، سيطالب بتسلئيل سموتريتش بإقامة كنس ومؤسسات تعليم وحي جديد حول مكتب رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذي سيُنقل إلى المكان. وإذا تحولت “أفيتار” إلى مدينة كبيرة تضج بالحياة، فلن يستفيد بينيت من ذلك.
على أي حال، “أفيتار” أضحت قصة تكتيك جزئي، ولن تحسم فيها مستقبل المنطقة؛ إذ لا أهمية استيطانية استراتيجية لبؤرة استيطانية فيها خمسين عائلة في منطقة فيها تكاثر طبيعي مثل يهودا والسامرة. وإذا وفى بينيت بوعده، “تسوية الاستيطان الشاب” وتعزيز مستوطنات قديمة، فسيكون هذا أكثر أهمية بكثير.
الموضوع هنا هو القدرة على تدمير ائتلاف بينيت. و”أفيتار” تمسك به بشكل جيد من الطرفين. “الخميس الماضي، وصل اثنان من أعضاء الكنيست إلى البيوت الجديدة، وهو يعتمد في الائتلاف على صوتهما، وفي يدهما “أمر إخلاء”. وبعد ساعتين تم إلصاق لافتة على أحد البيوت كتب عليها “مكتب عضو الكنيست نير اورباخ”. هي خطوة لم يتم تنسيقها مع عضو الكنيست أورباخ (الهاوي المعروف للوحدة). والذي طلب أن يتم وضعه في بيت آخر حتى لا يثير أزمة.
هذه الحادثة الغريبة لا تعتبر سابقة. ففي أواخر العام 2018 شارك وزراء في مظاهرة ضد الحكومة، كان أجراها مستوطنون أمام مكتب رئيس الحكومة، وقد شارك فيها زئيف الكين واوفير ايكونيس واييلت شكيد ونفتالي بينيت. غضب نتنياهو من ذلك، وبعد أسبوع تقريباً قام بحل الحكومة وقاد إلى انتخابات، عُرفت بعد ذلك بـ “الانتخابات الأولى”. وخلافاً لتلك الحكومة التي كانت متجانسة جداً، فثمة إمكانية أكبر بكثير لاتساع الصدوع في هذه الحكومة. ومثلما علمنا معلمنا مناحيم بيغن، فسيكون هناك المزيد من “ألون موريه” و”أفيتار”.