قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" الرفيق مصطفى بشارات إن التطاول على الرموز والقامات الوطنية لشعبنا مدان بشدة ومرفوض رفضا قاطعا، وهو يصب تماما في خدمة الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى عملاؤه ومخابراته في هذه الآونة تحديدا للنيل من الروح المعنوية لشعبنا والتي ارتفع منسوبها عاليا بفضل الملحمة البطولية التي سطرها خلال المواجهة المشرفة التي خاضها أبناؤه وبناته الميامين في القدس والضفة وغزة وأراضي عام 48 .
جاء ذلك خلال زيارته قرية أم دار بمحافظة جنين حيث قدم واجب العزاء باستشهاد الشاب منتصر محمود زيدان جوابرة والذي ارتقى متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات التي وقعت على حاجز طورة في إطار الهبة الجماهيرية لشعبنا نصرة لأهالي حي الشيخ جراح بالقدس، ورفضا لمخطط الاحتلال الذي يستهدف ترحيلهم عن مساكتهم، وكذلك رفضا للاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وللعدوان الارهابي الاسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف الرفيق بشارات خلال كلمة أبّن فيها الشهيد جوابرة أن الوفاء لدماء الشهداء والجرحى يقتضي منا جميعا التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية وأن نلتزم بأقصى مستويات الحذر لأن الاحتلال، وبعد حالة الوحدة منقطعة النظير التي سطرها شعبنا خلال المواجهة البطولية التي خاضها على امتداد أراضي فلسطين التاريخية، كل في موقعه ووفقا لإمكانياته وظروفه، وجد نفسه أمام حالة فلسطينية-شعبية متماسكة وعصية على الكسر، وهو الآن يلجأ، من خلال عملائه وأجهزة مخابراته، لفكفكة هذه الحالة عبر إثارة الفئوية المقيتة والنعرات الحزبية الضيقة مستغلا قلة قليلة من الجهلة والموتورين والغوغاء لا يمتون لشعبنا ولا لأخلاقه ويجب أن يلفظهم الجميع.
وشدد بشارات على أن القادة، من مختلف فصائل العمل الوطني والاسلامي، وبصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية، وفي المقدمة الشهداء والجرحى والأسرى، هم خط أحمر وعنوان فخار ومنارات يهتدي بها شعبنا في نضاله على طريق نيل حريته، ولا يجوز بحال من الأحوال النيل منهم؛ وإن من يفعل ذلك لا يخدم إلا الاحتلال الذي نخبر جيدا مخططه القديم-الجديد ومحاولاته الدؤوبة لاستهداف الشهداء والأسرى خصوصا من خلال السعي لوصمهم بالإرهاب وعبر محاولة قرصنة مخصصاتهم المالية التي هي جزء لا يعني شيئا أمام دمائهم الزكية وتضحياتهم الجسام.
وتابع الرفيق مصطفى بشارات: إننا في حزب "فدا"، وضمن موازين القوى المعروف للجميع مدى اختلاله لصالح الاحتلال المدجج بأعتى أنواع الأسلحة والمدعوم أمريكيا، لا نتحدث عن نصر عسكري كما يخطئ البعض في تصوير الأمور، بل نتحدث عن نصر وطني وسياسي ومعنوي سطره شعبنا من خلال توحده في المجابهة الشعبية التي وقفها في وجه قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه على امتداد بلادنا فلسطين من أقصاها إلى أقصاها، وهو بذلك تعالى على الانقسام السياسي الذي يعود لخمسة عشر عاما خلت، ونرى في ذلك دعوة من الشعب الفلسطيني الأبي لكل الفرقاء السياسيين، وعلى اختلاف فصائلهم، من أجل الارتقاء بقراراتهم لمستوى دمائه الزكية وتضحياته الجسام، وخصوصا حسم أمرهم باتجاه وأد هذا الانقسام البغيض.
وأوضح الرفيق بشارات أن من ثمار المجابهة الشعبية الباسلة لشعبنا عودة القضية الفلسطينية إلى الخارطة السياسية والجغرافية للعالم بعد أن توارت، حتى أنها كادت أن تغيب، مشددا على أن مسيرات التضامن التي عمت العالمين العربي والاسلامي وباقي دول العالم، لم نشهد لها مثيلا خلال العقود الأخيرة، وهو نصر معنوي وسياسي مهم يجب قراءته بعناية والمراكمة عليه من أجل أن يستمر وأن يثمر قرارات من الحكومات العربية والغربية تسند نضالنا وتقرب ساعة الحرية والخلاص من الاحتلال.
كما نوه بشارات إلى الضربة القاسمة التي وجهتها الملحمة البطولية التي سطرها شعبنا لكل من صفقة القرن وأعوانها خصوصا من المطبعين الجدد، مشيرا كذلك إلى استعادة شعبنا ثقته بنفسه وبقدراته الكامنة، واستعادة وعيه بوحدته التي لا تنفصم عراها في كل أماكن توجده، وبوحدة مصيره الوطني، واستعادة إيمانه بمدى وشائج العلاقات والأهداف القومية التي تربطه بأبناء أمته العربية، فضلا عن إدراكه للأبعاد الأممية لقضيته الوطنية التي هي قضية كل الأحرار والشرفاء في العالم.
وختم بشارات إلى أن المعركة لا تزال مستمرة ضد الاحتلال ومخططاته خصوصا مخططات التطهير العرقي والتهجير القسري لأهلنا في عموم القدس سيما في الشيخ جراح وسلوان، وفي مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات المسيحية والاسلامية، وضد ارهاب المستوطنين وسرطان الاستيطان الذي يستشري في القدس وباقي أنحاء الضفة الغربية، وضد الحصار الظالم الذي لا يزال مفروضا على أهلنا الصامدين في قطاع غزة، داعيا شعبنا، وبكل فصائله وقواه، إلى استمرار هبتهم الشعبية والجماهيرية لإحباط كل هذه المخططات ووصولا إلى دحر الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا.