بدات قوات الاحتلال الاسرائيلي بشن غاراتها الكثيفة ضد قطاع غزة في العاشر من مايو لعامل
2021 في أماكن متفرقة من القطاع، استمر العدوان إحدى عشر يوما سقط خلالها المئات من الضحايا بين شهداء وإصابات حرجة، كان غالبيتهم من المدنيين؛ بينهم أطفال ونساء وحتى أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتؤكد الأعداد الكبيرة من الضحايا مدى عنجهية الاحتلال وإجرامه
ضد المدنيين.
ارتكبت قوات الاحتلال إبادة جماعية ومجازر ضد عائلات كاملة؛ حيث تم مسح أسماء عائلات بأكملها من السجل المدني بفعل الاستهداف المباشر والمتعمد لمنازل الآمنين ليلا ونهارا، ومن هذه العائلات عائلة الطناني والمصري وأبو حطب، وهذا يعتبر جريمة حرب ومجازر بحق الإنسانية حسب اتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، مما يستلزم من المجتمع الدولي ضرورة
الإسراع بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها.
من ناحية أخرى، تسبب العدوان في تخريب ودمار ممنهج للبنية التحتية للقطاع المحاصر منذ أكثر من 14 عاما، حيث طال الاستهداف الحربي شبكات الكهرباء والمياه، ودمر 16800 منشأة سكنية بالإضافة لخمسة (5) أبراج دمرها القصف بشكل كامل، وتدمير الطرق والمنشآت السياحية
والصناعية وأراضي زراعية والتي تعد بمثابة شريان الحياة لسكان القطاع المحاصر.
تناقش هذه الورقة أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع من خلال إحصائيات وأرقام وحقائق حول العدوان، كما تقدم عدد من المقترحات والتوصيات التي على الجهات المسؤولة والمختصة الإسراع باتخاذها بشأن بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة.
الصفحة 2 من 6
أولاً: حقائق وأرقام حول أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع:
استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة احدى عشر يوما، حيث بدأ مساء يوم الاثنين الموافق 10 مايو2021 واستمر حتى فجر الجمعة الموافق 21 مايو2021 وبلغ عدد الغارات 1900 غارة.
أ- الخسائر البشرية(1):
بلغ عدد الشهداء 248 شهيد/ة، منهم 115 من محافظة غزة، وبين الشهداء 66 طفل، و39 امرأة (منهم 4 حوامل)، و17 مسن، و5 من الأشخاص ذوي الاعاقة.
تم مسح أسماء عائلات بأكملها من السجل المدني بفعل الاستهداف المباشر والمتعمد للمنازل مثل عائلات الطناني والمصري وأبو حطب وغيرهم.
بلغ عدد الجرحى 1948, بينهم 560 طفل و380 امرأة و91 مسن. توزعت أعاد الجرحى بين المحافظات؛ محافظة الشمال 903 جريح، ومحافظة غزة 530 جريح، محافظة الوسطى 110 جريح، محافظة خانيونس 117 جريح، محافظة رفح 100 جريح.
تنوعت الإصابات بين إصابات شديدة بنسبة 3.2% (90 إصابة)، وإصابات متوسطة بنسبة %21.8 (384 إصابة)، وإصابات طفيفة بنسبة 75% (1319 إصابة)، كما بلغ عدد الإصابات 500 إصابة في الأجزاء العلوية و155 إصابة في الرأس والرقبة.
بلغ عدد المصابين في الفئة العمرية (18_39) سنة الغالبية العظمى من المصابين بعدد 808 مصاب، أما (40_59) سنة بلغ عدد المصابين 321 مصاب، أقل من 18 سنة 540 مصاب وأكثر من 60 سنة 91 مصاب.
165 مصاب يتوقع أن تتسبب إصابته بإعاقة دائمة(2). ب- الخسائر المادية:
تسبب العدوان في نزوح حوالي 120 ألف مواطن, 50 ألف منهم نزحوا للحصول على الحماية في 58 مدرسة تابعة لوكالة الغوث، بينهم 170 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكز النزوح في غزة والشمال، وأكثر من 70 ألف مواطن يقيمون مع عائلات مضيفة(3).
بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة 16800 وحدة سكنية، وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرضت للهدم الكلي أو أصبحت غير صالحة للسكن 1800 وحدة سكنية، منها 1000 وحدة بشكل كامل. كما تضررت 13 ألف وحدة سكنية ضرر متوسط وجزئي.
تم تدمير 205 من البيوت والمباني السكنية بشكل كلي، منها 5 أبراج تم هدمها بشكل كامل. بالإضافة لهدم 7 بيوت لأشخاص من ذوي الاعاقة وتدمير ثلاث مؤسسات لذوي الاعاقة بشكل بليغ(4).
تم تدمير عدد 33 من مقرات إعلامية ومؤسسات اقتصادية وجمعيات. تم قصف 75 مقر حكومي. بالإضافة إلى أضرار في 68 مدرسة (حكومية، خاصة، وتابعة
لوكالة الغوث) وعيادات رعاية صحية.
1 وكالة معا الإخبارية، https://www.maannews.net/news/2040743.html, بتاريخ 21 مايو 2021. 2 الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة 3 وزارة الأشغال العامة والإسكان 4 الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة
الصفحة 3 من 6
تعرض 3 مساجد للهدم الكلي، وتضرر 40 مسجد بشكل بليغ، بالإضافة لكنيسة واحدة، وعدد من المباني والمؤسسات التابعة لوزارة الأوقاف. كما تم استهداف 6 مقابر في مدينة غزة كما تضرر مقر مديرية أوقاف الشمال وكلية الدعوة الإسلامية بمحافظة شمال غزة.
تعمد الاحتلال خلال العدوان قصف الشوارع والبنية التحتية مما أدى الى الاضرار بشبكات المياه بطول 14 ألف متر، شبكات طرق بمساحة 10م2، شبكات صرف صحي 17,200م، 50 بئر مياه و11 محطة صرف صحي، وتم الاضرار بالخط الناقل الرئيسي الذي يمد أكثر
من 50,000 شخص بالمياه في خانيونس، وبخط ضغط الصرف الصحي الذي يخدم أكثر من
60,000 شخص في بيت لاهيا(5). تضرر 454 سيارة ووسيلة نقل بشكل كامل أو بليغ. تضرر 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية وحمامات زراعية وآبار وشبكات ري. أضرار الكلية لأكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية منها هدم 7 مصانع بشكل
كلي وأضرار لأكثر من 60 مرفق سياحي منها استراحات على شاطئ بحر غزة. تقدر الخسائر المادية ب 322 مليون دولار. قدمت وزارة التنمية الاجتماعية مساعدات للعائلات المتضررة بقيمة 2,290,937 دولار من
طرود غذائية وقسائم شرائية ومساعدات نقدية(6).
ت- الأضرار الناتجة عن إغلاق المعابر ووقف الإمداد:
تعطل مستشفى غير حكومي واحد بسبب نقص إمدادات الكهرباء منذ اليوم الخامس للعدوان(7). بينت وزارة الصحة أن هنام نقص حاد في 45% من الأدوية و33% من المستهلكات الطبية
و56% من لوازم المختبرات وبنوك الدم بالإضافة الى تهالك منظومة الإسعاف والطوارئ.
أدى قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى وزارة الصحة وعيادة الرمال الى توقف العمل في
المختبر المركزي لفحص كورونا. استمر الاحتلال خلال العدوان بإغلاق المعابر التجارية لقطاع غزة ومنع نزول الصيادين
للبحر مما يلحق ضررا يوميا بأسر الصيادين البالغ عددها 3600 أسرة. على مستوى قطاع الطاقة تم تدمير 31 محول كهرباء، وقطع 9 خطوط رئيسة و79 ألف متر من الكوابل، مما أدى إلى خفض ساعات الوصل إلى 3_4 ساعات في اليوم، كما أدى إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود إلى نقص في كمية الطاقة التي يتم توليدها، مما أثر على تشغيل محطات التحلية ومعالجة الصرف الصحي وانخفاض إمدادات المياه العادية بأكثر من 40%،
بالإضافة إلى صعوبة الوصول المنتظم إلى المياه لما يقدر بنحو 800 ألف شخص(8). تضرر شبكات ل 16 شركة اتصالات وإنترنت.
5 مصدر سابق 6 وزارة التنمية الاجتماعية_ غزة 7 مركز الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية (اوتشا) 8 بيان مشترك عن مركز شؤون المرأة ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة بغزة
الصفحة 4 من 6
ث- الآثار النفسية الاجتماعية:
رصد مختصو الصحة النفسية الكثير من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالحرب؛ مثل اضطرابات ما بعد الصدمة9، والتوتر والتبول ألا إرادي لدى الأطفال والتقيؤ المتكرر الناتج عن الخوف الشديد، بالإضافة لحالات لنساء حوامل أجهضن بفعل القصف العنيف. ويعتبر الجانب النفسي الاجتماعي
من الجوانب التي لا يسلط عليه الضوء كثيرا.
في الجانب الآخر، ظهر خلال العدوان مزيد من المشاعر الوطنية، والالتفاف حول المقاومة والقضايا الوطنية ومزيد من اللحمة بين الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم.
ثانياً: تحليل وتوصيات:
إن استهداف قوات الاحتلال للمدنيين في قطاع غزة بالأسلحة الفتاكة لهو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، فما قام به الاحتلال يعتبر انتهاك صريح لحقوق الإنسان وحق العيش بأمان. من ناحية أخرى تعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية والشوارع الرئيسة بالإضافة الى تدمير المنشأت الاقتصادية والزراعية والصناعية والسياحية والصحية والتعليمية ليشمل التدمير كل مناحي الحياة في القطاع. كما بينت وزارة الصحة أن نزوح المواطنين خلال فترة العنوان واكتظاظ مراكز اللجوء قد يؤدي الى انتشار موجة ثالثة من فيروس كورونا في القطاع في ظل تعطل المختبر المركزي
لفحص كورونا وتهالك منظومة الصحة بفعل نقص الموارد المتاحة.
ثالثاً: مقترحات وتوصيات:
ضرورة التوافق الوطني وتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية والسياسية عبر التفاهم على برنامج وطني موحد يعمل على تحقيق الأهداف الوطنية العليا.
عمل الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية على محاكمة الاحتلال على جرائمه البشعة بحق المدنيين العزل.
دعوة المجتمع الدولي على ضرورة وقف الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته بحق الفلسطينيين واحترام القانون الدولي.
دعوة المجتمعات العربية للتكافل مع الشعب الفلسطيني وتنفيذ مبادرات لجمع التبرعات للمساهمة في إعادة إعمار القطاع.
ضرورة تقديم الخدمة الصحية اللازمة للمصابين وتسهيل التحويلات الطبية للخارج للحالات المحتاجة بالإضافة إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي لكافة الفئات المتضررة.
تنفيذ مبادرات خاصة لتحسين أوضاع الفئات الهشة الأكثر تضررا من العدوان. الاستمرار في مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي. ضرورة الضغط لرفع الحصار عن غزة والسماح بوصول المساعدات والمواد اللازمة لإعادة
الإعمار.
9 انعكاسات الحرب على الصحة النفسية للغزيين، صحيفة الحدث، بتاريخ 19 مايو 2021.
الصفحة 5 من 6
المراجع:
وزارة الصحة الفلسطينية/ غزة المركز الإعلامي الحكومي/ غزة ,https://www.maannews.net/news/2040743.html ،وكالة معا الإخبارية
بتاريخ 21 مايو 2021. وزارة التنمية الاجتماعية/غزة وزارة الأشغال العامة والاسكان الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة بيان مشترك عن مركز شؤون المرأة ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية
للمرأة بغزة مركز الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية (أوتشا)
انعكاسات الحرب على الصحة النفسية للغزيين، صحيفة الحدث، بتاريخ 19 مايو 2021
