يوماً بعد يوم، تتطوّر الجهود المصرية بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، لتَرفع القاهرة مستوى وساطتها من الوفد الأمني إلى وزير المخابرات عباس كامل.
و تُجدّد المقاومة إصرارها على فصل الملفّات السياسية عن القضايا الإنسانية وملفّ الجنود الأسرى الذي يضعه الاحتلال عقبة أمام تقدّم المباحثات.
و بحسب مصدر قيادي في حماس تحدّث إلى "الأخبار"، ترفض الحركة ومعها جميع فصائل المقاومة، ربْط ملفّ وقف إطلاق النار والقضايا السياسية، وخاصة مدينة القدس، بملفّ الجنود الأسرى.
ويلفت المصدر إلى أن "حماس" أبلغت هذا الأمر للوفد المصري، الذي زار غزة ثلاث مرّات منذ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
واقترحت الحركة على الوفد المصري إجراء مفاوضات حول تبادل الأسرى بعيداً عن ملفّ التهدئة، بعد التأكّد من جدّية حكومة الاحتلال الحالية في تنفيذ المرحلة الأولى من هذه الصفقة، بالإفراج عن كبار السنّ والمرضى والنساء والأطفال مقابل تقديم معلومات حول مصير الجنود.
وأبدت "حماس" استعدادها للتقدُّم في هذا الملفّ الذي يديره الجناح العسكري للحركة، كملفّ مستقلّ غير مرتبط بأيّ تطورات سياسية، ويوجد له معيار لا يمكن تجاوزه بأيّ حال من الأحوال، وهو أن يكون ثمن الجنود الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، بِمَن فيهم أصحاب المحكوميات العالية.
وإلى جانب ملفّ الأسرى، علمت "الأخبار"، من مصادر فصائلية فلسطينية، أن ثمّة وحدة موقف كاملة بين الفصائل في غزة في ما يتعلّق بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، في ظلّ الغاء الرئيس عباس الانتخابات الشهر الماضي.
وفي السياق، تعكف الفصائل على إعداد رؤية شاملة تستهدف إعادة إحياء "منظّمة التحرير"، وجعلها مُمثّلة لجميع الفصائل الفلسطينية، عبر إجراء انتخابات أو توافقات على إعادة تشكيل مجلسها الوطني وبرنامجها السياسي.
وتطرح الفصائل، التي ستلبّي دعوة مصرية الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات للأمناء العامين في القاهرة، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني كخطوة أولى خلال شهرين في الداخل والخارج وحيث أمكن، بالإضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق "وثيقة الوفاق الوطني" ــــ بخلاف ما يطرحه الرئيس عباس من أن تكون الحكومة ملتزمة بشروط "الرباعية الدولية" ــــ، وأن لا يتمّ السماح للحكومة في الضفة بأن يكون لها أيّ دور في الإعمار في حال رفض عباس للمطلب المتقدّم، وأن تتمّ عملية الإعمار، بالدرجة الأولى، عبر لجنة حكومية من قطاع غزة، وبمشاركة مؤسّسات المجتمع المدني والمؤسّسات الدولية.
وطوال الأسبوع الماضي، واصل محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني في الضفة الغربية لقاءاته مع مسؤولين دوليين، بهدف تثبيت دور للسلطة في عملية الإعمار.


