إسقاط النظام أم إصلاحه؟؟ محمد دراغمه

الإثنين 28 يونيو 2021 12:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسقاط النظام أم إصلاحه؟؟ محمد دراغمه




شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي رفعه البعض في العديد من التظاهرات الاحتجاجية على مقتل الناشط السياسي نزار بنات أثناء اعتقاله، شعار غير واقعي، وغير قابل للتحقيق وأدى الى نتائج عكسية.
الشعار غير واقعي لأن النظام السياسي الفلسطيني غير قابل للاستبدال في هذه المرحلة، والسبب أنه لا يوجد أي نظام أو آلية لانتقال السلطة، فلا يوجد برلمان، ولا يوجد كتل وأحزاب ممثلة في البرلمان لاستبدال الحكومة بأخرى، ولا يوجد انتخابات عامة دورية لتغيير رأس النظام.
وربما كان من الأفضل والأجدى رفع شعار إصلاح النظام وليس إسقاطه، فالنظام قد يكون قابلا للاصلاح، لكنه حتما غير قابل للإسقاط.
النظام السياسي الفلسطيني اتسم منذ تأسيسه ببعض المرونة التي تسمح بإدخال إصلاحات تدريجية فيه، ما لم تهدد بتغييره كليا مثل انتخابات العام 2006. والذين عايشوا تجربة المجلس التشريعي الأول يعرفون القوانين التي سنت، والإجراءات التي اتخذت، والدور الرقابي الذي لعبه المجلس، والحكومات التي قامت بتغييرها..
المظاهرات التي رفعت شعار الشعب يريد إسقاط النظام جاءت في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لحركة "فتح" ما عمل على توحدها في مواجهة ما رأت فيه خطرا محدقا. جاءت في وقت تواجه فيه "فتح" عدة أزمات وتحديات جدية منذ الغاء الانتخابات، وما تلاها، خاصة المواجهة المسلحة بين غزة وإسرائيل، وتعزيز أسهم "حماس"، وفشل جولة الحوار الوطني في القاهرة بعد أن طالبت الأخيرة بتغيير جوهري في مبنى منظمة التحرير على نحو يهدد بصورة جدية موقع حركة "فتح".
شعار "أسقاط النظام" غير قابل للتحقيق، ويعمل على توحيد "فتح" مع أجهزة الأمن للدفاع عن معقلها الكبير، أما شعار إصلاح النظام فيجد الكثير من الأنصار له حتى في داخل "فتح"، وقد يؤدي إلى تحقيق نتائج مهمة، منها عدم تكرار تجربة نزار بنات، وربما وقف كل اشكال الاعتقال السياسي.
لقد تعرضت الحكومة الأولى التي أعقبت الانقسام عام 2007 لعدة ضغوط دولية ومحلية ومبادرات داخلية لوقف انتهاكات حقوق الانسان، وحققت تلك الضغوط والمبادرات نتائج جيدة تقرها منظمات حقوق الانسان، وربما هذا ما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة، في حال توجيه الجهود نحو إصلاح هذا النظام وليس كما يريد البعض، بوعي أو بغير وعي، إسقاطه واستبداله...