▪ تفاهة..
هل تسود التفاهة مجتمعنا - مجتمعات- بعد مؤامرة الانقسام الاسود- مهددة في وجودها ولا حديث الا عن شخصنة الواقع - والمواقف- لصالح الغير، وبدلا ان تدب الحياة في القضية والرأي السياسي والموقف الوطني تفترش التفاهة والجدل الهابط آفاق الراي حول القضايا الكبرى.
▪ اكل عيش..
هذا القول المأثور هو لأستاذنا، وهو كان يقصد الذوق الفني والجمالي والذكاء السياسي، كما كان يقصد قواعد اللياقة الاجتماعية في التعامل والتخاطب ومجمل السلوك في المجال العام؛ لعلي أضيف اليه أن الذوق ليس أيضا في رداءة الممثلين اشباه الساسة، ولكنه في من ترك المجال لهؤلاء . راضي .. او مجبر بحكم اكل العيش!! وبالتالي .. بحر السياسة جف والارض عطنت وقيحت والنبت هو تلك القضايا .. والتي مهما كانت أهميتها يجب ان تكون تالية للوحدة الوطنية الحقيقية و للاستقلال والتحرر والكرامة والعدالة .. ليست هذه هي هموم و قضية أمة مهددة بالموت , بعض الأفعال لا تجلب لنا احترام العالم. إذا كنت في حاجة إلى احترام العالم يجب ان تحترم نفسك وتحترم عقول الناس.
▪عذر طبي..
كتبنا فى مقال سابق: ان الوحدة الوطنية اول خطوة فى طريق الاستقلال واقامة الدولة المستقلة، اتضح لنا ان الوحدة - حتى تاريخه - مثل الجنس.. يحتاج الى ثلاث عناصر تقريبا وهى : 1- الرغبة 2 - الارادة 3- القدرة ؛ جميع ما ذكر بعيد عن شنب السادة - وكل من يمثل على الناس دور السياسي المحنك. لذا اقتضي التنويه : انه في أوقات الالتباس من المهم أن تحافظ على اللباس.. الرسمي؟.
سراب..
▪ واعلم يا فتى أنك لن تفهم حقيقة الأشخاص إلا وقت الخلاف، ولن تكتشف معادنهم إلا في الشدائد، ولن تتفاجأ أنهم تغيروا معك إلا إذا خالفت مصالحهم، لذلك سل الله دوماً واصدُق في الطلب، وأن يُنير بصيرتك قبل بصرك، وأن يجعل حظك هُم أهل المواقف التي لا تتغير، ويبعدك عن اهل التنظير للغير، والقضية التي لا تهون، والمسؤول الذي ليس فيه انبهارٌ مُزيف، أو وهمٌ كاذب، أو حقيقة يكون أصلها سراب.
▪عم علي..
وأعترف أن سلوك الإنسان عندما يكون مسلحا بالوعي لا يجذب انتباهي بحده الأقصى. فالوعي يجعلك حذرا فيما تقوم به من أفعال، ويدفعك لمراعاة التقاليد والحرص على أن تراك الناس شخصا طبيعيا. أما عندما تندفع لفعل ما مدفوعا باللاوعي، أو بالخلل العقلي الذي نسميه بالجنون فهذا بالفعل ما يثير اهتمامي بشدة. تلك الأفعال التي تتم في غيبة الوعي بشكل عام تشير إلى مرحلة في تاريخ البشر تعود إلى مرحلة الكهوف.
▪البقاء على قيد القضية، ما الذي أريد قوله في آخر المطاف؟..
أتطلع إلى أن أشهد عودة الحياة السياسية وانتخابات حرة ، وأن يعم شعبنا ، الأمان والوحدة والاستقلال، أعرف أنه لن يتحقق من دون الأمل وتأخذ الوحدة مجراها. ولكن لم نصل بعد إلى آخر المطاف، وربما ليس لهذا المطاف من نهاية منظورة سوى الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، و أتمنى ألا تكون القادمة أسوأ من سابقتها. حتى الآن حققت مؤامرة الانقسام الاسود؛ تراجعات مؤلمة للقضية. وللشعب ، ومن دون تقدم نحو أفق سياسي مفتوح على المتغيرات الحقيقية، نكون نحن في وضع المراوحة، فأشباه المسؤولين في مرحلة المساومة التى لا تنتهي منذ نكبتنا الاولي!!
طبعا، مرور بالمحرقة الصهيونية تلو الاخرى ، فلا تكفينا نكبة واحدة لفعل ما نريد، ولا تكفي أكثر من نكبات اخري، لنتعلم ما يساعدنا على رص صفوفنا ووحدتنا. وما نتناوله الان مسموم، والبعض يقود عمليات تضليلنا.. وأقسى ما وصلنا إليه، أننا شعب يعيش مأساة كبرى متعددة ، ولا أحد ساعدنا، والآن حتى لو أراد أحد مساعدتنا، فلن يستطيع. ولكن وحدنا نحن الشعب فقط.. بوسعنا إنقاذ بلدنا، لكنها الأصعب، ان شعبنا مزقه السادة بالحزبية و بالضغائن والأحقاد.
لكن .. آملا أبدًا في رحمة الله التي تسَع كل شيء.