تواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليوم الثلاثاء، بعد يومين فقط على توليها مهامها، أول اختبار مع تنظيم المستوطنين مسيرة في القدس الشرقية، تثير مخاوف من تصعيد جديد مع حركة حماس في قطاع غزة.
واستبق موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور فينسلاند المسيرة المقررة اعتبارا من الخامسة والنصف بعد الظهر (14,30 ت غ) ليدعو “جميع الأطراف إلى التصرف بشكل مسؤول وتفادي الاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى جولة مواجهات جديدة”.
ومن المقرر أن يشارك نحو خمسة آلاف من القوميين اليمينيين بالمسيرة في البلدة القديمة في القدس، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال. وستمر المسيرة عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة.
وطلبت السفارة الأميركية في القدس من موظفيها عدم التوجه إلى القدس القديمة بسبب “مسيرة الأعلام” التي تنظمها مجموعات قومية ويمينية متطرفة، واحتمال قيام تظاهرات ضدها.
وتنظم “مسيرة الأعلام” “احتفالا” بذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس في حرب حزيران عام 1967. علمًا أن الاحتلال الإسرائيلي للشطر الشرقي من المدينة الذي ضمته أيضا, يعد مخالفا للقانون الدولي.
كان من المقرر أن تجري المسيرة في 10 أيار الماضي، في ظل توتر شديد مع تنظيم مظاهرات سلمية في حي “الشيخ جرّاح”، حيث تواجه عائلات خطرَ إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وصدامات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال في باحة المسجد الأقصى.
غير أنه تم إلغاؤها مع إطلاق حركة حماس في قطاع غزة دفعة من الصواريخ يومها على القدس، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية.
وتأججت الأوضاع بعد ذلك خاصة في القطاع، الذي شهد عدوانًا إسرائيليًا استمر 11 يومًا، وأسفر عن استشهاد 260 مواطنًا في قطاع غزة بينهم أطفال وفتية ومقاتلون، و13 قتيلا في الجانب الإسرائيلي.
وبعد انتهاء الحرب وفي وقت تكثف مصر والأمم المتحدة المساعي في الكواليس من أجل تعزيز وقف إطلاق النار الهش، أعلن منظمو المسيرة أنهم يعتزمون القيام بها الخميس الماضي، ما اعتبرته حركة حماس استفزازا.
وحذرت الحركة من ردّ انتقامي إذا ما اقتربت مسيرة المستوطنين من القدس والمسجد الأقصى.
وأرجأت الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو المسيرة إلى اليوم الثلاثاء، خوفا من وقوع صدامات.
لكن إسرائيل طوت في هذه الأثناء صفحة نتنياهو الذي استمر 12 عامًا في الحكم، مع منح الكنيست الثقة لائتلاف من ثمانية أحزاب بقيادة القومي اليميني نفتالي بينيت وشريكه الوسطي يائير لبيد.
قرّر الوزير الجديد للأمن الداخلي عومر بارليف مساء الإثنين، السماح بتنظيم المسيرة في موعدها رغم دعوات نواب عرب وقادة فلسطينيين إلى إلغائها.
ورغم تحذيرات الولايات المتحدة من تداعيات تنظيهما، ودعوة اللجنة المركزية لـ”فتح” والقوى والفعاليات الوطنية إلى النفير العام والاستعداد للتصدى لهذه المسيرة.
وأعلنت أجهزة الوزير في بيان بررت فيه قرار الإبقاء على المسيرة، أن “الحق في التظاهر حق للجميع في بلد ديموقراطي … الشرطة جاهزة وسنبذل كلّ ما بوسعنا لحماية نسيج التعايش الدقيق”.
تمّ تحديد مسار التظاهرة بعد مفاوضات بين المنظّمين والشرطة الإسرائيلية على أمل تجنّب وقوع صدامات مع فلسطينيين، على ما أفادت السلطات.
غير أن رئيس الوزراء محمد أشتية حذر من تداعيات خطيرة قد تنجم عن المسيرة معتبرا أنها “استفزاز وعدوان ضد شعبنا والقدس ومقدّساتها، يجب أن يتوقف”.
وحمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان لها أمس الإثنين، الاحتلال تداعيات تنفيذ مسيرة الأعلام الاستفزازية اليوم، واستمرار عدوانه على القدس وأحيائها والأقصى وساحاته.
وأكدت الفصائل أن القدس كانت وما زالت وستبقى عربية إسلامية وهي محور الصراع، وأنها لن تسمح باستمرار العدوان عليها.
ودعت حركتا “كفاح” و”أبناء البلد” إلى شد الرحال وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، تزامنًا مع مسيرة الأعلام الاستفزازية.