بعنوان "هل تخطط مصر لاستعادة السيطرة على قطاع غزة؟"، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرا طرحت فيه تساؤلات عن نوايا مصر بشأن "إعادة حكمها" على قطاع غزة، وذلك تعليقا على مشاركتها في عملية إعادة إعمار القطاع بعد 11 يوما من تصعيد عسكري هو الأعنف مع الجانب الإسرائيلي منذ عام 2014.
واعتبرت الصحيفة أن مشاهد دخول عشرات الجرافات والشاحنات المصرية إلى قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، دفع بعض الفلسطينيين إلى التساؤل عما إذا كانت مصر تخطط للعودة إلى القطاع الذي حكمته بين عامي 1948 و 1967.
وذكر التلفزيون الرسمي، في 4 يونيو الجاري، أن مصر أرسلت معدات هندسية وأطقما فنية إلى قطاع غزة بناء على توجيهات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لبدء عملية إعادة الإعمار في القطاع.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي عشرات الجرافات والرافعات والشاحنات تحمل الأعلام المصرية وتصطف على الحدود لبدء العبور إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إن "وجود فرق البناء المصرية في قطاع غزة يعني أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لن تتمكن من استئناف الهجمات الصاروخية على إسرائيل".
وأوضحت المصادر للصحيفة أنه "من الصعب على حماس الشروع في جولة أخرى من القتال مع إسرائيل في ظل وجود العديد من المصريين داخل قطاع غزة".
وقالت المصادر: "سوف يكون صعباً علي حماس البدء بجولة أخرى من القتال مع إسرائيل عندما يكون عدد كبير من المصريين متواجداً داخل قطاع غزة. وإذا ما بدأت حماس أو الجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ على إسرائيل بينما تعمل فرق الإنشاءات المصرية داخل قطاع غزة، فسوف تتورط المجموعتان في مشكلة مع مصر".
وحسبما تقوله تلك المصادر للصحيفة، فقد حذر المصريون زعيم "حماس" يحيى السنوار من مغبة البدء بجولة جديدة من القتال بينما تستمر القاهرة في جهودها للمساعدة في إعادة بناء قطاع غزة.
وأثناء حرب 1948 أنشأت الجامعة العربية "حكومة عموم فلسطين" لكي تحكم قطاع غزة الواقع تحت السيطرة المصرية، وأصدرت للفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع جوازات سفر "عموم فلسطين"، ولم تمنحهم مصر الجنسية. وبعد حل حكومة عموم فلسطين في 1959 فقد استمرت مصر في السيطرة على القطاع حتى عام 1967.
إلا أن المصريين لم يضموا قطاع غزة واختاروا الاستمرار في إدارته عبر حاكم عسكري.
ونقلت عن صحفي فلسطيني (لم تكشف عن اسمه) قوله: "هناك شائعات كثيرة عن أن المصريين يخططون للعودة إلى قطاع غزة، الكثير من الناس هنا مقتنعون بأن أعمال إعادة الإعمار التي ترعاها مصر هي جزء من خطة لتمهيد الطريق لوجود أمني مصري دائم في القطاع".
وفي تصريح لجيروزاليم بوست قال مسؤول فلسطيني في رام الله إن الرئيس محمود عباس يقدر الجهود التي تقوم بها مصر لتهدئة الوضع والمساعدة في جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، ولكنه رفض ما يقال عن احتمال عودة السيطرة المصرية على قطاع غزة.
وقال المسؤول: "يعمل المصريون من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة توحيد الضفة الغربية مع قطاع غزة. ولهذا السبب فقد دعوا ممثلين عن الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة. يدعم المصريون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".