تناولت الكاتبة الإسرائيلية رينا باسيست في تقرير لموقع "المونيتور" الأميركي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى واشنطن حيث قالت إنه جدد خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين موقف "إسرائيل" المعارض لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
فقد التقى كوخافي بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومسؤولي الدفاع الأميركيين الآخرين بمن في ذلك بريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكارا أبيركرومبي، المستشارة الخاصة للرئيس لشؤون الدفاع. وحذر كوخافي من "إخفاقات الاتفاق النووي الحالي"، وحض المسؤولين الأميركيين "على استكشاف طرق بديلة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية". وجاء في بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي: "طوال اليوم، قدم رئيس الأركان خلال اجتماعاته طرقاً ممكنة لمنع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية."
وصل كوخافي إلى واشنطن في 20 حزيران / يونيو الجاري، ومن المقرر أن يعود اليوم الجمعة إلى الكيان الإسرائيلي. ولدى وصوله، استقبله وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي. كما التقى كوخافي بفريق الأمن القومي الأميركي وبقائد القيادة الوسطى الأميركية فرانك ماكنزي ورئيس قيادة العمليات الخاصة الأميركية ريتشارد كلارك. وكان من المقرر أن يجتمع بعد ظهر أمس الخميس مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز.
وقالت الكاتبة إن تقارير إسرائيلية غير مؤكدة أفادت بأن الولايات المتحدة تسعى لتمديد الوقت بين جولات المفاوضات مع إيران للتشاور مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن القضية وفهم مواقفها بشكل أفضل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد قال في خطاب أمام مجلس الوزراء الجديد في 20 حزيران / يونيو عن الانتخابات الرئاسية في إيران، إن انتخاب إبراهيم رئيسي هو "الفرصة الأخيرة للقوى العالمية لتستيقظ قبل العودة إلى الاتفاق النووي، وتفهم مع من يتعاملون".
وأضافت الكاتبة أن تقارير إسرائيلية أخرى عن سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأنها تقيم قناة حوار مع واشنطن حول قضية إيران وأنها تخطط لإرسال خبراء أمنيين إلى واشنطن لمناقشة سبل تطبيق قيود الاتفاق النووي بشكل أفضل على البرنامج النووي الإيراني وأي من العقوبات يجب أن تظل سارية إذا عادت الولايات المتحدة بالفعل إلى الاتفاق.
وكانت تقارير قد أفادت الأسبوع الماضي أن بينيت يعتزم ترشيح الجنرال المتقاعد عاموس يادلين، الذي يعتبر كبير خبراء "إسرائيل" في الملف الإيراني، لمنصب مستشار الأمن القومي.
وحذر يادلين من نوايا إيران النووية، وقال أمس: "من حق الأميركيين أن يجربوا المسار الدبلوماسي كأولوية أولى، لكن عليهم الالتزام وتقديم ضمانات لنا بأنه إذا لم ينجح المسار الدبلوماسي، فهناك مسارات أخرى وسنعمل معاً" فيها.
وفي إشارة إلى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" حول هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة إيرانية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، قال يادلين: "ثمة رسالة هنا للجميع، الأميركيين والإيرانيين: إسرائيل ليست جزءاً من هذا الاتفاق (النووي) ولم توقع عليه. إسرائيل تعتقد أنه أمر سيء وتحتفظ بحقها- في مسائل أمن إسرائيل- أن تفعل ما تعتقد أنه صواب. لا يوجد تغيير عن السياسة السابقة هنا".
وركزت اجتماعات كوخافي بشكل واضح على الملف الإيراني ، لكنه بحث مع نظرائه قضايا إقليمية أخرى. وقد ناقش مع سوليفان التوترات المستمرة في غزة، مقدراً أن جولة أخرى من الصراع في القطاع هي مجرد مسألة وقت. وذكر تقرير لهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية أن كوخافي أشار إلى الصعوبات في المفاوضات الجارية مع حركة حماس ومع قائدها في غزة يحيى السنوار. إذ تطالب حماس "إسرائيل" بالسماح لقطر بتقديم مبالغ كبيرة من المساعدات المالية للقطاع، بينما تقول "إسرائيل" إنها لن تسمح بإعادة الإعمار على نطاق واسع حتى تعيد حماس اثنين من الأسرى الإسرائيليين وبقايا جنديين إسرائيليين سقطا في الأسر.
وأثناء وجوده في واشنطن ، التقى كوخافي مع جلعاد إردان، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة حيث ناقش الرجلان على وجه الخصوص المخاوف الإسرائيلية بشأن حزب الله والطرق التي يمكن أن تساعد بها الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة لها في لبنان (اليونيفيل) "في كبح جماح الحزب". وقال بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي: "ناقش الاثنان الحاجة إلى إنفاذ وتنفيذ تفويض [قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان] بشكل فعال في ضوء عملية تجديد التفويض في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام. وشدد رئيس الأركان على أن دولة لبنان فقدت السيطرة على سياستها الأمنية لسنوات وتنازلت تماماً عن مسؤوليتها في تنفيذ القرار 1701، حيث أن منظمة حزب الله .. تدير بشكل فعال السياسات الأمنية اللبنانية".-"الميادين"