عرف النائب اليهودي عوفر كاسيف وهو الوحيد على قائمة عربية رئيسية في الكنيست الإسرائيلي بمواقفه المثيرة للجدل حول الحركة الصهيونية والاستيطان ومجمل المشهد السياسي.
يحمل كاسيف (56 عامًا) دكتوراه في الفلسفة السياسية، وقد انضم إلى الكنيست في نيسان/أبريل ممثلًا لحزب “حداش” أو الجبهة الشيوعية الإسرائيلية وهو الحزب الوحيد الذي يضم عربًا ويهودًا بين أعضائه.
في ثمانينات القرن الماضي أصبح كاسيف أول المعارضين لأداء الخدمة العسكرية في الضفة الغربية المحتلة. وقد وصف النائب اليهودي، وزير العدل آنذاك إيليت شاكيد بأنها من “حثالة النازيين الجدد” ونعت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ “القاتل النهم”.
وفرضت العضوية في الكنيست على كاسيف الانتباه إلى تصريحاته، وعاد ليتصدر المشهد بعد صدامات مع الشرطة خلال تظاهرة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة ضد إجلاء فلسطينيين من منازلهم لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وبثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقطات للنائب اليهودي وقد كسرت نظارته وقطع قميصه ورفع علامات النصر بعد أن تم طرحه أرضًا وضربه من قبل ضابط في الشرطة،
أثارت الصور الغضب حتى في صفوف اليمين الإسرائيلي.
وقال لوكالة فرانس برس في مقابلة إن “إسرائيل أصبحت أكثر فاشية خصوصًا في عهد نتنياهو” مستنكرًا أن يصبح عمل الشرطة تحكمه “السياسة أكثر” في ظل حكومة نتنياهو المخضرم.
ويرى كاسيف أن “الحكومة الإسرائيلية تشبه فاشية ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي” مضيفًا “هدفي والتزامي هو النضال من أجل العدالة والديموقراطية” وهذا يعني “لا احتلال ولا فاشية ولا قومية عرقية ولا عنصرية”.
يعارض عوفر كاسيف الصهيونية كحركة قومية يهودية أدت إلى قيام دولة إسرائيل الحديثة والتي يعتبرها ضد “المساواة” التي تدعيها.
ويعتقد أن “الصهيونية ككل عمليا وربما من الناحية النظرية أيضا تدعم التفوق اليهودي”.
ويؤكد أنه “ضد أي نوع من التفوق العرقي أو القومي”، ويقول “أنا ضد التفوق اليهودي مثلما أنا ضد التفوق الأبيض وضد التفوق العربي”.
وتتعارض هذه المواقف مع جوهر السياسة الإسرائيلية وتجعل كاسيف النائب اليهودي اليساري الوحيد المناهض للصهيونية.
يقول كاسيف “أضع وأصدقائي مرآة أمام الميول الفاشية وهم لا يحبون رؤية وجوههم”.
ويضيف “لا نضع مرآة أمام تلك الميول الفاشية فقط بل نكافح من أجل تغيير سياسات وأفعال وانشطة الحكومة والجماعات الفاشية”.
ويشير عضو الكنيست إلى أن مثل هذه الآراء تثير التهديدات والإهانات على وسائل التواصل الاجتماعي “كل دقيقة تقريبًا”.
ويتهم كاسيف من منتقديه بأنه “خائن” و”يساري فوضوي” و”عار على الشعب اليهودي”.
وبالنسبة للخبير السياسي دينيس شاربيت فإن “الصورة التي يمثلها عوفر كاسيف لغالبية الرأي العام هي صورة كراهية الذات واحترام القومية الفلسطينية لا القومية الإسرائيلية”.
وعوفر كاسيف ابن وحيد لعائلة يسارية تقطن في ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، درس الفلسفة في الجامعة العبرية في القدس وبدأ نشاطه في الحزب الشيوعي أواخر الثمانينيات.